التصنيفات
مقالات الضيوف

ولكن بيانك لم يُقنعني

من أحبك للموافقة فما أحب إلا نفسه

– لم أقتنع بما تقول.
– هذا حق لك، أن تقتنع أو لا، أما وظيفتي فهي البيان.
– ولكن بيانك لم يُقنعني!
– البيان هو التوضيح والشرح بأقصى وسع الطاقة البشرية، وهي تختلف باختلاف كل إنسان، أما الاقتناع فأمر يرجع لعقل المُستمع وقبوله للأفكار من عدمها.
– هل هذا يعني أن أفكارك سالمة من الخطأ؟
– في حدود ما يظهر لي لستُ مخطئا وإلا لما تكلمت بها، ولكن إن استطعت أن تبين لي خطئي فافعل، فهذا معنى النقاش والحوار.
– ولكن ألا يدل عدم اقتناعي على ضعف حُجتك؟
– لست أنت ولا أنا المعيار، قد يكون عدم اقتناعك لوجود مباديء مختلفة أو طريقة تفكير مختلفة أو حتى مواقف شخصية أو نفسية، وقد يكون كما تقول لعدم ترابط أفكاري أو عجزي عن البيان، إذا كانت المشكلة عندي فدورك أن تنقد حجتي وتبين وجه الضعف فيها، فإن عجزت عن ذلك فلستَ بأحسن حالا مني!
– وهل من الطبيعي ألا يقتنع أحد بكلامك؟
– بل لو لم يحدث هذا بين الحين والآخر لشككت في نفسي وفي الناس، فمادمنا بشرا سنختلف وسنتفاوت فهما ووعيا، واستقرارا في الأفكار وإحكاما للأصول وسنختلف في المنطلقات والمباديء والثقافات والنفسيات.
– فهل يحاسبنا الله على عدم اقتناعنا!
– الحساب أمر الله وهو أعلم بالخلق ولا شأن لي في كيف يعامل كل إنسان على حدة، وهو أرحم بخلقه مني وأعلم بهم أيصدرون عن كبر أم عن صدق.
– فماذا عن علاقتي بك؟
– هل أسأتَ إلي؟
– لم أقتنع بكلامك!
– لستُ كلامي، وأنت لست أفكارك، فإذا كنت أحبك فلم يتغير شيء!
-أيتحاب المختلفون؟
– من أحبك للموافقة فما أحب إلا نفسه.

https://www.facebook.com/Alaa.m.abdelhameed/posts/3397269436965632