التصنيفات
مقالات الضيوف

“إذا بُليتم فاستتروا”، ليس حديثًا شريفً

“إذا بُليتم فاستتروا”، ليس حديثًا شريفًا، إنما مقولة.. معنى صِيغ من حديث شريف آخر نبّه فيه رسول الله إلى ضرورة عدم مجاهرة العبد بفعل “الفواحش” كالزنا، كي لا يضع نفسه تحت طائلة تنفيذ الحدّ عليه، فتفوته حظوظه في الإنابة، وبدلًا من ذلك فليتُب ويستغفر ويلزم بابَ الكريم حتى يغفر له.

وطلبُ النبي، طلبُ أبٍ يخشى على بنيه مغبّةَ الحُمق والجهالة والاندفاع والإسراف على النفس، فيرجو لهم الستر والإمهال، علّ ندمًا يستقطر رحمة، وتفكُّرًا في ذنب يغسل الروح فيعود بها إلى الطريق القويم.

(والتعبير ب”بليتم” فيه بشرى بالفرج إذا أتبعناه بالسـُترة، لأن البلاء يعني الاختبار والامتحان، لا الحكم النهائي وفق نموذج إجابة محدد سلفّا لا نقض له ولا إبرام، وما دام في الصدر نَفسٌ يتردد فإمكاننا دائمًا تغيير الإجابات بما يُرضي ربنا).

وليس المُفطر في رمضان لعذرٍ، بمرتكبِ فاحشةً حتى يستتر، أو تُلهبه عيونُ الناس، إنما آخذٌ برخصة يُثاب عليها، ويأثم إن أهملها كِبرًا أو خجلًا أو جهلًا.. فآذى نفسه، وأفسد جسده الذي هو عتاده وعدّته للقيام بأوامر ربه.

ومَن ينتظر مُفطرًا ليخرّك جوعه وعطشه، أو يجرح مشاعره المرهفة، فالله غنيٌ عن ريائه، ولا خير في عبادة يأتيها على حرف وعلى سبيل العادة، ثم لا يتبيّن مقاصدها ومعانيها!

مَن أراد الصوم فليصم، ومن أراد الرخصة فليأخذ بها، دون مزايدة ولا محاكمة ولا معايرة ولا تألّه ولا استقواء ولا جهالة ولا ازدراء ولا دس أنوفنا في شؤون مَنْ الله أعلم بهم، وبما يحملون فوق أكتافهم من أثقال.

انتهى.

https://www.facebook.com/HosamMostafaEbrahem/posts/2196972450351506