هوّا انتوا ليه معقّدين وبتيجوا ف الهايفة وتتصدّروا ؟!
دا تعليق دائما ما يتكرّر ويردّده التافهون عن الناجحين
دايما تلاقيهم بيقولوا عليهم محسوكين ومحفلطين ومتزمّتين وبيمسكوا في التفاهات
كمثال – باعمل حاليا صفحة على موقع المكتب لتلقّي طلبات دراسات الجدوى – بدل طريقة الواتس آب اللي عاملة لي ضغط كبير
فالمبرمج كاتب كلمة ( الممككن ) – فبعتت له طلب إنّه يعدّلها
فممكن جدّا حدّ يقول – هوّا يعني حرف الكاف الزيادة ده هوّا اللي هيخرب الدنيا
والإجابة – أيوه – نعم – صحيح – الحرف الزيادة ده ممكن يخرب الدنيا
تخيّل لو مرتّبك مثلا 5000 جنيه – فأنا عطيتك 500 جنيه – هوّا يعني الصفر ده اللي هيخرب الدنيا ؟
لأ طبعا – ما جاتش ف صفر يعني – بسيطة – ما تبقاش معقّد يا أخي
الحقيقة إنّ فرق تقدير الناس للموضوع بتاع الحفلطة ده – سببه هو فرق منظور الناس للأمور
الناس ليها 3 أنواع من المنظور للأمور – 3 مستويات
فكما تقول الحكمة
#العقول_الصغيرة_تناقش_الأشخاص
#والعقول_المتوسّطة_تناقش_الأفعال
#والعقول_الكبيرة_تناقش_الأفكار
يعني – خلّينا ناخد مثال مثلا إنّك انتا واتنين زملائك طلبتوا ديليفري من مطعم – فالأكل جالكوا بارد مثلا
فممكن واحد يقول – المطعم الفلانيّ أكله بييجي بارد دايما – دا مطعم مش كويّس
والتاني يقول – هوّا الأكل برد ليه – ممكن عشان المسافة طويلة – يبقى بعد كده نطلب من مطعم قريّب – أو مكن يستخدموا صندوق توصيل حراريّ يحافظ على حرارة الأكل
والتالت يقول – عدم اهتمام المطعم إنّ الأكل يوصل سخن أو بارد – هو عدم تقدير منّه لقيمة العميل بتاعه
في ال 3 حالات – إنتوا مش هتشتروا أكل من المطعم ده تاني
لكن – في ال 3 حالات – منظوركم انتوا التلاتة مختلف
واحد منظوره كان عن الأشخاص – لإنّه قال ( المطعم ده ) أكله بييجي بارد
فهوّا كلامه هنا عن الشخص ( المطعم )
التاني منظوره كان عن الفعل – اللي هوّا إيه الفعل اللي خلّى الأكل يبرد – وممكن الفعل ده يتصلّح ازّاي
لكن لاحظ إنّه ما جابش سيرة ( القائم بالفعل )
التالت لا فكّر في القائم بالفعل – ولا فكّر في الفعل – ولكنّه فكّر في ( الفكرة – المبدأ ) اللي ورا الفعل
وهو مبدأ احترام العميل
مثال تاني /
واحد قال لكوا انتوا التلاتة إنّ ظابط شرطة ضربه
فواحد ردّ وقال – مين الظابط ده
والتاني ردّ وقال – هوّا ضربك ليه
والتالت ردّ وقال – دي إهانة لا يمكن قبولها
إنتوا التلاتة غضبانين – لكن منظوركم للأمور مختلف
واحد منظوره هو ( الشخص ) – شخص ظابط الشرطة اللي ضربك – مين الظابط ده
التاني منظوره كان عن الفعل – اللي هوّا الظابط ضربك ليه – إيه الفعل اللي عملته خلّاه يضربك
بينما التالت فكّر في مبدأ إنّه أصلا مش من حقّ ظابط الشرطة يضربك مهما عملت – حتّى لو قتلت ومسكك متلبّس
هوّا دوره يحرّر محضر باللي انتا عملته – ويسلّمك للجهات القضائيّة – الجهات القضائيّة بعد كده تعاقبك أو تعطيك مكافئة دا شغلها هيّا – مش شغل الظابط
أشهر موقف حصل معايا الفترة الأخيرة هو موقف عمّ ربيع اللي رمى برتقال في الشارع عشان يساعد أهل غزّة
فيه ناس اتكلّمت عن الشخص – عمّ ربيع – وقالت إنّه ( راجل طيّب )
وفيه ناس اتكلّمت عن الفعل – اللي هوّا رمي البرتقال في الشارع – وإنّ ده ( شيء لا يقدّم ولا يؤخّر )
وفيه ناس اتكلّمت عن ( الفكرة – المبدأ ) – فكرة إنّك تكون عاوز تساعد – فتفرقع صباعين ف الهوا – وتفرح – والناس تفرح – والتالافزيون يصوّر – وهاني بارزاي دويو
الفكرة دي هي سبب من أسباب تخاذل الأمّة – إنّها عندها المساحة اللي تطلّع فيها غضبها – من غير ما تكون عملت أيّ حاجة في الحقيقة – نوع من المخدّرات النفسيّة يعني
فال 3 مناظير لنفس الموقف دول – بيخلّوا ال 3 أشخاص ينتقدوا بعض
وبتخلّي أقلّهم عقلانيّة ( اللي بيقيّم الأشخاص ) يعتبر أعلاهم عقلانيّة ( اللي بيناقش الأفكار ) – تخلّيه يعتبره ( معقّد ومتفذلك ومتحسوك ومتحفلط )
لأ وبتخلّيه يشوفه إنّه ( تافه ) كمان
يعني الأقلّ عقلا بيبقى شايف الأعلى عقلا إنّه تافه-
في حالتنا بتاعة كلمة ( الممككن ) بدلا من ( الممكن )
ممكن مستخدم للموقع يقول – #المبرمج غلط وهوّا بيكتب الكلمة
وممكن مستخدم تاني يقول – فيه برامج مسؤولة عن #التدقيق_اللغويّ
وممكن مستخدم تالت يقول – دا مكتب #مش_مهتمّ_بالتفاصيل – هاستئمنه ازّاي يعمل لي دراسة جدوى لمشروع هاصرف فيه ملايين
#ذو_العقل_يشقى_في_النعيم_بعقله
#وأخو_الجهالة_في_الشقاوة_ينعم