قرأت لبعض الأصدقاء والزملاء منشورات تستنكر وتستكثر على الناس الاهتمام المبالغ به بالكرة وكأس العالم وانتصار المغرب ، وقرأت أيضا ردود فعل الكثيرين المستنكرة لاستنكارهم .. والحقيقة أن في الأمر ملاحظة أحب أن أذكرها
فقد كان من حكمة بعض العلماء أن يفتى للعامة الناس بالرخصة وييسر عليهم بينما يأخذ هو بالعزيمة ويشدد على نفسه فيما يخص بعض الأحكام الشرعية ..
بعض الإخوة الكرام قد لا يرضى لنفسه تضييع وقته في متابعة الكرة أو تشجيعها أو متابعة أخبارها والدخول في نقاشات حولها ، وقد لا يقبل لقلبه أن يتعلق بهذا الفريق أو ذلك ، أو أن يتعلق القلب بالمباراة حزنا وفرحا .. هذا لك ولا بأس ..
ولكن .. الناس أكثرهم عوام ، والعوام عاطفيون ، يسيرون مع التيار ، يفرحون ويضحكون ويتحمسون ..
هل لو شددنا عليهم في الكرة سيتجهون لمجالس العلم ولقيام الليل ؟ أبدا
سيغيرون القناة لمتابعة مسلسل أو فيلم ، أو سيتصفحون الفيسبوك بحثا عن تريند هنا أو فضيحة هناك
أعتقد أن الأوقع هو ما ذكره البعض .. أن الناس إذا كانوا ذاهبين لمشاهدة كأس العالم فلنذهب لهم هناك ، وإذا كانوا مهتمين بالنتائج فلنشاركهم الاهتمام ونلفت أنظارهم للدروس المستفادة ونحول الحدث من مجرد مباراة إلى أن نذكر العالم أننا أمة واحدة ، وشعب واحد ..
كم من صديق أبرز دعوات الأمهات ، كم من صديق نشر السجدات ، كم منهم أشار باعتزاز هذا اللاعب بلغته العربية ، وكم تحدث عن الأندلس وعن يوسف بن تاشفين، ولو في إطار المزاح ..
وأخيرا فإن من غير الحكمة التضييق على الناس وتكدير حياتهم ولحظات فرحهم مهما كانت بسيطة أو ساذجة .. ما هكذا يخاطب الناس .. والله أعلم