التصنيفات
مقالات الضيوف

فكرة بسيطة في الحياة إنّما خادعة شوي

ويشوفوك الناس غرقان في النعمة الظاهرة.. وانت محروم من أثرها الخفي.

في فكرة بسيطة في الحياة إنّما خادعة شوي.. مفادها إنه علّة الشيء الباطنة أهمّ من هيئته الظاهرة

بمعنى إنّه النوم كفعل ظاهر، لكن علّته وهي الراحة والتخفف خفيّة

والطعام شيء ظاهر، لكن علّته وهي الشبع والاكتفاء خفيّة..
وهكذا دواليك..

وعليه فكلّ نعمة ظاهرة بتشوفها عند الناس، وممكن تحسدهم عليها، ما إلها قيمة فعلية بدون الأثر الخفي اللي بتتركه في أرواحهم..

كيف يعني؟
للتوضيح، خلينا نقول إنّه الفقير بقدروا كلّ الناس يعرفوه ويأشروا عليه، من ملابسه الرثة، من هيئته، من أكثر من شي.. بسهولة بنقدر نحدّده

لكن السؤال.. الغني مين هو؟ وكيف بنقدر نعرّفه ونحدّده؟

اللي معه مائة ألف دولار غني؟
ولا اللي معه خمس مية ألف؟
وليه ممكن شخص يكون معه مية ألف دولار، شاعر إنّه غني واللي معه ضعف هذا المبلغ ما عنده نفس الشعور؟

لأن الأثر الخفي للنعمة الظاهرة عند الشخصين مختلف.. والانطباعات اللي تركته النعم في أرواحهم مختلفة..

واللي بنطبق على نعمة الرزق المادّي بنطبق على نعم ثانية كثير

مين يا ترى بقدر يحدد هاي البنت حلوة ولا لأ؟
وهي كيف شايفة حالها؟
حلوة زي ما انت شايفها؟ ولا لأ؟

مين بقدر يحدد هاي الوظيفة جيّدة ولا لأ؟
صاحبها اللي بشغلها ولا الناس اللي حواليه؟

وشو المهمّ!؟ رأي الناس ولا رأيه هو؟

انطباع النعمة الخفي في قلبك

والأثر اللي بتتركه في داخلك أهمّ بألف مرّة من النعمة الظاهرة ذاتها

وهو الشي الأساسي اللي بلوّن الحياة بالرضا أو السخط

عشان هيك لمّا تطلب من ربّنا نعمة معينة، اطلب معها القدرة على استحضار هاي النعمة، وشكرها وتقديرها في قلبك.. واطلب معها الأثر الجميل اللي بتتركه في روحك ووجدانك..

لأنه “ولئن شكرتم لأزيدنكم.. ” طيّب ولئن لم تشكروا ؟ شو بصير؟
يمكن ما تروح النعمة.. لكن مش مهمّ.. المهمّ إنكم ما راح تحسّ فيها

راح تنام وما ترتاح

تاكل وما تتلذذ ولا تشبع

ويشوفوك الناس غرقان في النعمة الظاهرة.. وانت محروم من أثرها الخفي..

المصدر