من أكتر الحاجات اللي بفتقدها في فترة توقف الدوري الانجليزي، هي تصريحات يورجن كلوب ومؤتمراته، حتى لو مش بتابع الماتشات ولا مهتم بيها معرفش مهتمش بتصريحات يورجن كلوب، واكتشفت اني واقع تحت تأثير الراجل ده رغم البعد الباعد ده كله، ,بقيت بتمنى أن العالم يبقى مليان بشخصيات زي كلوب، يبقى مديري في الشغل مثلاً أو خالي ولا عمي، اللي أحب أسمع كلامه ونصايحه وخبراته في الحياة أو لما أقع في أي مشكلة ابعتله ويقولي معلش هي الحياة كده واحنا بنفشل وهنفشل وهتفضل فاشل بس انبسط وإلعب ويقولي:
“أفشل بأفضل طريقة ممكنة”
أو: “العالم ليس دائمًا مليئاً بالفائزين، بل يمتلئ بالمنافسين، أو هكذا نأمل، التحدي الأكبر بالنسبة لي في الحياة هو التعامل مع الهزائم، إذا أردت تحقيق أشياء كبرى عليك الخسارة بقوة”.
أول مرة أعرف كلوب لما كان لسة شاب صغير بيدرب نادي ماينز، نادي مكافح صاعد معاه من الدرجة التانية وبيلعب فيه محمد زيدان، وكنت فرحان انه بيدعم ابننا وبيحبه وبيلاعبه، ومعجب جداً بحماسه وكفاحه وتفاعله مع الجمهور والماتش طول التسعين دقيقة، مكنتش اعرف انه معاملته لزيدان مش استثناء ولا حاجة، وانه بيعمل كده مع كل اللي بيشتغل معاهم، وبعدها تابعته لما راح بوروسيا دورتموند، ونفس الحماس العجيب بتاعه وشخصيته الجذابة اللي صعب جداً متتأثرش بيها.
بعتقد دايماً إن كلوب مؤهل يبقى شخصية مؤثرة ومهمة في مجالات كتير غير الكورة، متأكد من غير ما أعرفه انه راجل عنده أفكار ووجهات نظر مهمة في السياسة والاقتصاد والمجتمع والفن، بس مبيتكلمش فيها في العلن، وبالعكس دايماً بيحاول يقلل من رأيه في كل الحاجات دي ويخبي ان عنده اللي يضيفه فعلاً، يعني بشوفه راجل سياسي ناجح وممكن ناشط بيئي مثلاً أو مدرب تنمية بشرية حقيقي أو عالم إدارة وفنان، وممكن ناشط حقوقي أو عمالي.
“My Biggest Skill Is Common Sense. I Understand Life.. Did I change my opinion? Yes. That’s true. But it’s better to change your opinion than never have one”.
من أكتر الحاجات اللي بتأثر فيا بصفتي من العالم التالت، إن دايماً بحس ان كلوب متعاطف معايا وعارف ظروفي، مؤمن بالمساواة والكفاح، بيكره الراحة ومظاهر الترف، يديك احساس دايماً انه مكافح وفقير ومقدر معاناتك، حتى لو مكانش ده الواقع بتاعه، بس تقريبا ده مبدأ عنده، وواضح من اختياراته للأندية اللي بتمثل الطبقة العاملة أو الجانب النضالي زي دورتموند وليفربول، وواضح من هجومه وتريقته على الاندية الغنية زي بايرن ميونخ، اللي رفض يدربهم أعتقد لكرهه لهيمنتهم الاقتصادية الكبيرة.
“لدينا قوس وسهم، وإن استخدمناه بدقة، نستطيع إصابة الهدف، المشكلة فقط أن بايرن يمتلك بازوكا، مما يعني أن فرصة إصابتهم للهدف أعلى بوضوح، لكن للعلم روبين هود كان ناجحاً أيضاً.. “.
من تصوراتي على شخصيته إنه فعلاً بيحب يعيش دور الرجل التاني العادي المكافح، يصدر إنطباع دايماً إنه جاي ينقذك ويساعدك مش فكرة شغل وفلوس، يعني لو اعتبرنا ليفربول نادي كبير وغني، فهو جه في وقت النادي ده كان بيعاني وعايش على ماضيه وشاخ، فجأة تحول على ايده لنادي شاب مكافح في وجه فلوس الخليج في مانشيستر سيتي وغطرسة جوارديولا، زي ما كان الراجل المكافح في ألمانيا ضد سيطرة بايرن ميونخ.
“لدي متلازمة المساعدة، أنا أهتم فعلا بأمر الآخرين وأشعر بأني مسؤول عن كل شيء تقريبا.. انا الشخص المعروف بالمركز الثاني، في ألمانيا لدي الرقم القياسي بتحقيق أكثر نقاط دون تحقيق اللقب..”.
قادر دايماً على جلب التعاطف معاه، مهما كان موقفه، في ذروة قوته دايماً يحسس الآخرين انه أقل واحد وانه هيخسر وهيفشل والطرف التاني أحسن منه في كل حاجة، ودي اتكلم عنها واحد من أبرز منافسيه “توخيل”: “يمكنه أن يقنعك بذلك وهو يفعل ذلك طوال الوقت، وهذا جزء من أسباب التعاطف معهم.. حين درب دورتموند، أحبت البلد كلها دورتموند، والآن وهو مدرب ليفربول، تشعر وكأن البلد بأكملها تحب ليفربول “.
وبمناسبة مينتالتي محمد صلاح، فانا بشوف كلوب ليه تأثر بنسبة 80% على صلاح، صلاح قبل كلوب كان فعلاَ لاعب عادي معندوش كاريزما، وزي ما قال مدربه في روما وقتها انه بيتكسف لما بيجيب جول حلو، مع كلوب من أول ظهور ليه، شفنا صلاح تاني، لاعب نجم وواثق من نفسه بيلعب بمزاج وبيحتفل وبيفتخر بنفسه، وهو ده السر اللي عند كلوب، بقدرته العجيبة انه يزرع الثقة لأي حد، حتى لو لعيب كحيان أو ناشيء صغير، يحسسك دايماً انه أهم لاعب عنده وان من غيره الفرقة تضيع، وهو راكنه عالدكة عادي طول الموسم، ومحدش يبقى حاسس بظلم أو مشكلة عادي.
“أنا رجل عادي تماماً، أحياناً أريد أن أكون صديقهم، وأحياناً يجب أن أكون معلماً، ليس من الصعب العثور على لحظة لتكون صديقًا أو ديكتاتور كوري شمالي.. كل ما نفعله في الحياة يتعلق بالعلاقات”.
الجميل في كل ده، أنه راجل عملي ومؤمن بالعلم كرقم واحد، ولكن الأساس عنده هو انه شخص عاطفي وانفعالي ومتواضع، مزيج بين الحكمة والعاطفة، بيتخانق عالخط ويهيص ويجري عالجمهور ويحضن لعيبته وممكن يقتحم الملعب أثناء الماتش عشان يحتفل عادي، فيه عادة في مؤتمراته انه يبقى عنده اعتذار دايما عن تصرف انفعالي عمله، ومعندوش مشكلة ينتقد نفسه، ويقول على نفسه غبي أو ساذج، أو ان سبب انفعاله ان معندوش خطة واضحة.
“الأشياء التكتيكية مهمة جدا، ولا يمكنك الفوز بدون الأشياء التكتيكية، لكن المشاعر تصنع الفارق”.
تقدر تشوف تأثير كلوب على كلام اللاعيبة والاداريين اللي اشتغلوا معها، المساعد بتاعه في ليفربول مثلاً بيشوف أن أكتر حاجة مبهرة فيه إنه بيغير تصوره في كل يوم، وانه: ” 30٪ تكتيك و70٪ بناء فريق”، لاعيبة كتير حياتها اتغيرت تماماً بسبب كلوب، واحد زي ليفاندوفسكي مثلا بيعتبره “الوحيد الذي عزز ثقته في نفسه”، معظم اللاعيبة اللي بتقابله لأول مرة بتتفاجيء أنه بيكلمهم أول مرة عن حياتهم الشخصية، بيقعد فترة يكلمهم في أي حاجة إلا الكورة، عنده قدره على إدارة ثقافات مختلفة في فريق واحد، يعني انا عندي اقتناع أن كلوب مثلا يعرف المجتمع المصري وظروفه وطريقة تفكيره، زي ما يعرف ده عن كولومبيا والبرتغال مثلاً، لأن على أساسه هو بيحدد تعامله مع اللعيب ويعرف كل حاجة عن خلفيته وطريقه تفكيره وتحفيزه.
“لدي الكثير من المعلومات أكثر مما أعطيها للاعبين، ليس لأنني أريد الاحتفاظ بها، ولكن لأنه يجب عليهم لعب مباراة كرة قدم بحرية.. دعهم يلعبون، تتعلم المزيد عن لاعبيك كل يوم وكيفية التعامل معهم.. ثقتي كبيرة بما يكفي لأسمح للناس بالنمو بجانبي، ومن المهم أن تكون متعاطفًا وأن تحاول فهم الأشخاص من حولك وأن تقدم دعماً حقيقياً لهم”.
أنا بحب يورجن كلوب، وبعتبره شخص مؤثر وفيلسوف وإيجابي، يقدر يقول الكلام العادي بطريقة كإنك مسمعتهاش قبل كده من تأثيرها، بسيط ومباشر وإنساني وصاحب مواقف، عارف حجم نفسه ونموذج يدرس في القيادة والإدارة
“يمكنك التحدث عن الروح، أو أن تعيشها.. دائماً ما كنت أشعر بالثقة عندما كنت طفلاً، أمي وأبي كانوا دائمًا يشيدان بما أفعله، امتلأت بالحب.. لا أشك في الناس، أنا منفتح تماماً وليس لدي شيء أخفيه، أعطي كل شيء ولكن لا أتوقع أن أحصل على شيء مقابل ذلك”.