التصنيفات
مقالات الضيوف

معني السعادة في الدنيا

فلو هنفلت أيدينا عشان مش مبسوطين زي الأول مش هنبقي أحرار أكتر ولا ناضجين أكتر لكن هنبقي في شقاء أكتر لأننا حطينا غاية متوهمة وبنلهث وراها !

في بنت من اللي بقوا مشهورين ع السوشيال ميديا بتقدم محتوي اسمه ” ماذا لو ” عاملة فيديو عن الطلاق وبتقول فيه

( ماذا لو أطلقت ..حياتي مكانتش مستحيلة مع جوزي بس مبقتش سعيدة زي الأول )
ده سبب الطلاق اللي سمته في الفيديو “نضج”

مش السبب إن ( العشرة أستحالت ولا إن جوزها بخيل ولا أنه خاين ولا أنه مبيتحملش المسئولية ، ولا أنه مبيديهاش إحتياجاتها الجسدية والعاطفية قدر إستطاعته) لأ

هو سبب الطلاق إن ” مبقتش سعيدة زي الأول ” وده معني النضج اللي بتصدره!

قبل الجواز سمعت فيديو للدكتور مصطفي محمود بيقول ” اللي هدفه من الجواز السعادة والمتعة والنشوة بس هيكره حياته علي الأكثر بعد شهور قليلة مهما كانت جودة زواجه “

الجواز اللي بيحاولوا يصدروه علي أنه ملاهي ده مش موجود ..

والحقيقة مش الجواز بس اللي كدة “ديه الدنيا كلها”

في مرة من المرات كنت بجهز محتوي عن ” معني السعادة في الدنيا “وأتفاجئت مفاجأة تبدو غريبة ولكنها جميلة

“كلمة السعادة في القرآن لم تذكر إلا مرة واحدة “
” وأما الذين سعدوا ففي الجنة .. “
السعادة في الجنة ونقطة.

لكن اللي ذكر كثيرا في القرآن ( الرضا – السكينة – الصبر )

ده مش معناه إننا بنعيش حياتنا حزانا وفي كرب بشكل دائم لكن معناه إننا منعليش توقعاتنا من الدنيا لسقف مش متاح فيها ..

في أوقات سعيدة بتحدث في الدنيا وفي أحداث سعيدة لكن مفيش سعادة دائمة ، ده مش أوبشن أصلا ..

لا في جواز ولا في شغل ولا في أي وضع ..

اللي بيبحث في الدنيا عن السعادة الدائمة ومستعد يضحي بأي حاجة عشان تحقيقها ده شخص واهم ولاهث مش شخص حر ولا ناضج زي ما صانعة الفيديو بتحاول تروج ..

وده بالظبط اللي بيحصل في المجتمعات الغربية ، أتنين يرتبطوا عشان تحقيق المتعة والسعادة فقط فينفصلوا عشان خلاص زهقوا من بعض ويدوروا علي علاقات جديدة وهكذا وهكذا فكانت النتيجة مش مجتمعات سعيدة ولا حاجة لكن النتيجة بقت مجتمعات منحطة أخلاقيا بتعمل أي حاجة عشان تحقق معني السعادة حتي لو ده هيوصلهم لأنهم يمارسوا الشذوذ ويروجوا له ( ما هو غايتنا في الدنيا بقي هي تحقيق السعادة فهنلهث ورا أي حاجة نفتكر أنها هتقدملنا ده )

وفي الآخر نلاقي نسب الإنتحار عالية جدا في المجتمعات ديه بعد كل ده ، أصل ملاقوش السعادة اللي بيدوروا عليها اللي هي أصلا مش موجودة في الدنيا .

الغاية من الدنيا مش تحقيق السعادة الدائمة والفردوس الأرضي ..

الغاية من الدنيا هي ” أننا نصل للجنة ” ونقطة .

والله جات حبة سعادات عشان تطري علينا العيشة وتهون علينا أهلا وسهلا لكن مبنستبدلش الغاية الحقيقية بغاية مزيفة شكلها حلو وبيلمع وهي في الحقيقة واهمة..

لو طبقنا الكلام اللي بتروج ليه البنت علي بيوت المتزوجين في أي مكان في الدنيا مش هيفضل بيت قائم ..

لو كل الناس هتتطلق عشان ” مش حاسة بسعادة زي الأول ” مفيش بيت هيفضل ..
ده مش عشان الجواز وحش لكن عشان الجواز مش ملاهي نروح نتبسط فيها شوية ولما نخلص إنبساط نمشي!

البيوت بتقوم علي تحمل المشاق ، الراجل بيتحمل مشاق شديدة لسعيه لكفاية بيته وعياله ، والمرأة بتتحمل مشاق شديدة عشان تتحمل الحمل والرضاعة وبكاء الأطفال بسبب أو بلا سبب وتربي أشخاص سوية بالإضافة لمسئوليات الأعمال المنزلية ونضيف عليهم كمان مسئولية العمل لو بتشتغل..

البيوت بتقوم علي الأوقات السعيدة اللي بنشكر ربنا عليها وبتقوم علي الأوقات الصعبة اللي بنصبر عليها .. البيوت بتقوم علي تحمل أوقات الملل والفتور ومحاولات والسعي لتجاوزهم مش بتقوم علي إني أفلت أيدي لما أزهق وأبقي مش مبسوط زي الأول..

فلو هنفلت أيدينا عشان مش مبسوطين زي الأول مش هنبقي أحرار أكتر ولا ناضجين أكتر لكن هنبقي في شقاء أكتر لأننا حطينا غاية متوهمة وبنلهث وراها !

كفاية سموم بتنتشر في المجتمع وأفكار بتتزرع ما أنزل الله بها من سلطان وكلها تحت دعاوي ” الحرية والدفاع عن حقوق المرأة “

وهي في الحقيقة إستغلال للمعاناة اللي بتعانيها بعض السيدات عشان تحويل حياة باقي السيدات لشقاء كانوا فاكرينه حرية !

المصدر