التصنيفات
مقالات الضيوف

هل أنت مسلم بالاختيار أم بالوراثة؟

أمران إن لم يتوفرا فيك فأنت لم تختر الإسلام بعد!

لو نظرت على توزيع أتباع الأديان المختلفة جغرافياً.. هتكتشف إن العامل الأكبر في تحديد دين الفرد هو ببساطة.. الوراثة!.. حتى الإلحاد يورث للأبناء.

لكن كمسلم يهمني أمر المسلمين تحديداً هنا.. وسؤال مباشر للقارئ المسلم..

هل أنت مسلم بالاختيار أم بالوراثة؟

سؤال آخر لن نجيب عليه هنا .. لكن من المهم طرحه.. ما الفرق – عند الله يوم الحساب – بين مسلم بالوراثة وهندوسي بالوراثة كلاهما لم يهتم لأمر دينه يوماً وكان يعيش حياة هي فقط خليط بين إشباع رغباته والإلتزام بعادات المجتمع الذي يعيش فيه خوفاً من ردة فعل هذه المجتمع؟

———–

كشخص ولد في أسرة مسلمة.. أنت تبدأ حياتك مسلماً بدون اختيار واع منك.. لكن بعد أن تكبر يختلف الأمر.. منا من يختار الإسلام ديناً يحكم حياته .. ومنا من يكتفي باللقب الموروث فقط ولا غير!

أمران إن لم يتوفرا فيك فأنت لم تختر الإسلام بعد!

—– الأمر الأول ——

الإلتزام بفرائض الإسلام خاصة تلك التي لا يجبرك المُجتمع على الإلتزام بها.

لماذا يلتزم البعض بالصوم ولا يلتزمون بالصلاة والزكاة؟

لماذا تلتزم بعض النساء بتغطية الرأس ولا يلتزمن بالصلاة؟

على حسب البيئة التي تعيش فيها .. في كثير من المناطق في مصر مثلاً من العيب أن تُفطر في رمضان أو أن تكشف الفتيات شعرها.. لكن ليس من العيب ولا يهتم أحد إن كنت لا تُصلي أو إن كنت لا تُخرج الزكاة.

يظهر اختيارك للإسلام في الأمور التي لا يجبرك عليها المُجتمع بعاداته وتقاليده .. بل ويظهر أكثر إذا كان المجتمع ضدك في ما تلتزم به من فرائض.

الفتاة التي اختارت أن تتحجب وهي في وسط معظمه غير محجبات أو يرفض الحجاب، هي بالتأكيد فتاة اختارت بوعي أن تلتزم بما فرضه الإسلام عليها .. هي اختارت الإسلام.. على عكس ذلك تجد فتاة تحاول الفرار من الحجاب بشتى الطرق بالرغم من أن بيئتها تفرض عليها تغطية الرأس.. هكذا تجد كشف جزء من الشعر ولبس الضيق وغيرها من محاولات الهروب من الحجاب.

ملحوظة مهمة هنا.. أنا لا أقصد العُصاة كالذي لا يصلي كسلاً ويعترف بذنبه ويشعر بالندم لذلك.. وإن كان هؤلاء يقفون في منطقة خطرة عند الحد الفاصل! .. لكن أقصد من لا يهتمون أصلاً بفكرة الإلتزام بالفرائض ولا تؤرقهم بل يتمنون لو كان في مقدورهم التحرر من كل الفرائض بما فيها تلك التي يفرضها عليهم المُجتمع ( مثال.. هؤلاء الذين يتمنون انتهاء رمضان في أسرع وقت للخلاص من تعب الصوم الذي يفرضه عليهم المجتمع)

—– الأمر الثاني ——–

الاهتمام بأمر الإسلام والمسلمين.

هل وجدت من قبل شخص يعتز بأنه أهلاوي ومع ذلك لا يتابع ولا يهتم بأمر النادي الأهلي.. لا يتابع ولا يهتم بانتصاراته وهزائمه وأزماته ؟.. لا يبدو هذا منطقياً!

المسلم بالوراثة قد يهتم لأتفه الأشياء ولا يهتم لأمور المسلمين طالما أنها لا تمس حياته الخاصة.. لا يحزن لحزنهم ولا يفرح لفرحهم… هو أصلا غير مُتابع!

انظر حولك .. ستجد ملايين اختاروا الأهلي والزمالك وبرشلونة وريال مدريد.. لكنهم لم يختاروا الإسلام بعد!

المصدر