التصنيفات
مقالات الضيوف

عن تلاوة الشيوخ للقران

الشيخ محمد صديق المنشاوي يقرأ حزينا، تشعر كأنه مشفق على حاله من ثقل الكلام وشدة وطئته على النفس، خاصة إذا قرأ آيات الأقوام السابقين، فيقرأ: (ولقد أهلكنا القرون من قبلكم لما ظلموا وجاءتهم رسلهم بالبينات وما كانوا ليؤمنوا كذلك نجزي القوم المجرمين)، فكأنه يبكي عليهم ويشفق على نفسه من مصيرهم، أو كأنه يتفكر في زلاته ويستعظمها..

وأما الشيخ مصطفى إسماعيل، فكأنه يقرأ ناصحا، يخاطب السامع يقول له: (فهل من مدكر) كأنه يشير إليك، يقرأها المنشاوي حزينا على نفسه ويقرأها مصطفى إسماعيل مشفقا عليك أيضا، تشعر كأنه رجل حكيم جاء بعد طول رحلة في الحياة يقول لك يا بُنيّ دعك من بهرج الدنيا واستمع لهذا الكلام فهو الذي سينفعك، ولعله شعور قريب مما يوصله إليك الشيخ محمود علي البنا مع وضوحه أكثر في الشيخ مصطفى إسماعيل..

وأما الشيخ عبد الباسط فيقرأ ويترك نفسه للقرآن ينفعل معه حيثما اتفق وكأنه غير ملتفت أن هناك أحدا يسمعه، ولعله في ذلك متتبع للشيخ محمد رفعت الذي لم نكن محظوظين بما يكفي ليصلنا منه تسجيلات واضحة.

وأما الشيخ الحصري، فأسمع القرآن منه فلا ألتفت إلى غير القرآن، لا تجد في قراءته حزن المنشاوي ولا نصح مصطفى إسماعيل ولا انفعال عبد الباسط، كأنه يُسمِعك ويقول لك هذا هو القرآن، فخذ به كيفما تشاء.

وأعظمهم عندي بلا ريب الشيخ الحصري، ثم الشيخ المنشاوي، بفارق كبير عن من بعدهما، مع التقدير لهم جميعا، وإن كان أحد من المعاصرين منضما إليهم، فالشيخ الحذيفي والشيخ عبد الرشيد صوفي والشيخ يونس اسويلص.

https://www.facebook.com/SherifKhairy7/posts/10157429870018324