التصنيفات
مقالات الضيوف

عن مقولات الفيس بوك اللي شكلها جميل ومصاغة بطريقة تديها صبغة دينية

اللي ألفها واللي نشروها هم اللي جهزوك للإحباط اللي هيجي لك لما تعرف ان اللي كنت مقتنع بيه وشغال على اساسه مش صحيح، مش انا

البوست اللي فات ضايقك وجاب لك إحباط؟
لما قلت لك ان استمرار السعي ما بيضمنش حتمية الوصول؟
صلي ع النبي، حقك عليّ، انسى اللي فات واسمع الحكاية دي.

بعد حوالي ١٢٠ سنة من وفاة الرسول، كان الإمام أبو حنيفة موجود وبيعلم الناس، وكان فيه حد من اللي بيتعلموا منه ويكتبوا عنه اسمه نوح بن أبي مريم.
نوح كان قوي في الحفظ والتعلم، وجمع الفقه والتفسير والسيرة وكمان علوم دنيوية متعددة لدرجة انه اشتهر باسم “نوح الجامع” لغزارة اللي اتعلمه وحفظه، وبقى قاضي (وده منصب مش سهل في الإسلام). ده نوح الجامع.

عارف بقى حديث “إن لكل شيء قلبا وقلب القرآن يس”؟أو “يس لما قرئت له”؟
دي مش أحاديث، ايييييوه.
دي مقولات ألفها نوح الجامع ده، وألف على كل سورة من سور القرآن حديث واحد على الأقل ونسبه للنبي!
كدب صريح يعني.
مرة حد سأله؛ ايه الموضوع؟ انت ازاي وصلتك كل الأحاديث دي بالتنسيق ده؟ وكمان مافيش راوي تاني رواها؟
قال له:”إني رأيت الناس قد أعرضوا عن القرآن واشتغلوا بفقه أبي حنيفة، ومغازي ابن إسحاق فوضعت هذا الحديث حسبة” (لما لقيت الناس انشغلوا عن القرآن توكلت على الله وكتبت على لسان الرسول أحاديث تحبب الناس في القرآن عشان ربنا يكرمني ويبقى لي ثواب عنده)
واحد تاني من اللي كانوا بيعملوا زيه ويألفوا أحاديث نبوية يحطوا فيها اللي ييجي على هواهم،
أي تأليف يحسوه حلو ومنمق،
لما ربنا تاب عليه فتاب قال للناس:”إنَّ هذه الأحاديث دينٌ، فانظروا عمن تأخذون دينَكم، فإنَّا كنَّا إذا هوينا أمرًا صيَّرنا له حديثًا” ايوه، كانوا بيألفوا الأحاديث على الرغم من تهديد الرسول صلى الله عليه وسلم للي يعمل كده بالعذاب الشديد”من كذب عليّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار”وشايفين ان ما دامت نيتهم كويسة وهي نشر الأعمال الصالحة وتحبيب الناس في الدين يبقى ايه المشكلة.
(طبعا ربنا أكرمنا بالبخاري ومسلم ورجال الحديث عشان ينقوا الأحاديث ونقدر نعرف درجة كل حديث وهل هو موضوع ومتألف واللا لأ)
عارف واحدة من المشاكل الكبيرة للي عملوه ايه؟
اللي اتربى على حديث سورة يس مثلا وبيعمل بيه ومستني نتيجته المحددة وهي ان اللي هو عايزه يحصل، لما يعرف ان ده مش حديث هيحصل له ايه؟
هيجي له احباط. ومش هيقرا سورة يس تاني.
ما هو كان بيعمل العمل منتظر نتيجة مضمونة ومتحددة.
توقعاته كانت عالية.
لما عرف ان ده كدب مالوش اصل وان مافيش حاجة تحدد له نتيجة ضخمة ومضمونة ومتحددة جاله إحباط وممكن يقول طب أقرأ سورة يس ليه بقى!
في حين ان الاصل اننا بنعمل اللي بنعمله عشان ربنا أمرنا بيه وهيحاسبنا عليه، عدم وجود مكافأة فورية أو محددة مش معناه أهجر العمل الصالح، ما أنا كده هابقى مخطئ ومقصر.
فلما تسمع مقولة شكلها جميل ومصاغة بطريقة تديها صبغة دينية “استمرار السعي يضمن حتمية الوصول” دور على أصلها الأول، وشوف معناها منضبط ومنطقي واللا هبد.
وخليك فاكر: اللي ألفها واللي نشروها هم اللي جهزوك للإحباط اللي هيجي لك لما تعرف ان اللي كنت مقتنع بيه وشغال على اساسه مش صحيح، مش انا.

المصدر