من الخطأ الخلط بين مساحة الاصطلاح مع النفس وبين مساحة المسؤلية الخارجية مع المجتمع.
فاصطلاحي مع نفسي أن أقر بعيوبها وأتقبل ضعفي وعجزي – مع سعيي في إصلاح ما ينبغي أن أصلحه منها – ولا أدعي المثالية فيما بيني وبين نفسي أو أتوهم أني في خانة (الطائع) الذي لا ذنب له.
ولكن اصطلاحي مع نفسي لا يقتضي بالضرورة أن أنشر كل عيوبي كأني في اعتراف كاثوليكي بين يدي المجتمع.
لا يقدح في سلامي النفسي أن الناس تظن بي أفضل مما أعلمه عن نفسي،
وأعتبر هذا من نعم الله علي وستره، وأتمنى دوامه،
ولست في حاجة لأن أنفجر في وجههم صائحا: أنتم لا تعلمون شيئا.
لأني ببساطة لا أستمد معرفتي عن نفسي بحكم الناس علي، بل بالحقائق التي أعرفها عن نفسي -كمميزات وكعيوب- أو الملاحظات التي يبديها لي الأصدقاء المقربون الذين صحبوني وعلموا عيوبي.
فبالتالي مدح المجتمع وذمه لا ينبغي أن يمثل عبئا داخليا يحملني على فضح نفسي أو إظهار عوراتي وعيوبي للناس للتخلص من هذا العبء.فافعل ما تؤمن بوجوبه واحمد الله على ستره، والسعيد من انشغل بنفسه.