التصنيفات
مقالات الضيوف

لا يوجد في العلاقات ما يسمى بالحب غير المشروط

أسطورة أراها مفسدة وتفسير لماذا تفشل معظم العلاقات المبنية على أوهام الحب الزائف

لا يمكن أن يكون هناك حب غير مشروط بالمعنى الشعبي المتداول بسطحيته.

كيف سيحبك شخص وأنت ملئ بالعيوب السيئة والسلوكيات المؤذية! إلا أن يكون مريض بمرض إدمان الألم.

في رأيي الحب غير المشروط لا ينطبق إلا على العيوب خارج نطاق إرادة الشخص.. مثل أن يمرض من تحب، فلن تتوقف عن حبه لأنه مريض مرض يستلزم الرعاية الدائمة ورغم عدم قدرته على ممارسة الحياة بشكل طبيعي معك سواء كان زوج أو ابن.. إلخ
أو مثلا، طفل وُلِد بملامح غير جذابة، لون بشرته لا يعجبني، لديه إعاقة في جسده، شخص وُلِد في بيئة فقيرة منعته من تجارب معينة لا تتاح إلا للأغنياء ولكن لديه خلق وطموح.. شخص فقد وظيفته،أو أصبح عاطلا رغم جهوده وأصبح دون دخل. شخص لديه انتماء كروي أو ايديلوجي مختلف عنك.. إلخ

الفكرة أن تكون أشياء غير محببة حدثت للشخص دون إرادته، أو أن يكون لديه تفضيلات طبيعية مختلفة عنك بسبب اهتماماته وهكذا.
لكن لا يوجد في العلاقات ما يسمى بالحب غير المشروط على إطلاقه، هكذا نلقي بالناس في غياهب العلاقات السامة والمؤذية، التي بنيت أصلا على أعمدة تبادل الحقوق والواجبات، ولا تستمر إلا بالعطاء المتبادل والجهد المستمر في التحسين.

بيضربني بس بحبه، بتهين أهلي بس بحبها، بيقصر في مسئولياته بس بحبه! أمثلة لنتيجة هذا الفكر المنتشر!
لو أوهموك أنك تستحق الحب دون ضوابط فقد أفسدوك!
ولو أوهموك أن الحب لا يحتاج لأسباب ولا يُنجِح العلاقات دون مسئولية ومجهود فقد ضللوك!
الحب أساسه المسئولية، أن تبذل قصارى جهدك في تحسين نفسك ووضعك وحياتك، وفقط حين تعجز يأتي دور المحِب ليقبل ويساند ويشجع.
ما دون ذلك أسطورة أراها مفسدة وتفسير لماذا تفشل معظم العلاقات المبنية على أوهام الحب الزائف.

المصدر