التصنيفات
مقالات الضيوف

هل صحيح أن خريجي الجامعات الأجنبية أكثر حظا في نجاح مشاريعهم؟

من الذي قال إنك لا تمتلك فرصة في النجاح, عدم تمتعك بفرصة تنافسية يملكها غيرك لا يعني حتمية فشلك

– أريد أن أسالك عن أمر يشغلني كثيرا ويتحدث الناس فيه لكن لا تفهمني بشكل خاطئ، فأنا لست حقودا أو حسودا..
– تفضل، لكن أرجو ألا تفهمني بشكل خاطئ أنت الآخر

– حاضر.. هل صحيح أن خريجي الجامعات الأجنبية (وبخاصة الجامعة الأمريكية) هم أكثر حظا في نجاح مشاريعهم؟
– نعم..

– وأكثر حظا في الحصول على مستثمرين؟!
– نعم..

– إذن أنت تقول إن المجال منحاز لهم؟!
– إذا كنت تقصد أن العاملين بالمجال منحازون لهم فحسب ولا يختارون غيرهم فلا أعتقد أن هذا صحيح..

– كيف ذلك وأنت تقول إنهم أكثر حظا في النجاح؟!
– هناك فرق، ولتوضيحه دعني أسألك أنا: هل تشك في أن “التعليم” هو أهم مقومات النجاح بشكل عام؟ حيث يتيح لصاحبه تفكيرا أصوب وخلفيات أشمل وتجارب أكثر وتوقعات أكثر دقة؟..
– لا..

– وما هي أفضل الجهات التعليمية الجامعية في مصر؟..
– الجامعة الأمريكية وبعدها بعض الجامعات الأجنبية والخاصة..

هل تشك في أهمية المال في إنجاح البزنس والمشاريع؟..
– لا!

– وما هي أغلى الجهات التعليمية؟..
– الجامعة الأمريكية!

– ممتاز.. وبما أنهم درسوا فيها إذن فهم -في الأغلب- مقتدرون ماديا ومن عائلات لها باع في البزنس..

سؤال: هل تشك في أهمية وجود علاقات قوية بين أشخاص أغنياء ومتعلمين في العثور على مستثمرين وشركاء واستشاريين وعملاء الخ؟..
– بالقطع لا!

– ممتاز.. وهذه العلاقات هي سمة هذا المجتمع، يمكن لأي منهم الوصول إلى من يحتاجه عن طريق زملائه وأصدقائه بسهولة..إذن لديهم الآن المقومات الأساسية لما سألت عنه: التعليم الممتاز، والمال، والعلاقات، وعقلية البزنس.. أي أنهم مؤهلون بشكل أكبر للنجاح في البزنس.

– إذن ليس أمامي طريق إلا أن أغلق مشروعي!
– من الذي قال إنك لا تمتلك فرصة في النجاح؟!..
– ليس لدي شيء مما ذكرته!

– عدم تمتعك بفرصة تنافسية يملكها غيرك لا يعني حتمية فشلك، وإنما يعني أن عليك بذل مجهود أكبر..

– لكن ما ذكرته لي -بصراحة- يدعو للإحباط، فلماذا علي أن أبدأ من مكان أقل بكثير من غيري؟ فقط لأنني ولدت في مكان مختلف ومن عائلة مختلفة؟!

– دعني أسألك أنا مجددا.. هل جربت أن تنشر صورتك على فيس بوك أو انستاجرام من قبل؟ أو مقطع فيديو تشرح فيه شيئا أو تمزح فيه؟
– طوال الوقت!

– هل قارنت بين الجماهيرية التي تحصل عليها نتيجة ذلك وبين تلك التي تحصل عليها صورة أو مقطع يخص أي بنت أو امرأة؟..
– ههههههه، لا مجال للمقارنة!

– لماذا لم تتوقف عن نشر صورك إذن؟! ..
– همممم، بصراحة لأنني لا يصح أن أتمنى لو كنت امرأة

– إذن فقد رضيت بقدرك في هذه الحال!
– نعم لكن لماذا أنا؟

– دعني أسألك مرة أخرى.. هل لديك مميزات أو قدرات لا يتمتع بها أصدقاؤك ومعارفك؟ ذكي، قوي، ماهر في البيع، ماهر في عملك، لديك أبناء يكاد الناس يحسدونك عليهم، علاقتك بأهلك قوية وعائلتك مترابطة بشكل نادر، لا تمرض كثيرا، إلى آخر هذه الأمثلة؟

– نعم، ودائما أحمد الله على ذلك..

– لماذا لم تسأل نفسك “لماذا أنا؟” عندما عرفت أن لديك تلك الميزة التنافسية؟!

– لا تنس أننا مخلوقون لا خالقين، ومَن خلقنا أهّلنا لنفكر ونفهم وندرك بطرق معينة، ولم يمنحنا كل علمه ولا كل طرقه.. هذا السؤال “لماذا أنا؟” ليس من الأسئلة التي خلق الله عقلنا مؤهلا لسؤالها وفهم إجابتها، فقد احتفظ لنفسه بتقدير الأرزاق.. “أولم يعلموا ان الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر”..

– سبحانه وتعالى.. لكن هل هناك فرصة حقيقية للنجاح خارج تلك المنظومة التي تحدثنا عنها؟
– انظر حولك وسترى العديدين ممن حاولوا ونجحوا، ومع أن الطرق التي وصل بها كل منهم مختلفة إلا أنهم اشتركوا في ثلاثة أشياء أساسية..

– الأول أن لكل منهم طموحا كبيرا يدفعه للاستمرار مهما كانت السقطات ومهما تكررت مرات الفشل..
والثاني بحثهم المستمر طوال الوقت عن الوسائل المبتكرة التي يمكن لهم بها تحقيق ذلك الطموح، والأشخاص الذين من الممكن أن يساعدوهم..
والثالث أنهم لا يشغلون أوقاتهم بالتفكير في المزايا التنافسية التي منحها الله لغيرهم

فهمتك..
– لاحظ أيضا أن هذا المبدأ ينبغي أن يرافقك في كل أوجه حياتك لأنك ستجد في كل وجه مزايا تنافسية تضع غيرك أمامك دون مجهود منه!..

المصدر