التصنيفات
مقالات الضيوف

ازاي حفروا بمعلقة؟

رواية أحد لحظات العبقرية والإرادة الحديدية في محاولة الهروب من سجن شطة في ٩٨

هو الواحد متفهم أن فيه ناس ضربت عليهم الذلة والمسكنة لدرجة أنه لو تحدث لهم من كان في المهد صبيا برضو مش هيصدقوا

فالبوست ده مش محاولة للإجابة على أسئلة المحنكين
طيب ودوا التراب اللي حفروه فين؟
طيب ازاي حفروا بمعلقة؟
وإنما من باب رواية أحد لحظات العبقرية والإرادة الحديدية في محاولة الهروب من سجن شطة في ٩٨ واللي رغم إنها انكشفت بعد نجاح الهروب لكن تفضل واحدة من لحظات عبقرية التخطيط.

بداية، أنت محتاج تشيل بلاطة من بلاطات الزنزانة علشان تبدأ الحفر لكن محتاج تنزعها من غير ما تكسرها بحيث تقدر ترجعها مكانها وقت التفتيش من غير ما حد ياخد باله، ايه الحل؟
الحل كان في برايات الأقلام الرصاص الموجودة في كانتين السجن بما أن كتير من المساجين كانوا بيدرسوا جوا السجن.
المعتقلين جابوا البرايات وشالوا منها الشفرات الحادة وجابوا الأقلام الحبر والجاف وسيحوا البلاستيك وثبتوا عليها الشفرات وبدأوا يحزوا حولين البلاطة لمدة أسبوع كامل لحد ما شالوها سليمة.

محتاجين نحفر اتنين متر ونص في العمق و٢٢ متر بالعرض علشان نعدي سور السجن فالتراب ده هيروح فين، ايه الحل؟
تربة سجن شطة تراب مش رمل علشان كده سهل تمشي مع المية لمسافات طويلة لو تم تدويبها فالمصارف لكن سجن شطة المصارف بتاعته داخلية وكانت مصممة كده علشان لو حصل أي محاولة هروب يتكشف التراب اللي بيتدوب باستثناء حمام واحد كان جنب أوضة الغسيل مصرفه خارجي بس الحمام كان مقفول بقفل ومتسكر تماما لهذا السبب.
ايه الحل؟
هنا جه دور أحد دروز الجولان المعتقلين لمقاومة الاحتلال وكان حدّاد فعلم اتنين من اللي كانوا بيروحوا يغسلوا هدوم المعتقلين ازاي يفتحوه ويقفلوه من غير ما أي حد ياخد باله.
لاحقا المعتقلين هيعملوا نفق داخلي من النفق بتاعهم على الحمام ده بحيث ميخاطروش بالدخول والخروج ويتكشفوا.
ليصل إجمالي التراب اللي تم تذويبه بعد ٧٧ يوم حفر إلى ١٧ طن ونص تقريبا.

طيب البلاطة اللي خلعناها لو حصل تفتيش هيبان انها مخلوعة،
ايه الحل؟
أحد المعتقلين عمل خلطة من معجون سنان على معجون حلاقة على شوية اضافات من التراب اللي عندهم بحيث لما يخلصوا حفر اليوم يركبوا البلاطة ويمعجنوا حوليها بنفس لون المعجون اللي بين باقي البلاطات فمتبانش.

خد عندك شوية عظمة على جنب:
مثلا كانوا عايزين ينوروا للناس في النفق لما تعمق فشالوا لمبتين من الاوضة من مكانهم وعملوا توصيلة ومدوها للناس في النفق.

مثلا خافوا للنفق يتهد فجابوا ترابيزة الاكل اللي في الاوضة وفكوها وعملوا منها دعامات في النفق.

قعدوا أسبوعين كاملين يراقبوا جندي برج المراقبة علشان يعرفوا بيتحرك امتى وبينام امتى وبيمسك سلاحه امتى إلخ.

ده وصلت بهم العبقرية انهم يحفروا للأوضة اللي جنبهم علشان يهربوهم معاهم علشان يبقى إجمالي اللي هيهربوا ٢٤.

في الوقت ده كان هلال جرادات (من فتح) يقعد يشتكي للأمناء من بتوع حماس اللي معاه في الأوضة أنهم مضيقين عليهم ومن وقت للتاني يعملوا كأنهم بيزعقوا مع بعض علشان تفضل إدارة السجن متصورة أن فيه خلافات بينهم.

وبالفعل تمت العملية بنجاح وخرج أول اتنين من النفق اللي هم عباس شبانة وإبراهيم شلش حافيين من غير ما حد يحس بهم لأن جندي المراقبة كان في سابع نومة تالت واحد هو اللي كان خارج بالبووت بتاعه فلما خرج وهو بيعدي الشارع صوت الحصى خلى الكلاب من ورا سور السجن تقعد تنبح بشكل هستيري وده كان سبب اكتشاف العملية اللي في الاخر شالها التلاتة دول وقالوا أن محدش اشترك معاهم.

بغض النظر أنه تم كشف العملية في الاخر بسبب غلطة بسيطة لكنها محاولة ملحمية وعبقرية بكل ما تحمله الكلمة من معنى.

المصدر