التصنيفات
مقالات الضيوف

سنوات فارقة في الحياة

ولا تعود الحياة بعدها كما كانت قبلها، حتى لو عادت الظروف لطبيعتها

بعض السنوات -كعام 2020- تكون فارقة في الحياة، ولا تعود الحياة بعدها كما كانت قبلها، حتى لو عادت الظروف لطبيعتها، فأشياء في نفوسنا ذهبت وأناس من حياتنا رحلوا، ومخاوف جديدة قُتلت وأخرى أتت.ليست المشكلة في التغيير الذي حدث، بل المشكلة أن نقاومه ونرفضه. أن نحاول أن تظل الحياة كما هي، فنكون كمن ينكر الواقع ويتمسك بالأمس الذي ذهب لغير رجعة.مما تعلمته إذا اشتدت الظروف أن أغوص في داخلي، أبحث عن قيمي وعاداتي التي تجعلني متزنا، وأكتشف أكثر هواياتي وأبواب ترويح نفسي، وأنشغل بمهامي التي تشغلني عن الفراغ، ولا أنكر الألم أو التغير ولكني أدعه يمر بلا تركيز زائد معه حتى تعتاده النفس.فمحاولة التعمق في كل شعور والتركيز مع كل حدث والانتباه لكل إنسان تستنزف القلب والنفس، ولن نسع الناس بقلوبنا، فلنسع أنفسنا أولًا ثم نجود بالفضل.تعلمت أن أركز في دائرة تأثيري التي أنفع فيها ولا أركز في كل ما يبدو هاما إن لم يكن لي تأثير فيه، فلن أصلح الكون ولست مسؤولا عن مآسي البشر في كل البقاع.فالحقيقية أننا مقهورون تحت الزمان والمكان، والدهر يتقلب ولا يد لنا فيه، فإما أن نسلّم نفوسنا لمدبّر الأمر، وإما أن تهلك نفوسنا بالقلق ولن نغير الأمر.

المصدر