التصنيفات
مقالات الضيوف

جمال الأرقام

في لحظات زي دي بتفضح جهل وتطرف جزء كبير من جمهور اللعبة

جمال الأرقام أنها أحيانًا، فقط أحيانًا، وبمجرد ذكرها، تستبعد الاحتمالات والتحليلات المتطرفة، جمالها إنها أحيانًا بترسم خط واضح صريح بين ما هو معقول وقابل للنقاش والأخذ والرد، وبين نوبات الغضب الطفولية اللي بتنتاب المشجعين، وبتخليهم يقولوا كلام ما فكروش فيه دقيقة.

على سبيل المثال، لويس سواريز لم يسجل أقل من 20 هدف في أي موسم مع برشلونة، وفي ذات الوقت، لم يصنع أقل من 10 أهداف في أي موسم برضه، بمعنى إنه في أسوأ مواسمه على الإطلاق، لما كانت الناس بتتعامل معاه على أنه أضحوكة ومادة للسخرية، وبتوصفه بأوصاف زي العاهة، الراجل كان بيشارك في 30 هدف على الأقل طول الموسم.

طبعًا الـ 30 هدف دول غير كافيين لاعتباره يستحق الثناء، ربما بعضهم أهداف تافهة بلا قيمة نُقطية، ربما بعضهم في فرق متواضعة، ربما خذل الجمهور في مباريات كبيرة أو فرص كبيرة، كل دي انتقادات مشروعة ومفهومة ومبررة في كتير من الأحيان، لكن عاهة؟ أضحوكة؟

الجميل في الرقم إنه يقدر ينفي ده بسهولة بمجرد ذكره، مش محتاج تعرف السياق، مش محتاج حتى تكون بتتفرج، لاعب في أسوأ مواسمه على الإطلاق بيشارك في 30 هدف في الموسم ممكن يتوصف بإنه “مش بيسجل كفاية مثلًا”، أو إن “برشلونة يستحق مهاجم أفضل”، أو “إنه ما بقاش عنده قد اللي راح”، لكن إنك توصفه الأوصاف اللي بيستسهل جمهور الكورة يطلقها على اللعيبة الكبار في مواسمهم السيئة أو في نهاية مسيرتهم، أو حتى على لعيبة الكورة عمومًا، فإنت فعلًا مش محتاج أكتر من الرقم عشان تنفيها.

في الواقع، جمال الأرقام إنها في لحظات زي دي بتفضح جهل وتطرف جزء كبير من جمهور اللعبة، وبتبين سعيه الدائم للفت الانتباه عن طريق إطلاق أكتر الأحكام مغالاة ومبالغة، حتى لو كانت على لعيبة فريقه.

المصدر