التصنيفات
مقالات الضيوف

وظائف المدير/القائد

الفهم الكافي لاستمراره في أداء عمله الإداري بشكل ناجح

كتب إيلون ماسك على حسابه في تويتر رأيه في إدارة شركات البرمجة وتقنية المعلومات، وكيف أنه يرى ضرورة أن يدير هذه الشركات الممتازون تقنيا في المقام الأول، ويشبّه المدير الذي لا يمكنه كتابة برمجيات عظيمة بالفارس الذي لا يعرف كيف يمتطي ظهر فرسه.

وأجد نفسي متفقا معه في الجملة الأولى ومختلفا في الثانية، بعد تجارب استمرت لأكثر من 25 سنة في شركاتي وشركات تعاونت معها ومديرين ومبرمجين ومصممين عاصرت خبراتهم وتجاربهم.

من المهم أن يكون مدير شركة تقنية المعلومات مبرمجا سابقا، سواء أصبح بعد ذلك قائد فريق أو مدير مشروعات أو خلافه، ومن المهم أن يكون قد عمل فترة كافية لدوام كامل مع فريق أو فرق مختلفة ولم يكتف بالعمل كمستقل، وفيما يلي الفروقات التي تظهر نتيجة ذلك:

يصبح المدير مدركا لإمكانيات تقنية المعلومات بالتفصيل، يعرف ما يمكن عمله وما هو تجريبي، وما هو ممكن وما هو غير متاح، والبدائل المختلفة لكل شيء، وتكاليف البدائل من وقت وجهد ومال، والمؤهلات المطلوبة لكل وظيفة ولكل مستوى، باختصار تتكون لديه صورة تفصيلية عن المجال (من واقع عمله وخبرته ومتابعته للسوق) تساعده في التخطيط لعمل الشركة بشكل عام ولعمل الأقسام الداخلية بشكل خاص.

والتخطيط هو الوظيفة الأولى للمدير.

تكون قد تكونت لديه فكرة عن تفاصيل دورة البرمجة، وعلاقات الوظائف المختلفة ببعضها البعض، وترتيب الأعمال بين الموظفين، مما يسهل له توزيع العمل (على مستوى الأقسام)، وحل المشاكل نتيجة الاحتكاكات، والعمل على إرساء طرق ونظم للعمل تحسّن من الجودة وتقلل من الوقت والاحتكاكات السلبية، وهذا هو التنظيم.

التنظيم هو الوظيفة الثانية للمدير.

نأتي للنقطة الثالثة وهي الأهم لدى المطورين والمصممين: العمل في المجال لمدة كافية وبنظام الدوام الكامل وبالاحتكاك بفرق عمل ثم بالترقي ليصبح مدير مشروعات أو قائد فريق كل هذا يكسبه فهما ممتازا لعقلية ونفسية واحتياجات العاملين في المجال، حيث يمر هو نفسه بما يكسبه تلك الخبرة ويراها في زملائه وفرق العمل التي أشرف عليها، النتيجة هي أنه يصبح أقدر على التعامل معهم عندما يكون مديرا، يعرف كيف يحل مشاكلهم، وكيف يحفزهم، وكيف يتعامل معهم في حالات الخطأ، وكيف يجعلهم أكثر تمسكا بالشركة.

من النادر جدا أن تجد شركة يديرها شخص غير متخصص ويكون ناجحا فيما سبق..

هذه هي القيادة هي الوظيفة الثالثة للمدير.

بالطبع تكون لديه فكرة جيدة عن مؤشرات الأداء المطلوبة في وظائف المجال، وتكون لديه آلية لمتابعة المشروعات حتى على إطار الرؤية العامة، مما يمكنه من مراقبة الأداء وتقييمه.

وهذه المتابعة هي الوظيفة الرابعة والأخيرة للمدير.

ما أختلف فيه مع المقولة هو أنني لا أرى ضرورة أن يكون المدير مبرمجا ممتازا (سواء في السابق أو في الوقت الحالي)، وشاهدت الكثيرين ممن أصبحوا مديري مشاريع ومديري شركات وكانوا عاديين كمطورين، ولهذا تفاصيل متعلقة بأنواع المهارات الثلاثة (الفنية والعلاقات والإدارية) يمكن أن نناقشها في وقت لاحق إن شاء الله.

من المهم أن يكون على اطلاع ومتابعة للجديد، بحيث يبذل مجهودا ووقتا لفهم التقنيات الحديثة دون أن يضطر للوصول إلى مستوى الكود والتفاصيل الدقيقة، هذا الفهم كاف لاستمراره في أداء عمله الإداري بشكل ناجح في إطار الأنشطة التي ذكرتها أعلاه.

المصدر