التصنيفات
مقالات الضيوف

راحة الانسان في حدود معرفته

وكل الجديد وهم

المقارنة -غصب عننا- هي أهم عامل من العوامل اللي بتخلي الإنسان إما راضي عن حاله، أو ناقم عليه

لو جيبنا واحد من سادة قريش … راجل كده كان عنده دهب وجواري وخيول ومعظم العرب بتحسده على عيشته … ووريناه واحد من الطبقة المتوسطة دلوقتي عنده بيت كويس وعربية عادية وموبايل متوسط وشوية حركات كده … اللي من قريش ده هيحس نفسه جربوع، وكإنه كان عايش في وهم إنه مبسوط بس هو في الحقيقة ولا عاش ولا شاف دنيا

بصراحة هو لو دخل أوضة فيها تكييف بس هيحس الإحساس ده

وده يوريك إن الانسان مش بيحس بالرضا عن حياته على حسب هي مريحة في المطلق ولا لأ

الإنسان بيحس بالرضا عن حياته لما يحس إنها مريحة في حدود معرفته … يعني مريحة بالنسبة لمعظم الناس اللي بيشوفهم حواليه مش أكتر

ف لو اللي حواليه مش لاقيين ياكلوا وهو بياكل .. هو هيبقى تمام

بس هو لو معاه عربية وكل اللي حواليه عندهم طيارات خاصة … هو مش هيبقى تمام

ده الوضع الطبيعي على مر العصور، وأصحاب العقول دايما بيحاولوا يقولوا الحمد لله

طب ايه الجديد!!

الجديد بقى يا معلم السوشيال ميديا

من عشرين سنة كده .. لو انت كنت ابن طبقة متوسطة .. كان هيبقى معظم اللي بتشوفهم ولاد طبقتك … أصحابك وعيلتك وكده

وكنت هتبقى بتشوف فلاشات كده من حياة الأغنيا في صاحب الشركة اللي انت شغال فيها، أو الباشا صاحب القصر الوحيد في منطقتكم … كده يعني

وكنت بتبقى سامع طبعا إن في رجال أعمال ومعرفش ايه معاهم مليارات … بس انت مش شايف ده أوي

لذلك كان بيبقى كم المجهود اللي بتحتاج تبذله عشان تحس بالرضا عن حياتك في حدود المعقول

لكن دلوقتي بقى انت مش بس شايف حياة الأغنيا اللي في مصر لحظة بلحظة في صور وفيديوهات وأخبار … لأ ده انت شايف حياة الأغنيا اللي في العالم كله

شايف بيوتهم وعربياتهم وطياراتهم وأحيانا الجزر بتاعتهم

وده كله كوم … والملايين من أولاد طبقتك اللي بيتدعوا الثراء دول كوم تاني

الملايين اللي ممكن يكونوا بيكسبوا نفس اللي انت بتكسبه لكن اختاروا يأجروا بمرتب شهر عربيه يتصوروا بيها، أو يطلعوا ب أجر سنة سفرية يوروهالك لايف لحظة بلحظة ، أو يشتروا لبس بمش عارف كام عشان ايه …الخ

كل دول خلوا الموضوع صعب جدا عليك

كل دول خلوك تحس إن العالم معادش فيه جرابيع غيرك انت واصحابك

ده طبعا لإن شغلهم بقى هو الصور والفيديوهات اللي بينزلوها فبقوا يستثمروا فيه

وانا مش بلومهم، ومش جاي أعمل حملة لمقاطعة الانستجرام والتيك توك

انا بس بفكرك إن انت الأغلبية، أو يمكن حتى الأقل منك هما الأغلبية

والعالم هو هو زي ما كان وزي ما هيفضل … ناس قليلة جدا هما

اللي ربنا اختار يكون كتير من نصيبهم من نعمه فلوس

ف حاول تبذل مجهود أكبر شوية عشان تركز مع نفسك ، وتحسن نفسك بالنسبة لنفسك، وترضى عن حالك اللي هو بالتأكيد أحسن من حال الراجل التقيل اللي من قريش اللي كننا بنتكلم عنه أول البوست ده

كل ده وهم يا معلم … حياة اللي انت عمال تحسده النهارده هي حياة جربوع من جرابيع سنة ٢٢٠٠

المصدر