التصنيفات
مقالات الضيوف

عن التاجر اللي بيضاعف ارباحه وقت الازمة

الممنوع في الإسلام هو الغرر، النجش، الغبن

فيه ناس بتقول
أنا معاك إنّ الأسعار لو زادت على التاجر – فمن حقّه يزوّد سعر البيع
لكن !!
مش من حقّه يضاعف أرباحه استغلالا للأزمة

حضرتك تقصد تاجر أرز مثلا
كان بيشتري الطنّ ب 10 آلاف جنيه – ويبيعه ب 11 ألف جنيه
فيكسب ألف جنيه في الطنّ

دلوقتي بقى بيشتري الطنّ ب 20 ألف جنيه
وهوّا بيكسب ألف
يبقى يبيعه ب 21 ألف
ليه بيبيعه ب 22 ؟
صحّ كده ؟

طيّب
شوف حضرتك
خلّينا نقسّم الموضوع لنقاط بالترتيب

أوّلا /
مين قال لحضرتك إنّ تاجر الرزّ ده دوره هوّا موصّلاتي لفرق السعر
يعني الطنّ زاد 10 آلاف جنيه
يبقى تاجر الرزّ ده دوره ياخد ال 10 آلاف الفرق يوصّلهم للمضرب
وهوّا ليه ألف جنيه على الطنّ ياخدهم وخلاص
مين قال لحضرتك كده ؟!!!

ليه حضرتك متخيّل إنّ التاجر المفروض يحافظ على قيمة ربحه – ولتكن الألف جنيه – وخلاص

ما هو التاجر ده هو من الجانب الآخر عميل لحاجة تانية بيبيع رزّ – بيشتري سكّر – والسكّر غلي – هيجيب فرق سعر السكّر منين ؟!
بيروح يكشف على عياله – يلاقي سعر الكشف غلي – هيجيب فرق سعر الكشف منين ؟

ليه حضرتك متخيّل إنّ كلّ التجّار عندهم مغارة فيها رزم فلوس
لو ربحه قلّ ينزل المغارة يفكّ له أستك ميتينات يشبرق نفسه بيهم ؟!!
ممكن جدّا يكونوا ال 100 ألف بضاعة دول همّا كلّ ما يمتلكه هذا التاجر من حطام الدنيا
وحتّى لو عنده مليارات – فمين قال لك إنّ من حقّك تجبره يخسر ؟!!

ثانيا /
تاجر الرزّ ما كانش بيكسب ألف جنيه على الطنّ
تاجر الرزّ كان بيكسب 10 % من سعر الطنّ
فلمّا سعر الطنّ بقى ب 20 ألف – وهوّا كسب ألفين جنيه – بدلا من ألف واحد فهوّا ما زال محقّق نفس هامش الربح – نفس ال 10 % – ما تتخيّلش إنّه كسب أكتر

كما إنّ ال 2000 جنيه دول – همّا همّا بقيمة الألف جنيه اللي كان بيكسبه قبل كده

ثالثا /
ليه حضرتك متخيّل إنّ التاجر ده لو بيبيع في اليوم 20 طنّ مثلا
إنّه كده أرباحه تضاعفت من 20 ألف ل 40 ألف ؟!
الحقيقة إنّ أرباحه قلّت
لو السعر زاد – يبقى الكلّ متضرّر – دي قاعدة على الهامش

تاني
التاجر اللي كان بيبيع 20 طنّ بيكسب فيهم 20 ألف
في الحقيقة لمّا ربحه يزيد ل 2000 جنيهفي الطنّ
فهوّا مش هيبيع 20 طنّ
هيبيع 15 مثلا
اضرب في 2000 جنيه
يبقى ربحه بقى 30 ألف بدلا من 20
وبكده يكون التاجر ده خسر حضرتك – مش كسب

مش مصدّق طبعا
مع إنّ الموضوع بسيط
ال 30 ألف دلوقتي يشتروا 15 طنّ
بينما ال 20 ألف بتوع زمان كانوا بيشتروا 20 طنّ
يبقى مين الأكتر ؟!
ال 30 ألف ولّا ال 20 ألف ؟!!
يبقى التاجر ده خسر

قلت لحضرتك – قاعدة – لو السعر زاد – فالكلّ متضرّر

رابعا /
افرض الطنّ زاد من 10 آلاف ل 20 ألف
فالتاجر زوّد ربحه ل 4 آلاف بدلا من ألف ؟!!
مش دا يبقى جشع ؟!

شوف حضرتك
ما فيش حاجة في الربح اسمها جشع
الحرام في الربح هو الغرر – يعني الخداع
لكن رفع السعر نفسه مش حرام – حتّى لو هحطّ 100 ألف جنيه ربح على الطنّ – طالما ما فيش خداع – يبقى حلال

مثال
أنا تاجر موبايلات
اشتريت النهارده موبايل ب 5 آلاف جنيه – وبعته النهارده ب 6 آلاف
بكره اشتريت نفس الموبايل بنفس ال 5 آلاف – وعرضته للبيع ب 20 ألف

دخل واحد سألني بكام الموبايل ده – قلت له ب 20 ألف – قام شاريه وماشي
كده حلال ولّا حرام ؟!
كده حلال جدّا

طيّب افرض إنّه سالني ليه السعر رفع من 6 آلاف ل 20 ألف
فقلت له (أصل دا نوع جديد من الموبايلات – وفيه خصائص إضافيّة 1 2 3)
لو كان الكلام دا كدب – فدا غرر – دا اللي حرام

لكن !!
لو قلت له ( إحنا بنبيعه النهارده ب 20 ألف ) وقمت قاطم الكلام على كده فقام هوّا شاريه
يبقى حلال بردو

ولو طلع من المحلّ لقاه في المحلّ اللي جنبي ب 6 آلاف – مش من حقّه يرجع يقول لي عاوز أرجّع الموبايل
أو يرجّعهولي عادي – أنا باشتريه ب 5 آلاف – لو عاوز تبيعهولي ب 5 أنا موافق

طالما أنا اتكلّمت معاك بصدق – ما كدبتش عليك
وحضرتك قبلت السعر واشريت – وافترقنا – خلاص – يبقى البيع تمّ – وهو بيع حلال
ما فيش تحديد لهامش الربح في الإسلام

الممنوع في الإسلام هو الغرر – يعني الكدب والخداع

وفيه نوع تاني من الغرر – وهو النجش
إنّي اتّفق مع واحد صاحبي يدخل علينا وانا باتناقش مع العميل
فيقول لي ( هات لي التليفون الجديد أبو 20 ألف

فاقوم عاطيه التليفون – فيقوم عاطيني 20 ألف
فالعميل تدخل عليه اللعبة إنّ التليفون دا فعلا ب 20 ألف
فيقوم شاريه وماشي
كده نجش – ودا حرام

فتاجر الرزّ اللي كان بيكسب ألف جنيه في الطنّ ده
ورفع مكسبه ل 4 آلاف
عادي

هتقول لي بسّ دا كده ظلم للناس
ولا ظلم ولا حاجة
فيه تاجر تاني بيبيع ب 22
اشتري منّه – وخلّي الأوّلانيّ ياكل الرزّ بتاعه

هتقول لي كلّ التجّار رفعوا ل 24
أقول لك يبقى ده سعر السوق

التجّار مش هيتّفقوا على سعر مبالغ فيه
لإنّ من وسط 10 تجّار – هيطلع واحد فقط أمين – هيبيع ب 22 – هيوقّف حالهم كلّهم

السوق ميزان
يعني إيه ميزان ؟!
يعني مجرّد ما حدّ بيحطّ سعر غير منطقيّ – المنافسين هيوزنوه – فغصب عنّه هيبيع بالسعر العادل

ومش شرط يكون اللي هيبيع ب 22 ده هيعمل كده عشان هوّا محترم وأمين
ممكن يعمل كده عشان يضرب زمايله عادي

همّا كلّهم اتجمّعوا إنّهم يبيعوا ب 24
آخر اليوم ما باعوش حاجة – وأبو 22 باع أضعاف مبيعاته اليوميّة

فنرجع تاني نقول لحضرتك – السوق ميزان
التجّار حتّى لو رفعوا السعر في يوم على سبيل المبالغة – غصب عنّهم السوق هيظبطهم تاني يوم
عندك تجّار الذهب مثلا – من حوالي شهر اتّفقوا ورفعوا السعر ل 1830 جنيه مرّة واحدة
خلال أيّام كان السعر نزل غصب عنّهم

ولّا حضرتك متخيّل إنّهم نزّلوا السعر عشان مش عاوزين يبيعوا غالي – كارهين يكسبوا يعني ؟!
لا طبعا
همّا نزّلوا السعر غصب عنّهم

ليه ؟!
لإنّ السوق ميزان – وزنهم غصب عنّهم

طيّب النهارده الجرام على 1850
يبقى دا سعر عادل – رجعوا وصلوا له بالتدريج
لكن ال 1830 بتاعة شهر فات دي – كانت فرقعة في يوم وانتهت

الفرقعة آخرها يوم – أسبوع
لكن ما تقدرش تستمرّ
لإنّ السوق بطبيعته هيظبطها

إنتا رفعت ل 1830
تاني يوم وتالت ورابع يوم ما بعتش حاجة
فنزلت للسعر العادل غصب عنّك

دي اللي اسمها ميكانيزمات السوق
أو ميكانيزمات العرض والطلب

أخيرا /
هتقول لي تاجر الرزّ اللي بيقول إنّ سعر الرزّ بقى 20 ألف شراء
فأنا ببيعه على 22 عشان أحقّق نفس الهامش بتاعي
هتقول لي التاجر ده كان مخزّن رزّ من أبو 10 آلاف

حضرتك متخيّل إنّه كان مخزّن محصول السنة كلّها يعني ولّا إيه
كان مخزّن إيه يعني ؟
مخزون يكفّيه قدّ إيه ؟

هوّا بيبيع في اليوم 20 طنّ
متخيّل هيكون مخزّن كام يعني ؟
بالكتير 100 طنّ

هيكفّوه 5 أيّام
وهيرجع يشتري ب 20 ألف عادي

فليه حضرتك قالب الدنيا على مخزون 5 أيّام يعني

وافرض إنّه كسب فيهم يا سيدي
ما هو ياما بيخسر

هوّا لمّا هيخسر هييجي يقول لك انا خسرت
ما التجارة مكسب وخسارة
خسر في يوم من الأيّام 100 ألف جنيه – عادي
وكسب النهارده 100 ألف جنيه – عادي بردو – حياته هتقف عندهم يعني ؟!!
ما هو هيرجع يشتري ويبيع بالسعر الجديد
ليه متخيّل إنّ الحياة وقفت عند الكام طنّ اللي كانوا متخزّنين

للأسف الحكومة تطلع في نشرة 9 تقول لك ( تمّ ضبط تاجر كان مخزّن 100 طنّ رزّ بالسعر القديم )
يا سلام ع الهيافة يا أخي

بلد زيّ إسكندريّة مثلا – عدد سكّانها 5 مليون مواطن
يعني حوالي مليون أسرة

لو كلّ أسرة بتستهلك في اليوم نصف كيلو رزّ
يعني إسكندريّة بتستهلك في اليوم 500 طنّ رزّ

تيجي انتا عامل لي الحملة الفرنسيّة – ورايح تداهم مخزن فيه 100 طنّ رزّ
يعني يكفّوا اسكندريّة 5 ساعات إلّا 10 دقايق

بلاش خيابة وهيافة
أو بمعنى أصحّ – بلاش استخفاف بعقول الناس


كتبت مثال إن حد باع موبايل ثمنه ٦ آلاف جنيه
فباعه ب ٢٠ ألف جنيه
وقلت إن ده عادي
لإن ما فيش في الإسلام تحديد لهامش الربح
.
فواضح إن المتابعين منتبهين ما شاء الله
حيث جاء أكثر من تعليق يسأل إذا كان ذلك يعتبر من ( الغبن )

والحقيقة إني ذكرت سعر ٢٠ ألف تحديدا . عشان اهرب من موضوع الغبن
لإن معلومتي إن القانون المصري بيعرف الغبن بأربع أضعاف القيمة . أو ربعها في حالة الشراء

طيب يعني إيه غبن في البيع
الغبن في البيع هو بيع شيء بأكثر من ثمنه
أو شراؤه بأقل من ثمنه

وده يختلف عن الغرر
الغرر هو الخداع
إن الموبايل يكون يسوى ٦ آلاف
وأنا أوهمك واخدعك عشان اقنعك إنه يساوي ٢٠

لكن الغبن ما فيش فيه خداع
أنا قلت لك هوا ب ٢٠ . وسكتت
فانتا قبلت . واشتريته

هنا العلماء بيقسموا الموضوع لقسمين
غبن يسير . وده مقبول
وغبن فاحش . وده ممكن ينقض البيع

والفيصل بينهما طبعا هو مقدار الغبن
أو عدد مضاعفات الغبن

وهيا كل المشكلة في موضوع المضاعفات ده
لو حاجة تسوى ١٠٠٠ جنيه
لحد كام يكون مقبول بيعها أو شراؤها ولا يعتبر ذلك غبنا
البعض قالوا لحد ٣ أضعاف
القانون المصري قال لحد ٤ أضعاف
البعض قالوا لحد ٥ أضعاف
البعض قالوا لحد ١٠ أضعاف
والبعض قالوا لحد ٢٠ ضعف

يعني الحاجة أم ١٠٠٠ جنيه
لو قلنا حد الغبن فيها ١٠ أضعاف
يبقى عادي إن حد يبيعها ب ١٠ آلاف جنيه . ولا يعتبر ذلك غبنا
أو حد يشتريها ب ١٠٠ جنيه . ولا يعتبر ذلك غبنا

والموضوع في النهاية متروك للعرف

طبعا كل ده بشرط عدم وجود الغرر أو الخداع

يستثني من ذلك غبن اليتيم
والغبن في المال العام

كما يستثني غبن الركبان
يعني واحد جاي من الصحراء . لسه ما دخلش السوق . فما يعرفش الأسعار
فقمت انتا مقابله على أول البلد . وبايع له حاجة غالية جدا
فدا كان من حقه يدخل السوق الأول . ويعرف الأسعار . وبعدين بيع له زي ما انتا عاوز

بخلاف ذلك . فلا يوجد حد لتحديد هامش ربح البيع في الإسلام

وبالمناسبة
لو لقيت حد بيبيع لحد حاجة أغلى من سعرها
فمن واجبك إنك تصمت ولا تتدخل
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( دعوا الناس يرزق الله بعضهم من بعض )
لكن . لو المشتري سألك . هنا واجبك تبين له الحق

ويستثني في ذلك الغبن أيضا
يعني لو لقيت حد بيبيع لحد حاجة بضعف سعرها مثلا . سيبه . دا رزقه
لكن . لو لقيته بيبيعها له بعشر أضعاف سعرها . واستشعرت الغبن . هنا واجبك تتدخل

المصدر ١

المصدر ٢