التصنيفات
مقالات الضيوف

مجتمع لا يخاف الاختلاف.

علموا أولادكم الفلسفة والمنطق والرياضيات؛ لـ ينمو لديهم حسهم النقدي حتى يميّزوا به الخبيث من الطيب، واغرسوا فيهم شمائل دينهم الحسنة والتي لا يختلف عليها راشدان؛ ليزكّوا بها أنفسهم، واصبغوا أرواحهم بألوانٍ من الشعر والفنون والآداب؛ لـ تُبصر قلوبهم وأعينهم الجمالَ والبهاءَ والحُسنَ فيما وفيمن حولهم، وطوفوا بهم بين أروقة العلوم وصفحات الكتب وبقاع الله المتباينة؛ لتألف قلوبهم الاختلاف في الشكل واللسان والفكر والسلوك، وتنجلي لـ عقولهم حقيقة أن قوانين قبيلتهم ليست نواميس الكون، وهم ليسوا محوره، وأن الناس هكذا خُلقوا، ولا يزالون مختلفين إلى يوم الدين، وغاية وجود اختلافنا -لا أن ننهيه فذاك محال ولكن- أن نملُك فقط لحظة شجاعة نتجاوز بها تلك الحواجز والمسافات بيننا ونبدأ بالسلام والسؤال عن الاسم، لا أن نطلق أسماءً وأحكامًا عليهم من بعيد، ثم نتقبل اختلافاتنا بودٍ وإحسان، فـ نصل للغاية المنشودة وهي (لتعارفوا) موقنين ألا فضل لعربيٍّ على أعجميٍّ، ولا لعجميٍّ على عربيٍّ، ولا لأحمر على أسود، ولا أسود على أحمر إِلا بالتقوى (إِن أكرمكم عند اللَّه أتقاكم).

كذلك قال الخالق سبحانه: (ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين * إلا من رحم ربُكَ ولذلك خلقهم).

علّ معجزةً من السماء تكونُ، وينبلج من ظلمات الأمس نور جيل سوي ومجتمع جديد لا يخاف ..
مجتمع لا يخاف الاختلاف.

https://www.facebook.com/aabdelmonsef1/posts/1602012816556758