التصنيفات
المدونة

المدخل لفهم سيكولوجية الانسان الـ abuser

ميش اي قوة علي الارض تقدر ترمم الانسان المكسور غير شعوره الحقيقي بذاته و كرامته !!

سنة 2005 كتب المفكر اللبناني ” مصطفي حجازي ” كتاب مهم جدا اسمه ( التخلف الاجتماعي: مدخل إلى سيكولوجية الإنسان المقهور ) ، و اللي كان بيتكلم بشكل عام ازاي شخصية الانسان المتداس عليه بتتكون في المجتمعات المتخلفة المقهورة اللي زي عندنا كدة .. فالانسان المتداس عليه بيتم صناعته من و هو صغير بداية بالاهل و المدرسة و التعاليم المجتمعية الفاسدة نهاية بالوظيفة اللي بيشتغلها غصب عنه و اعباء الحياة و الإدارة السياسية الظالمة .. فهو نتيجة حتميه لسلسلة كبيرة من الذل المعنوي المقنن باسم العرف و المجتمع .. و من فقرات الكتاب المهمة اوي اوي اوي الفقرة ديه : ((الحب التملكي .. و هو ان الأب يمتلك الأم والأولاد، يحميهم ويؤمن حاجاتهم، ولكنه يقرر مصيرهم وتوجاتهم الحياتيه. والأم تحب أبناءها وترعاهم بشكل تملكي. فهي تتفانى في خدمتهم والسهر عليهم، تقدم نفسها وعطاءها لهم دون تحفظ، شريطة أن تحتفظ بسيطرة خفيه عليهم، سيطرة الحب. إنها تقيدهم بواجب الوفاء وعرفان الجميل لذلك الكائن الذي نذر نفسه وبذلها من أجلهم. . فمن خصائص الحب التملكي التساهل في كل شيء ماعدا الرغبة في الاستقلال والتوجه نحو التفرد ))فبداية فهم سيكولوجية الانسان القاهر الظالم الـ abuser هي النقطة ديه .. الرعب من الاستقلالية و التفرد !! .. هو خوفه الأعظم يشوف شخصيات قادرة تعبر عن رفضها او رغبتها الحقيقية ! ده في زلزال لخرافة سيطرته المطلقة ! .. فهو كائن غير سوي بيتغذي علي انصياع الاخر و تحكمه فيه ، بيحس بضئالة قيمته لو حد قال له “لأ” او اعترض علي وجوده !! .. فكتير بنسمع ان واحدة دخلت علاقة مع واحد هو فعلا بيحبها و بيحرص علي انها تبقي مبسوطة بس بالرغم من كدة هو كائن abuser !!! فالقهر مش عكس الحب إنما ممكن ساعات الحب نفسه بيوصل للقهر ، عشان ببساطة حب تملكي .. حب مشوه ! انا باحبك عشان بس انت بتاعي ، عاوز تبقي بتاع نفسك و حر قرارك يبقي انت كدة غبي من فاهم النعمة اللي بين ايدك ! تستحق العقاب و الإهانة !! فلما نلاقي ناس بتبرر حاجة زي ضرب الزوجة او ضرب الابن او ضرب اي حد بحجة التقويم و التربية او حتي ضرب المواطن و تعذيبه عشان مصلحة الوطن العليا !! .. فببساطة الناس ديه عندها خلل فظيع في مفاهيم جوهرية زي كيان الفرد و استقلاليته !! فهما مش فارق معاهم يكون الانسان مهزق او بدون شخصية مادام هما في وجهة نظرهم خايفين عليه و بيأمنوا له احتياجاته الاساسية من اكل و لبس !!! و ديه كارثة !! فاي افكار تشجع علي اذي الانسان سواء نفسيا او جسديا ديه افكار ظالمة ! بتيم ترويجها من افراد عندهم مشاكل حقيقة مع عزة النفس و الكرامة !! .. افكار مينفعش يتم تمريرها باي وسيلة او حتي محاولة تلميعها مجتمعيا او دينيا ! فالافكار ديه قادرة تخلق جيوش من المشوهين داعمي سحق الضعيف و قتل المختلف ! قادرة تولد عقد نقص و سلوكيات نرجسية في نفوس الافراد لتمجيد مظاهر القهر و التغني بامجاد الديكتاتوريه !! … فميش اي قوة علي الارض تقدر ترمم الانسان المكسور غير شعوره الحقيقي بذاته و كرامته !!

المصدر