التصنيفات
مقالات الضيوف

حل ضبابية المشهد الاقتصادي

انواع الابتكار الثلاثة عن أفضل مشروع يمكنك عمله في هذه الفترة؟

كعادته كلما أصبحت الأمور أصعب وزادت ضبابية المشهد الاقتصادي يطل علينا السؤال التالي بشكل مكرر:

– ما هو أفضل مشروع يمكنني عمله في هذه الفترة؟ ما هي أكثر المجالات المربحة في البزنس؟ كيف يمكنني الاستفادة من الظروف الحالية؟

أفضل مشروع يمكنك عمله في أفضل مجال هو المشروع الذي يمكنك إنشاؤه في مجال عملك الذي كوّنت خبرة كبيرة فيه، إذ توافرت لديك المعرفة المطلوبة بالسوق ومشاريعه من حيث نوعيات العملاء والأسعار والمواصفات وطريقة تنفيذ العمل وحسابات التكاليف وتوقعات الدخل وهكذا..

(طبعا الأمر نفسه إذا كنت ستشارك من يتميز بهذه الخبرة في مجاله، بشرط أن تكون واثقا من أمانته وأن يكون الاتفاق واضحا وشاملا من البداية.)

إذا كان المجال غير مزدحم بعد ولا تزال فيه فرص كبيرة لمن يريد إنشاء مشروعه فسوف تكون الأمور أسهل، مع ملاحظة أهمية أن تكون لديك نقاط تميز لتتمكن من المحافظة على العملاء الذين تحصل عليهم فلا يذهبوا إلى المنافسين المستقبليين (فلا مجال يظل فارغا لمدة طويلة).

أما إذا كان المجال مزدحما فهناك طريقان:

1. إما أن تنشئ مشروعا مكررا بشرط أن تكون لديك مزايا تنافسية قوية تتيح لك تقصير مدة تعرّف الناس على مشروعك وتفضيلهم للتعامل معه على غيره ودعوة أصدقائهم إليه، وهذا يقودنا إلى الحديث عن نوعين من أنواع الابتكار الثلاثة:

أ. ابتكارات رفع كفاءة العمل، وتتناول تنفيذ الأفكار التي من شأنها زيادة ربحية المشروع وتقليل تكاليفه وتقليل الوقت والجهد اللازمين لإنتاج وتسويق وتقديم الخدمة أو المنتج، حيث يمكن أن يكون في أي وجه من أوجه المشروع.

المطعم الذي يعتمد على الشهرة الطاغية لصاحبه فيصبح له عملاء من أول يوم ويحقق أرباحا من الشهر الأول ابتكر في التسويق ووفر في الميزانية المطلوبة لذلك، مشروع التجارة الإلكترونية الذي يقدم حوافز للمسوقين ليعلنوا عن منتجاته ويحصلوا على عمولات فيحقق انتشارا كبيرا في وقت قصير ويبتعد عن التنافس اليومي في إعلانات فيس بوك وإنستاجرام، وكذلك الذي يستخدم خدمة أوتوماتيكية تدير له إعلانات الشبكات الاجتماعية يوفر في الإنفاق الإعلاني لأنه يحصل على استهداف أدق ويحصل على نتائج أكثر فعالية وكفاءة.. هذه بعض الأمثلة في نشاط التسويق فقط.

الشركة التي تقوم بتسعير خدماتها أوتوماتيكيا حسب ضغط العمل من العملاء تربح أكثر دون أن تسبب غضبا كبيرا لديهم لأنهم يدركون زيادة احتياجهم، الشركة التي تقسّم الأنشطة الداخلية إلى أنشطة فرعية كثيرة ليتمكن الموظفون قليلوا الخبرة من أدائها دون مشاكل توفر في الأجور وتزيد من ربحيتها، المطعم الذي يتفق مع عدد من المنافسين لشراء الخامات بشكل جماعي يحقق توفيرا في التكاليف، الشركة التي تركز في عملها على مناطق محددة توفر في تكاليف التوصيل وتحسّن من كفاءة العمل، وكذلك التي تحدد أوقاتا معينة للتوصيل، الشركة التي تحدد حوافز لشركاء العمل اعتمادا على شرائح الدخل تحقق ربحية أكبر.

حتى في التوسع والحصول على تمويل، الشركة التي تعتمد على بيع امتياز تجاري توفر التكاليف الكبيرة المطلوبة للتوسع وتدفع مقابلا معقولا لذلك.

المشروع الذي يتبنى آليات اختراق النمو يحقق نتائج رائعة وقليلة التكلفة (أو مجانية) لمساهمتها في تطوير كل أوجه المشروع.

ب. ابتكارات المحافظة على العملاء، تنفيذ الأفكار التي من شأنها الاحتفاظ بالعملاء وضمان استمرارهم في التعامل مع المشروع بدلا من التوقف عن ذلك أو التعامل مع المنافسين، ويتطلب ذلك المتابعة المستمرة لسلوكيات العملاء ولأخبار المنافسين وكذلك الاستماع المستمر للعملاء مع وضع آلية ومعايير للعمل على اقتراحاتهم وشكاواهم.

كان هذا هو الخيار الأول فيما يتعلق بالأسواق المزدحمة: المشروع المكرر.

2. أو أن تلاحظ أن الطرق/المنتجات الحالية المتعلقة بإشباع احتياج ما ليست فعالة، أو ليست ذات كفاءة عالية وفيها هدر للمال أو الوقت أو الجهد، وتكون لديك فكرة جديدة مغايرة لما هو موجود سواء أكانت فكرتك في الأصل أو فكرة مقلدة من شركة عالمية أو محلية، فالمجهود الحقيفي لا يكون في الأفكار وإنما في تحويلها إلى مشاريع تجارية يمكنها الاستمرار والنمو مع تحقيق ربحية.

اختبار وتنفيذ الفكرة الجديدة سيقودك إلى إنشاء شركة ريادية ناشئة، وهنا نتحدث عن النوع الثالث من الابتكار وهو:

حـ. ابتكار إنشاء أسواق جديدة، ويعد أصعب أنواع الابتكار كما توحي التسمية، ولهذا يمر بعملية طويلة وشاقة وغير مضمونة النتائج من اختبار أولي للسوق، إلى البحث عن شركاء، وتوفير تمويل مبدئي، والحصول على المعلومات الأساسية، وتخطيط النزول للسوق، وتنفيذ التجارب الكثيرة، والعمل على المزايا التنافسية، الخ.. ثم يتطلب الحصول على رؤوس أموال متكررة ومتزايدة ليتوسع المشروع بشكل سريع بعد أن يصبح قابلا للاستثمار ويصل إلى مرحلة قبول السوق له.

في المقابل تحقق هذه المشاريع الريادية -في حال نجاحها- نتائج كبيرة للغاية وعوائد ضخمة، وتوفر لمؤسسيها أكبر عائد على استثمار مالهم وجهدهم ووقتهم على الإطلاق.

(ملاحظة: بإمكانك البدء في مشروع دون أن تكون لديك الخبرة الكافية في البداية، لكن التنافس المتزايد على تمويل المستثمرين يجعل فرصك في تعويض الأخطاء وزيادة التجارب أقل. )

للمزيد من المعلومات عن الشركات الريادية يمكنك قراءة كتاب “رائد الأعمال Inside Out” ومتابعة قناة “خضر وبزنس” على يوتيوب.

كان هذا ما يتعلق بالخيار الثاني: تنفيذ فكرة جديدة (أو منقولة) بدلا من تنفيذ مشروع مكرر.

بالنسبة للتوقيت فكل الأوقات مناسبة لبدء المشاريع، يتوقف الأمر على توفيق الله ثم الدراسة الجيدة للسوق والرؤية المعقولة للفترات المقبلة والقدرة على التنفيذ بشكل ممتاز.

المصدر