التصنيفات
مقالات الضيوف

التغير الآن هو سيد الموقف

والتغير السريع هذا يستدعي مهارتين متناقضتين في نفس الوقت

التغير الآن هو سيد الموقف، لا شيء يبقى ثابتا،
والحياة تتغير بشكل سريع للغاية ولا أظنها ستعود إلى ما كانت عليه.

والتغير السريع هذا يستدعي مهارتين متناقضتين في نفس الوقت:
فأنت تحتاج إلى مرونة عالية وإلى ثبات شديد!

مرونة عالية في تغيير وسائلك وعادات عملك ويومك لتناسب التغير الذي يحدث سريعا وإلا فستفقد نفسك وتشعر بأنك عاجز تماما عن الحياة، الأمر ليس مجرد أن تفشل، بل أن تيأس وتشعر أنك فقدت كل قدراتك على المواصلة،
وسرّ ذلك أننا في معظم حياتنا نميل للاستناد على اللاوعي في عادات الحياة،
أنت تقود السيارة وتغسل أسنانك وترتدي ملابسك بأقل مجهود ذهني لأنها أمور اعتدت عليها،
ولكن عندما يُصاب ذراعك فتضطر لارتداء ملابسك بيد واحدة -مثلا- تكتشف أنها مهمة صعبة لأنك غير معتاد على هذه الطريقة.
التغير السريع يحطم لك عاداتك باستمرار،
فالبديل أن تكون أكثر مرونة بحيث تكتسب مهارات جديدة باستمرار تناسب التغير الذي يطرأ.

المهارة المقابلة وهي الثبات
فلأننا كبشر لم نُخلق بمعزل عن أرواحنا وأنفسنا التي تميل للثبات (الوطن- البيت- الأهل- سريرك- لعبتك المفضلة-…)
وتشعر بالاضطراب من التغير المستمر،
فلا بدّ من تعويضها بمساحة معينة تمارس فيها بعض عاداتك (كالتأمل أو سماع شيء تحبه أو قراءة كتاب أو لعبة موبايل) بثبات، مساحة تستعيد فيها نفسك شعور الاستقرار والهدوء وسط الصخب والتغير.

باختصار، أنت تحتاج لمرونة أكثر من المعتاد في وظيفتك وتعاملك مع واقع الحياة الجديد،
وتحتاج لثبات أكثر من المعتاد في تعاملك مع نفسك وأهلك ودائرتك الضيقة،
ولعلها تكون فرصة طيبة للعودة لكثير من الأصول.

المصدر