وجهة نظر:
نحن نحسن النقد والسخرية دائما من تصرفات الآخرين الساذجة نوعا ما،
حتى لو كانت في سذاجتها تحمل في طياتها معنى لطيف يمكنك بسهولة أن تراه ..
في العام الماضي كانت السخرية على أشدها من محاولات القذف بالطعام عليك وقت المغرب …
رغم أن الفكرة في أصلها – أعني تقديم الطعام لمن في الشارع وقت الآذان – جميلة وطيبة،
ولكن الناس بالغت في الطريقة فبالغنا في السخرية من الفكرة ككل، حتى كانت في غاية الندرة هذا العام، وكاد الخير أن يتوقف
وخاصة مع الغلاء الواقع.
وفي هذا العام يسخر الجميع من التهاني (المسجلة) التي ترسل إلى الناس كافة حتى يهددون بالحظر وقطع العلاقات …
رغم أن المعنى الجميل – وإن كان لا يتسم بالعمق الكافي – أنه يحرص على التهنئة لـ(كل أصحابه)
وربما لا يقدر على تعبير معايدة خاصة لكل واحد،
وربما أرسل (معايدة مقصوصة) لأشخاص اختارهم لأنه لا يحسن الكتابة فقد تذكرك ولو في لحظة،
وأنت لن تتضرر بشيء سوى أن تدخل آخر اليوم لتحذف بعض الرسائل التي تراها باردة في أقل من دقيقة.
إن بذرة الخير تموت فينا وتضمحل كل يوم ..
وبقاء بعض المعاني ولو بصورة سطحية أفضل من أن تموت بالكلية
ونبالغ في قتل كل نية خير عند الخلق ..
فإن كنت ستنقد فحاول ألا تبالغ في نقدك ..
والحياة أهم من أن نضيعها في نقد الآخرين.