التصنيفات
مقالات الضيوف

ما هو مفهوم “توفيق ربنا” عند معظم الناس الآن؟

انظر إلى أمرين .. النية / الغاية.. الوسيلة..

– برافو عليك يا معلم.. خطتك نجحت.. سرقنا الفيلا ودبحنا الراجل وعياله من غير ما حد يحس بينا..
= الحمدلله يا بني.. مش شطارة مننا ده توفيق ربنا!

تسأل المذيعة الراقصة الشهيرة عن سر نجاحها فتجيب:
– والله النجاح والتوفيق ده من عند ربنا.. الحمد لله.

ما هو مفهوم التوفيق عند معظم الناس الآن؟
معظم الناس يظن أن أي نجاح دنيوي يعتبر توفيق من عند الله.. بغض النظر عن الشيء الذي تم النجاح فيه.

على هذا القياس لابد وأن الأثرياء هم أحب الخلق إلى الله إذن!!
لأنه أغرقهم بالمال الذي هو مقياس النجاح الدنيوي في معظم الأزمان.

امرأة تجري شبه عارية أمام الملايين وتفوز في سباق.. ياله من نجاح وتوفيق من الله!!

لاعب كرة ينجح في مجال قائم على التفاهة ولا يخلو من المحرمات -مثل المراهنات- وهو مجال ترعاه مؤسسات تدعم الموبقات.. يا له من توفيق إلهي منقطع النظير!

قبل أن تحكم على أي نجاح دنيوي بأنه توفيق من الله..
انظر إلى أمرين .. النية / الغاية.. الوسيلة..

إن فسدت واحدة فالعمل كله فاسد..

أولا.. النية / الغاية
تخيل أن التصدق على الفقراء -وهو عمل صالح- لا يقبله الله إن كانت النية أو الغاية من عمله هو المباهاة والرياء أمام الناس.. فما بالك لو كان العمل نفسه فاسد!!

ثانياً.. الوسيلة
لو كانت نيتك رضا الله وغايتك هي مساعدة الفقراء.. لكنك قمت بسرقة المال الذي تساعدهم به.. فلن يقبل الله عملك هذا لأنك استخدمت وسيلة محرمة.. فما بالك عندما تكون النية والغاية هي الكسب والمجد الشخصي.. والوسيلة فيها من المحرمات مثل كشف العورة أو دعم الموبقات!!

عندما ينجح شخص في عمل فيه حرمة.. فهذا ليس توفيق .. بل ابتلاء شديد!!

ابحث عن تفسير هذه الآيات..
﴿قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا* الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ) – سورة الْكَهْفِ

“.. إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا..” – سورة آل عمران

المصدر