التصنيفات
مقالات الضيوف

حيونة الإنسان

لم أحزن على من لقى حتفه.عندما أخبرتني عائلتي باستشهاد ٢٥٠ شخصا أثناء صلاة الجمعة .ضحكت. ضحكة رعدية والله.بعدها التهمت في نهم طبق ورق عنب وقطعتين بفتيك و١٤ سمبوسك باللحمة.كان هناك سمبوسك بالجبنة أيضا. ابتلعتها دون مضغ ولَم أبال.لم أشعر بشئ.لا حزن. لا خوف.لا دهشة .لا كره حتى.لا أعلم ماذا حدث لي.كيف ضحكت وكيف طفحت ؟ ثم اتذكر عندما رأيت صورة الطبيب الشهيد علاء عبد الهادي منذ ٧ سنوات على فيسبوك أنني بكيت.بكيت بحرقة وقساوة على شخص لم أعرفه حتى إني شعرت بوخز في صدري وعيني.كنت إنسانا يشعر بالأشياء وكدة. كنت نبيل أوي والله. أما الان فأنا عاجز عن الشعور بأي شئ بدءا من الحزن على الشهداء ونهاية إلى كره الإرهابيين.الحزن والكره مشاعر والمشاعر بحاجة إلى طاقة والطاقة التي لدي تكفي بالكاد بقائي على قيد الحياة.أما إذا أردنا توصيف ما حدث لي سيكولوجياً فنستطيع تسميته بعملية “حيونة الإنسان”. استطاعت مصر أن تحولني من إنسان سنتمنتالي يبكي في دور السينما عند مقتل شوشانا اليهودية في فيلم inglorious bastards إلى “لا إنسان” يضحك عند معرفته بمقتل ربع ألف مصلي مسلم. تصبح مشاهدة الجثث في مصر أمرا طبيعيا يضاهي مشاهدة افتراس الأسد للغزال في البرية والتهام الذئب لبعض الغنم الذي ضَل.نحن في بلد يعاملنا كالحيوانات.لذا فأنا حيوان.كذلك أنتم. أنا مش اسف على اللي مات ولا أنتم. كدابين. للأسف الحيوانات لا تشعر بالأسف

https://www.facebook.com/do7zipolo/posts/1504363189612172