التصنيفات
مقالات الضيوف

لعنة تتلبس الفرد ما دام حيًا

لا تتوقف عن التهامه

سيأتي عليك ذلك الوقت الذي سترغب فيه من كُل قلبك التوقف عن المُحاولة.

ستُخبرك نفسك أن ذلك البديل السهل أفضل من ذلك الذي تُطارده. ستطلب منك ألا تُحاول أصلًا لأنك لن تصل، ولذا فلا معنى لكل هذا الضغط والقلق. ستُضخم كُل الفُرص العابرة التي لا تُلقي لها بالًا في العادة وتُحولها في عينيك إلى “فُرص العُمر”. ستبذُل كُل ما في وُسعها لإقناعك بأن حل “الأي حاجة” ليس بالسوء الذي تعتقده، لأنه على الأقل مضمون.

هي لن تُحدثك بهذه الأشياء مرة وينتهي الأمر. لا، بل ستُذكرك بها كل يوم، وكل ساعة، وكُل دقيقة. هي لن تتوقف إلى أن تتوقف.

لست وحدك. القلق من المجهول، والخوف من عدم الوصول، هذه أشياء نتشاركها جميعًا. هذه الأشياء هي جُزء مما يعنيه أن نكون بشرًا، ولذا فلا مفر منها.

ما نختلف فيه، على الرغم من ذلك، هو طريقة تعاملنا معها.

عدم المُحاولة لا يحتاج إلى أي مجهود، بينما المُحاولة تمتص صاحبها. الاستسلام في مُنتصف الطريق سهل، بينما الاستمرار في طريق لا تمتلك أدنى ضمانة على أنه سينتهي على ما تُريد أمر شديد الصعوبة. غيوم هائلة من عدم التأكد ستُظلل كُل شيء من حولك، بينما أمطار القلق لن تتوقف ولو للحظة. من السهل أن نرى لِمَ يستسلم الناس، و لِمَ يعزفون عن المُحاولة من الأساس.

لكن أتعلم، الأسوأ من كل ذلك هو الندم. الندم على أنك لم تُحاول أو أنك توقفت خشية الفشل.

لحظة التوقف تلك هي اللحظة التي يتحول فيها الفشل من احتمال إلى حقيقة. يتحول إلى الحقيقة الوحيدة التي اخترتها أنت. هي لحظة اعتناق لاحتمالية نجاح الصفر بالمائة. هي إعلان مهين للهزيمة. لا أعتقد أن بإمكان الفرد أن يُسامح نفسه أبدًا إن قام بفعل ذلك.

مُجرد المُحاولة تعني أن احتمالية الوصول ليست صفرًا. المُحاولة وعدم الوصول تعني أن بإمكان الفرد أن يبدأ من جديد بدون أن تترسب ولو ذرة واحدة من الندم في قلبه، وذلك لأنه قام بكُل ما أمكنه القيام به.

الأهم من ذلك، هو لن يفقد احترامه لنفسه كإنسان.

أن تفشل “بعد” محاولة هو شيء، وأن “تتوقف” أساسًا عن المحاولة هو شيء آخر.

نهاية الطريق الأول هي بعض الألم والكثير من الدروس، وينتهي الأمر على ذلك.

نهاية الطريق الثاني… غير موجودة. الطريق الثاني لا يلد سوى ندم غير قابل للإزالة.

لعنة تتلبس الفرد ما دام حيًا لا تتوقف عن التهامه

المصدر