التصنيفات
مقالات الضيوف

طب أنا بادعي بقالي كتير ومافيش حاجة حصلت

أنا في ظرف صعب جدا ومش عارف أعمل ايه

هو مش ربنا قال “أمّن يجيب المضطرّ إذا دعاه ويكشف السوء”؟

أيوه..

طب أنا بادعي بقالي كتير ومافيش حاجة حصلت..

هو انت مضطر؟

أيوه، أنا في ظرف صعب جدا ومش عارف أعمل ايه..

مش عارف تعمل ايه يبقى انت “لسه” مش مضطر.. المضطر هو اللي عرف المفروض يعمل ايه وعمل كل المطلوب فعلا بس ما تحققتش النتيجة، كده هو مضطر، ما عندوش حلول..

وأنا أعرف الحلول ازاي؟

لو مش واضحة ليك استشير حد فاهم وخبرة يقول لك ايه المتاح ليك تعمله، وبعدين استعين بربنا عن طريق الدعاء وصلاة الاستخارة، وابدأ امشي في التنفيذ..

أنا لسه هامشي في كل ده؟!

أصلك لو دعيت ربنا وهو ميسر لك الأسباب (الطرق والوسائل اللي ممكن تمشي فيها عشان تحل مشكلتك) تبقى رافض للنعمة اللي اداهالك ومش عاجبك الترتيب اللي هو رتبه للحياة..

ازاي؟

بص الرسول صلى الله عليه وسلم بيقول ايه..

“احرص على ما ينفعك، واستعن بالله، ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كان كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان”

“احرص على ما ينفعك” أيّ حاجة فيها مصلحة دنياك وآخرتك اشتغل عليها وسيب الحاجات اللي مش مفيدة..

“واستعن بالله” ادعي ربنا واطلب منه المدد والهداية..

“ولا تعجز” ما تقفش الوقفة بتاعتك دي وتقول أنا مش عارف أعمل ايه فأنا هادعي وخلاص، ما تعجّزش نفسك بالقعدة من غير ما تقوم تاخد بالأسباب..

“وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كذا كان كذا” في الوقت نفسه اوعى تفتكر ان الأسباب دي هي اللي بتحقق النتائج! دي ربنا خلقها لك عشان يكون عندك الأدوات لكن الأدوات مش صانعة النتائج..

“ولكن قل: قدّر الله وما شاء فعل” لأنه سبحانه وتعالى هو اللي بيكتب النتائج والأقدار كلها، ولا سبب ولا حد يقدر يكون له دخل فيها، فدايما بيّن له وبين للناس استسلامك له ورضاك عن قدره..

“فإنّ لو تفتح عمل الشيطان” عشان لو دي هتبدأ تصوّر لك ان الحاجات اللي بتعملها دي هي اللي بتسبب النتائج وأن أفعالك هي اللي بتحقق لك النجاح والفشل فتتعلق بيها وتنسى ربنا وتخرج من المنطقة المنورة اللي نفسنا نفضل فيها في طاعة الله وعبادته..

جميل، لو مشيت في ده وبالطريقة دي والوضع ما اتغيرش، ساعتها أبقى مضطر؟

بالضبط، فاكر الهجرة النبوية؟ لما سيدنا أبو بكر قال في الغار “لو نظر أحدهم موضع قدمه لرآنا”؟ وبعدها ربنا قدّر انهم ما يشوفوهمش؟ كان قبلها شغل كتير قوي وأخذ بالأسباب، من أول ان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول لسيدنا أبو بكر أخرج من عندك (عشان ما حدش يسمع بموضوع الهجرة)، وتحديد مين يمشي وراهم يمسح أثرهم من على الرمل، مين يروح لهم مرة في اليوم بالأكل، مين يسمع قريش بتخطط إيه فيجي لهم يقول لهم، وهكذا..

أخذوا بالأسباب لآخرها ووصلوا لمرحلة مافيهاش أسباب فربنا قدّر النجاة بأنه ما حدش يبص تحت رجله، ومرة تانية بأنه يخلي حصان سراقة بن مالك يغرز في الرمل كذا مرة فما يقدرش يلحقهم..

طيب خلاص بقيت مضطر، أدعي ازاي؟

املا قلبك باليقين الأول أنه ربنا هيستجيب لك، افتكر “ما ظنك باثنين اللهم ثالثهما؟” اللي قالها الرسول صلى الله عليه وسلم لسيدنا أبو بكر، وافتكر “أمّن يجيب المضطر”، وافتكر “ولم أكن بدعائك رب شقيا”، عشان لما تدعي تدعي وانت مبيّن لربنا انك 100% موقن بأنه له الخلق والأمر، ومش بيد أي حد تاني، اعترف له بده في دعائك، واشتكي له، واحكي له، وادعي.

المصدر