التصنيفات
افيون الشعوب

تعليم المتدينين (بعض) مباديء الإنسانية

عن سحب أعراف وعادات زمان أو مجتمع آخر ونسبتها للدين

ربما يحتاج الكثير من المتدينين إلى تعلم “بعض” مباديء الإنسانية نعم، ولكن محاولة “أنسنة الدين” هي العبث بذاته، مبادئ الإنسانية نسبية ومتغيرة، نستحسن اليوم أشياء ونذمها غدا، تصور أنها مُطلقة أو أزلية هو جنون من الإنسان نحو تقديس ما يعتقده أو ما تربى عليه حتى يجعله حاكما على الأديان في حين أن الأديان حاكمة على مبادئك وصانعة لها لا العكس.نعم هناك مساحة من الرمادية تركها الدين للبشر ليتعاملوا وفق الأنسب لهم – وهي مساحة العُرف والعادات – وهي التي تختلف باختلاف الأزمنة والأمكنة، وهي التي يتجاهلها الكثير من المتدينين في تعاملهم اليومي فيحتقرون أعراف مجتمعهم وعاداته – التي لا تتعارض مع الدين – ويتمسكون بعادات وأعراف مجتمع آخر أو زمان آخر وينسبونها إلى الدين، فهنا تكون مساحة “تعليم المتدينين (بعض) مباديء الإنسانية”.وليس المعنى أن العرف حاكم على الأحكام الدينية، بل المقصود أن بعض الأمور “تركها” الدين للعرف ليحددها هو، فإن لم يتركها فينبغي حينها على العرف أن يكون تابعا للدين لا العكس.فالعورات – مثلا – أمور حددها الدين، فحدد ما ينبغي للمسلم أو المسلمة أن يستره من بدنه، فلا عبرة حينئذ بعرف المجتمع إن اتفقوا على كشف ما يُستر وستر ما يُكشف.ولكن كيف تستره وما شكل ملابسك وألوانها وطرازها فالشرع لم يحدده وترك مساحة العرف تحدده على حسب الزمان والمكان، فتصور أن الملابس السوداء أو الجلاليب البيضاء مثلا من الدين هو ما نعنيه بسحب أعراف وعادات زمان أو مجتمع آخر ونسبتها للدين.ومثل هذا يقال في القيم والمباديء – كالمساواة والحرية الفردية والعدالة الاجتماعية – وتفاصيل الحياة، والتي تعالجها منظومة الفقه الإسلامي قبل العقيدة، وبدون فهمه يظل الإنسان ابن زمانه محكّما لما يستحسنه أهل الزمان على الأديان، ومن يرد الله به خيرا يفقهه في الدين.

https://www.facebook.com/Alaa.m.abdelhameed/posts/4450778214948077