التصنيفات
مقالات الضيوف

خاطبوا الناس على قدر عقولهم، أيوه – أيّ ناس ؟!

وإلّا – ما تزعلش لمّا تحسّ بالإهانة

يعني ينفع يا كابتن تبقى شايف الناس مش لاقية تاكل – وتكلّمهم عن الملايين ؟!!

إجابة السؤال ده بتتوقّف على إحنا بنتكلّم #فين

لو بنتكلّم في مكان عامّ – واحد بيتكلّم على البروفايل الشخصيّ بتاعه مثلا، فهنا واجبه إنّه يراعي مشاعر الناس – ولا يصحّ إنّه يكلّمهم عن الملايين

لإنّ فيهم الكبير والصغيّر واللي عنده بيزنس واللي شغّال موظّف واللي لسّه بيدرس، ففي الحالة دي من واجبك مراعاة مشاعر الناس طبعا

لكن!!
لو بتتكلّم أساسا على صفحة بيزنس،
فهنا واجب الناس إنّها هيّا اللي تعرف هيّا فين
وهل الصفحة دي تناسبها ولّا لأ

ولو ما تناسبهاش – فإمّا ما تتابعهاش – أو تتابع في صمت

لكن !! مش من حقّ الناس على صفحة البيزنس تطالب المتحدّث بمراعاة مشاعرهم

تقول القاعدة: سيروا بسير أضعفكم،
أيوه – بسّ ده إمتى ؟

لمّا نكون ماشيين جماعة في موضوع عامّ

لكن – تخيّل إنّنا في تمرين جري مثلا – هل مطلوب منّنا نجري على سرعة أبطيء واحد فينا ؟!
دا تداخل للأمور ولبس في الفكر

طيّب ولو وسطينا واحد ما بيعرفش يجري ؟
يبقى دا غلطه هوّا إنّه حطّ نفسه وسط الجماعة دي
يروح يتمرّن في مستوى مبتديء – ولمّا مستواه يتحسّن يدخل مستوى متوسّط – ولمّا مستواه يعلى – يجيلنا

تقول القاعدة: خاطبوا الناس على قدر عقولهم
أيوه – أيّ ناس ؟!
العامّة

لمّا تكون بتخاطب العامّة – تخاطبهم على قدر عقولهم
لكن – لمّا تكون في درس أصول فقه مثلا – هل متوقّع من العالم اللي بيعطي الدرس إنّه ينزل لمستوى العامّة !!
ولّا هتلاقيه بياخد الكلام لمستويات أعلى وأعلى من التعقيد في الفكر

ما هي أصول الفقه معناها طرق التفكير في النصوص
مش إزّاي تطلّع حكم من النصّ – ولكن – إزّاي تفكّر الأوّل – وبعد ما تفكّر – تبقى تطلّع حكم – ده اللي اسمه الفقه بقى – مش أصول الفقه

فمحاضرة أو درس أصول الفقه ده هوّا تمرين الجيمّ بتاع العقل
لو حضرتك ضعيف – داخل الجيمّ وسط المحترفين ليه – إنتا اللي كده بتظلم نفسك

أيّام ما كنت مدرّب كاراتيه – وبعدها محاضر لبرنامج تصميم ميكانيكيّ – كانت بتجي لي دايما الشكوى بتاعة ( إنزل لمستوانا )

فكنت بقول لهم
( أنا دوري إنّي أرفعكم لمستوايا، مش أنزل لمستواكم )
النزول لمستواكم هو خيانة ليكم أصلا – بسّ انتوا هتفرحوا بيها

فلمّا تكلّم الناس عن الملايين – هل ده يصحّ ؟!
ما قلت لحضرتك – حسب انتا بتتكلّم فين

لو على صفحة بيزنس – يبقى يصحّ طبعا
ويبقى اللي داخل من العامّة واتخضّ – هوّا اللي غلطان
وواجبه في الحالة دي – إمّا يسكت ويتفرّج – او يعتزل الصفحة أصلا

قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم
لا ينبغي لمؤمن أن يذل نفسه، قالوا: وكيف يذل نفسه؟
قال: يتعرض من البلاء ما لا يطيق

حضرتك فيه أنواع من البلاء إنتا تستاهلها – لإنّه انتا اللي رايح لها برجلك

واحد متزوّج واحدة من أسرة أغنى من مستواه مثلا – فتاعباه جدّا
دا بلاء – لكنّه يستاهله – لإنّه هوّا اللي عرّض نفسه ليه بمزاجه
فما تجيش تلوم على الزوجة هنا – لوم على الزوج
هوّا اللي حطّ نفسه في الموقف ده

ما هو الرسول الكريم صلّى الله عليه وسلّم قال
ألا لا يزوّج النساء إلّا الأولياء ولا يزوّجن إلّا من الأكفاء

يعني الغنيّة لا يتزوّجها إلّا غنيّ مثلها – أو أغنى منها
كذلك المتعلّمة
كذلك الحسيبة – إلخّ

لكن احنا طبعا ماشيين ورا أفلام الشاطر حسن والأميرة سميحة – ومش هنرتاح ولا يهدى لنا بال إلّا لمّا نجوّز السفرجيّ من بنت الباشا – وتنزل كلمة النهاية في آخر الفيلم

فعلى قياس الشاطر حسن والأميرة سميحة – هتلاقي واحد بردو غلبان – وحاشر نفسه وسط كوميونيتي الناس اللي بتتكلّم في الملايين – وبعدين يشتكي منهم إنّهم ما بيراعوش ظروف الناس

إذا كان حضرتك شخصيا ما راعيتش ظروفك
عاوزهم همّا يراعوها
دا انتا إنسان مبالغ فيه

ما تقعدش وسط قعدة تكون انتا أقلّ واحد فيها

ما تقبلش من حدّ عزومة انتا ما تقدرش تردّها

صون كرامتك – وإلّا – ما تزعلش لمّا تحسّ بالإهانة

لإنّك انتا اللي هنت نفسك – إنتا اللي عرّضت نفسك لما لا تطيقه نفسك

المصدر