التصنيفات
مقالات الضيوف

كل كلام في غير سياقه مُضلل

كنت أقرأ تقريرًا عن مهمة مراقبي المحتوى على الفيسبوك، وكيف أنها تتضمن أشياءً صعبة مثل النظر في صور العنف ورسائل الكراهية والتطرف، وكيف أن عليهم تقرير ما ينبغي أن يُحذف فورًا وما يمكن له أن يبقى.

من وسط التفاصيل الكثيرة لفت نظري تعديل ينص على أن مراعاة السياق واجبة لتقدير الموقف. مثلًا لو كتبت فتاة “أكره جميع الرجال” قد يحُذف كلامها على أساس التمييز العنصري ضد الجنس، في حين أنها لو كانت قالت “انفصلت اليوم عن فلان (بويفريند)، أكره جميع الرجال.” فلا يعتبر كلامها عنصريًا، ويُفهم في سياقه تعبيرًا عن مشاعر عابرة قوية تمر لحال سبيلها.

رغم أني لا أحترم الفيسبوك ولا قوانينه، إلا أني اعتبرته تعديلًا في محله. كل كلام في غير سياقه مُضلل. وكما أنه من الواجب الاعتراف أن بعض الكلام يظل فارغًا أحمقًا عنصريًا، في سياقه أو بدونه، إلا أن السياق في النهاية هو كل شيء وما يثير الأسف عندي هو أن كلامنا نحن، ما بين الناس والنَّاس، مُجتزء دائمًا ومفهوم بغير سياق.

https://www.facebook.com/faried.omarah/posts/2157603090952503