التصنيفات
المدونة

عن تيسير الأمور و صعوبة الحياة

المطلوب من كل منا على المستوى الشخصي

ركّز بارك الله فيك:

لا الرزق الوفير الذي يكرمنا به الله ولا تيسير الأمور ولا المكاسب علامة مضمونة على رضاه عنك..

ولا ضيق الرزق الذي يبتلينا بيه ولا صعوبة الحياة ولا الخسائر علامة أكيدة على سخطه عليك أو على غيرك..

في الحالين يختبرنا الله ليرى ما نصنع “ونبلوكم بالشر والخير فتنة”..

فمنا من يزيده الرزق قربا من الله، فيستخدمه في طاعة الله، وفي صلة الأرحام، وفي البر بالفقراء، وفي عمارة الأرض، ويزيده اعترافا بفضل الله وتواضعا..

ومنا من يبعده الرزق عن الله فيغترّ، ويتوهم أنه جلب ذلك بنفسه، وينفق في ما لا يرضي الله، ويكدس المال، ويمنع الزكاة والصدقات.

ومنا من يزيده ضيق الرزق قربا من الله فيرضى، ويزيد عطاؤه لمن هو أضيق منه رزقا، ويجتهد في الطاعات وفي الدعاء طالبا عون الله، ويجتهد في الأخذ بالأسباب والبحث عن مصدر رزق وتطوير عمله..

ومنا من يزيده ضيق الرزق بعدا عن الله فيسخط، وييأس من رحمة الله، بل ربما ترك الطاعات، ويحسد غيره ويحقد عليه..

انظر لحال النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام:

كانت تمرّ على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة شهور دون أن يكون لديه طعام مطبوخ، وكان أغلب الصحابة فقراء، في المقابل كان أبو بكر وعثمان بن عفان وعبدالرحمن بن عوف وغيرهم أغنياء، فليس هذا مقياس حب الله للعبد، ما يهم هو كيف كان أداء كل منهم في الاختبار..

المطلوب من كل منا -على المستوى الشخصي- أن يعرف حق الله وقدْره في كل الأحوال: ما هو المطلوب منا إذا كانت في الأمور سعة، وما هو المطلوب منا إذا كانت غير ذلك..

اللهم زدنا إحسانا وبارك لنا فيه، وزدنا إحسانا وتقبله منا

المصدر