التصنيفات
مقالات الضيوف

ترويض الخوف

العبودية والانصياع غير المشروط ليست من صفات البشر. في الحقيقة، هي ليست حتى من صفات الحيوانات.

العبودية والانصياع غير المشروط ليست من صفات البشر.
في الحقيقة، هي ليست حتى من صفات الحيوانات.

الأسلوب الوحيد الذي يتبعه أي متسلط – مهما اختلفت تسميته – هو التلويح “بفزّاعات” في وجه من يرغب بإخضاعهم.

الآن، من المهم الانتباه إلى أن ما يبعث الرعب في النفوس ليست الفزّاعات ذاتها، وإنما التصور الذي يحمله الناس عنها.

إذا ما تُركت تلك التصورات وشأنها فستستمر في التضخم لتتحول إلى أساطير، ثم إلى آلهة فزع لا يقدر عليها أحد.

هكذا يستتب الأمر للمتسلط.


السبيل الوحيد للخروج من تلك الدائرة هو أن يأتي أحدهم ويكسرها.
أن يأتي أحدهم ويتبول على تلك الأساطير علنًا.
أن يأتي أحدهم ويقتلع رؤوس تلك الآلهة الوهمية أمام الأعين.


أن يأتي أحدهم ليخبر الناس بأن عقولهم ذاتها هي مصدر رعبهم،
وأنه بإمكانهم استعادة السيطرة على أقدارهم،
وأنه لا سبب على الإطلاق للانصياع لمن يجور عليهم ويستعبدهم.

ما يقوم به الفلسطينيون ليس مرعبًا لإسرائيل فحسب،
وإنما لكل من يعتنق عقيدة الترهيب كوسيلة للسيطرة.

ما يفعله الفلسطينيون يعلم الناس “ترويض الخوف”،
وهو آخر ما يرغب هؤلاء في حدوثه؛
هم يعلمون تمامًا أن نهايتهم مقرونة باللحظة التي يتوقف فيها الناس عن خشيتهم.

المصدر