التصنيفات
مقالات الضيوف

لمن ينوي تقديم محاضرة

نصائح التي يمكنها تقليل توترك وزيادة ثقتك بنفسك بشكل كبير إن شاء الله

بمناسبة بدء موسم الفعاليات السنوية وسؤال أحد الأصدقاء عن نصائحي لمن ينوي تقديم محاضرة أمام جمهور فإليك هذه النصائح التي يمكنها تقليل توترك وزيادة ثقتك بنفسك بشكل كبير إن شاء الله..

لا تتصدر/توافق على تقديم محاضرة أو ورشة عمل في مجال لا تعرفه بشكل شامل، لا يكفي أن تكون قد قرأت كتابا أو كتابين في المجال لتتمكن من الحديث عنه، إذا تكلمت في مجال تمارسه بالفعل ومن واقع خبرتك العملية فلن تواجه مشكلة حتى لو حدثت مشكلة في العرض، وستكون قد قطعت نصف الطريق نحو الأداء الممتاز.

الاستثناء الوحيد من هذه النصيحة هو المناقشات (panel) حيث يقوم مدير الحوار بإرسال الأسئلة مسبقا مما يمكّنك من تجهيز محتوى محدد وحفظه دون أن تكون لديك خبرة كبيرة في المجال.

اعرف جمهورك معرفة قوية، اسأل المنظمين عن مواصفات الحضور المتوقع وخلفياتهم ومستواهم في المجال الذي تتعلق به محاضرتك، كلما كان فهمك لهم أكبر كان إعدادك للموضوع أفضل وأنسب وأكثر إفادة وكنت جاهزا لمستوى محدد من التفاعل والأسئلة.

أذكر عندما دعيت لتقديم محاضرة عن الاستعداد للاستثمار في الصعيد أنني فوجئت بأن الحضور طلاب جامعات ممن لا يناسبهم هذا المحتوى، فسألت المنسق عن مشاكل الطلاب في تلك المحافظة فأجابني بخمس مشاكل محددة، فاستأذنته في تغيير الفقرة من محاضرة إلى حوار ثنائي حيث يقوم هو بطرح المشاكل علي وأجيبه عنها بالتحليل والحلول، وكان تأثير ذلك قويا، فقد ترك الحضور موبايلاتهم تباعا وانتبهوا لما يهمهم سماعه بالفعل، واستفادوا.

اذهب إلى مكان المحاضرة مبكرا قبل تواجد الجمهور، وتجول في المكان لمدة خمس دقائق، التعود على أبعاد المكان وتضاريسه وإضاءته والمايكروفون وجهاز العرض كل ذلك يكسبك الثقة وينزع من قلبك رهبة المكان والحاجة على التعرف عليه أثناء العرض.

أقنع نفسك بأن هذا العصر هو عصر الفيس بوك والإنستاجرام -شئنا أم أبينا- ولهذا فينبغي أن توطّن نفسك على وجود نسبة من الحضور ممن لا يمكنهم ترك موبايلاتهم مهما كانت أهمية الموضوع خاصة لو كانت المحاضرة طويلة، لا تتضايق من هذه الظاهرة، بهذه الفكرة ستسعد عندما تجد النسبة الكبرى متابعة لك ولا تستخدم الموبايل.

تذكر دائما أن الجمهور لا يعرف ما الذي ستقوله تاليا وأنهم لا يمسكون لك كتابا تتلوه عليهم فيكتشفون أخطاءك، من الطبيعي أن تنسى ومن الطبيعي أن تخطئ، إذا لم يكن ما نسيته مؤثرا وما أخطأت فيه هاما فتجاوزه إلى ما بعده دون أن تظهر على وجهك آثار الجريمة من أسف وحرج وعرق.

استخدم قصة لتجذب انتباه الناس في البداية بالذات، واستخدم سؤالا و/أو طرفة كلما شعرت بأنك قد تكلمت كثيرا وبأن الناس قد تكون في مرحلة فقدان الانتباه.

نبرة الصوت التي تبدأ بها هي التي تحكم نبرة صوتك أثناء المحاضرة كلها، احرص على أن تبدأ هادئا لتظل هذه النبرة هي النبرة المرجعية التي يتحرك صوتك أعلى وأخفض منها ثم يعود إليها، البدء بنبرة عالية متوترة يصعّب عليك محاولات التهدئة لاحقا.

انتبهت إلى هذه النقطة في قراءة القرآن في الإمامة، ووجدتها منطبقة على المحاضرات كذلك.

وزع نظراتك على الجمهور بهدوء، فهذا ينشر من ثقتك عليهم ويجعلهم واثقين فيك وفي رباطة جأشك بدورهم، وابتسم الفينة بعد الفينة (كل شوية يعني) خاصة لمن تلاحظ أن انتباهه مركز عليك لمدة.

عندما تُسأل سؤالا لا تعرف إجابته فقل إنك لا تعرف إجابته، لا أحد يتوقع منك أن تعرف كل شيء، قل إنك ستنظر في الموضوع ويسعدك أن تتواصل مع السائل بعد المحاضرة.

عندما تجيب سؤالا فيجادلك السائل اكتف بالجولة الأولى ووضح أن الوقت غير مناسب للنقاشات وإنما للأسئلة فقط وأنه يسعدك التواصل مع السائل بعد المحاضرة، خطورة المجادلات ليست في إحراجك وإنما في إفقاد بقية الحضور للاهتمام بالكلية.

المصدر