التصنيفات
مقالات الضيوف

هل هناك أي منطق في محاولة إظهار قاتل وُثِقت جريمته بالفيديو على أنه ضحية؟

نعم، أعتقد ذلك! والسؤال المبدئي هو: لماذا يهتم المجتمع بمتابعة الجريمة؟ رغم خلوها من أي عنصر متعة أو تشويق؟

هل هناك أي تفسير منطقي لمحاولة مجموعة من الناس لتشويه صورة نيرة أشرف رحمها الله، ومحاولة للخروج بتفسيرات وقصص وهمية لتلاعبها بالقاتل وسوء أخلاقها رغم ما جاء صراحة في مرافعة النيابة من أنها لم تحقر من شأنه يوما ولم تكن علاقتهما إلا زمالة وأنها ضحية أفكاره المريضة؟

هل هناك أي منطق في محاولة إظهار قاتل وُثِقت جريمته بالفيديو على أنه ضحية؟

نعم، أعتقد ذلك!

والسؤال المبدئي هو: لماذا يهتم المجتمع بمتابعة الجريمة؟ رغم خلوها من أي عنصر متعة أو تشويق؟ بالعكس محتواها مرعب ومخيف ومؤلم. والإنسان بطبعه مجبول على تجنب الألم أساسا!

والإجابة بسيطة: أي محتوى له صلة بحياتك

Relevant

أو قد يؤثر عليها هيشد انتباهك.. وستهتم به..

وجريمة علنية في الشارع ظهرا أمام الجميع، هي شيء يمكنه أن يحدث لأي فرد بيننا! فمتابعة الجريمة هنا ضرورية لمعرفة كيفية تجنب أن يكون أي شخص منا الضحية التالية. فهي مهارة للبقاء وحماية النفس.

ولكن ماذا لو عرفت أن الضحية كانت شابة عادية غير مؤذية، فقط فتاة جميلة وطموحة وتشبه بناتنا وصديقاتنا؟ ماذا لو عرفت أنها لم تكن مومسا ولا نصابة ولا شريرة؟ فقط فتاة عادية قُتلت لأنها رفضت أحدهم؟

أي أنك أو ابنتك أو زوجتك أو جارتك العادية يمكن أن تكون الضحية التالية دون أن تفعل أي شيء لتستحق ذلك؟

أي أن الجميع في خطر؟ ليس فقط الشرير، لا الشخص العادي أيضا! أي أنه ليس هناك قواعد لتحقيق الأمان كما كنا نعتقد في السابق؟

أتعلم ما حدث لك الآن؟

عقلنا هنا بيعمل error!

وبيمر بما يسمى cognitive dissonance في هذه اللحظة، وهي حالة محيرة يدخل فيها العقل حين يتفاجئ بمعلومة جديدة تخالف معتقداته القديمة، فينكر المعلومة الجديدة ويحاول أن يبحث عن أي شيء يثبت أن معتقده القديم سليم وصحيح.

وهذا ما يفعله المجتمع في محاولة بائسة ليثبت بأي شكل أن نيرة كانت سيئة بشكل ما، وتستحق ذلك بشكل ما، لأنها الوسيلة الوحيدة ليصدق المجتمع أنه لا يزال ينعم بالأمان، وأن هذه الحوادث البشعة تحدث للأشرار فقط! وإذن أنا طيب أنا في أمان سيظل معتقد صالح للإيمان به.

ولكن احذر يا مجتمع أن تقتل الضحية مرتين وتطعن أهلها آلاف المرات وأنت تحاول أن تخدع نفسك بأمان غير موجود، وتسن قواعد غير واقعية..

لا تهرب بحيل دفاعية طفولية فتشارك في الجرم مرتين..

نعم، العالم غير منطقي. ويمكنه أن يكون شريرا للغاية وليس هناك قواعد ثابتة للأمان أو النجاة، والطيبون يظلمون أيضا ويقتلون دون سبب، وهذه هي الدنيا دون محسنات أو زخرفة، ينجو فيها من ينجو ويهلك فيها من يهلك، بأقدار يديرها إله حكيم وإن بدت لنا غير مفهومة أو مقبولة..

رحم الله نيرة وكل مظلوم حيا أو ميتا.

المصدر

تحديث:

بعض الناس مستغربة من التعاطف مع الواد اللي قتل نيرة أشرف، بس ده ملوش علاقة بدين ولا مجتمع لأن الإنسان كائن مختل بطبعه وده فكرني بقصة ريتشارد راميرز واحد من أشرف وأعنف السيريال كيلرز في تاريخ أمريكا.

ريتشارد كان شاب صغير، ارتكب ما لا يقل عن ١٥-٢٠جريمة قتل بطرق وحشية متنوعة وكان ضحاياه من كل الأنواع والأجناس والأعمار من طفلة ٩ سنين لحد عواجيز عندهم ٨٠ سنة وكان بيقتلهم بالليل جوه أوض نومهم وبعدها بيرسم بدمهم رموز وكتابات شيطانية على الحيطان.

واتقبض عليه أخيرا واتحاكم وخد إعدام، العجيب بقى إنه كان بيجيله عشرات من رسائل الإعجاب يوميا ومنهم ستات كتير كانوا بيبعتوا صورهم عريانين وبيعرضوا عليه يتجوزهم أو ينام معاهم للدرجة اللي خلت السلطات الأمريكية تنقله لسجن تاني من كتر المعجبات

نتفليكس عملت مسلسل وثائقي رهيب عنه اسمه the night stalker حاجة كده ملحمة ممكن تتفرجوا عليه وانتوا بتاكلوا فتة في العيد

المصدر