التصنيفات
مقالات الضيوف

من نصاحب

من يحبنا أم من يفهمنا أم من يوافقنا أم من يدعمنا أم لا بد أن يجتمع هذا كله في واحد؟

هل نصاحب من يحبنا
أم من يفهمنا
أم من يوافقنا
أم من يدعمنا
أم لا بد أن يجتمع هذا كله في واحد؟

ربما كان الكمال في الاجتماع ولكن ما أقل هذا وأندره!

ولكن من دروس الحياة ألا تبحث عن الكمال وتوزع احتياجاتك على من أحاطك الله بهم.

لا تقل بل أزهد في الجميع فهذا أقرب إلى الدعوى منه إلى الصدق،
فقل من يزهد في الخلق بل كاد أن يستحيل؛
ولكنك تبرر لنفسك عجزك وتسميه زهدا؛
وتطوي في نفسك حزنك وتسميه كبرياء،
والله سخر الناس لبعضهم ولو زهدوا في بعضهم حقا لهلكنا جميعا!

فالمطلوب أن تحسن مطلبك
فلا تنزل حاجة بغير أهلها
ولا تنتظر ممن لا يحسن شيئا أن يفعله.

أما المحبة فوحدها لا تصلح للصحبة
إن دامت فيها المشاكسة وعدم الفهم،
ولو تصبّر كلاهما على بعض حبا فهما يستنزفان طاقتهما إن آجلا أو عاجلا.

وأما الفهم فضروري في الصحبة
ولكنه لا يتم إلا بقدر من الحب ولو قليلا.
فلا تبحث عن أشد الناس لك حبا
بل ابحث فيمن تحبه ويحبك عمن يفهمك ولو لم يكن اشدهم لك حبا.

وأما الدعم فلا يحسنه كل واحد؛
فلا بأس إن هرعنا لغريب أو صاحب بعيد بين الحين والحين ليمدنا بما نحتاجه وننزل حاجتنا به؛
ولا بأس إن فتحنا صدورنا لمن هم خارج دوائرنا القريبة لنمد لهم يد العون بين الحين والحين في حدود قدرتنا.

فلا تطلب من الحياة كمالا فطبعها النقص؛
ولا تزهد فيها يأسا فطبعك الافتقار.

المصدر