التصنيفات
مقالات الضيوف

المحتوى مابيطلعش لوحده شيطاني.

المحتوى مابيطلعش لوحده كده، شيطاني. الخرا اللي موجود عالانترنت ده واللي لسة هايطلع شيء طبيعي جداً. ليه؟ ناخدها واحدة واحدة.
– احنا دولة فقيرة، لما سعر الضغطة على إعلان على الانترنت بتتراوح بين 0.0002 و 0.011 دولار، فصانع المحتوى لما يفرد عضلاته ويقول انا عديت المليون مشاهدة مش هياخد اكتر من 100 دولار. وده اللي مخلي مافيش ولا صانع محتوى قادر يبني بيزنس مستقل على قناة في يوتيوب، ولا على فيسبوك لما الموضوع يتفتح للكل. وبالتالي، صانع المحتوى قدامه حل من اتنين: إما إنه يجري ورا الشركات يشوف يحبّوا يؤمروا بإيه؟ ورؤيتهم عاملة ازاي لشكل البراند والشركة/الوكالة يركبوه عشان يطلع حاجة محدودة الفكر والخيال في مقابل مادي محترم. أو إنه يشوف له شغلانة حقيقية تغطي تكاليف المحتوى اللي هو عاوز يعمله. وفي ظروف العمل الوحشية اللي البلد غرقانة فيها ماحدش هايقدر يشتغل أكتر من ٤ ساعات في الاسبوع على محتوى من غير ما يتجنن، أو ببساطة يتم استنزافه.
– بصّوا على المشهد الثقافي، والفنّي، والسياسي، والاجتماعي في البلد عامل ازاي وقولولي ده يطلع منّه محتوى عليه القيمة بأمارة إيه؟ فرسان الانترنت كلهم بلا استثناء ماعندهمش لا طاقة ولا رغبة إنهم يتكلموا في أي موضوع فيه شبهة جدّية. ولا حتى بنبرة سخرية لأن مصالحهم الشخصية (المشروحة في النقطة السابقة) تتعارض كليّة مع مجرد احتمالية غضب بعض الناس. ده غير طبعاً البيئة القمعية اللي احنا عايشينها وبقت واضحة للأعمى وحالة الهزيمة العامة اللي عند جيلنا. ده غير إن كله فاهم إنه عرضة للملاحقة الأمنية، التضييق المهني، الحبس أو التعذيب لو زعل الشخص الغلط في الوقت الغلط.
– وبالتالي المجال حالياً مفتوح بس لأي نوع من أنواع المحتوى اللي بيلهي عن أي شيء له معنى، الناس عايزة ده، وصناع المحتوى مايقدروش يعملوا غير ده. محتوى ساذج سطحي بيحاول يرضي كل الناس، وفي كثير من الأحيان متفصّل على مقاس براند طمعاً في عقد شراكة أو رعاية.
– ده غير طبعاً الـDigital PRR اللي هبل الناس، والشركات بتستغل احتياج الشباب لجرعات زيادة من الفلوس والشهرة الافتراضية والمكانة الوهمية اللي هما واخدينها. وبتوقف الموهوبين منهم على الاستمرار في الإبداع، لأنهم بيحسسوهم إنهم خلاص، نجحوا، وصلوا للقمة، ومابيعملوش في حياتهم غير إنهم بيتكرموا بألقاب وهدايا. فالموضوع بيقلب بخوف على السقوط من القمة، بيقلب إدمان، فالشباب بيحتاج أكتر، والشركات عاوزة كليكس أكتر بتمن أقل، فاللعبة متوازنة هنا وكله مستفيد.
– ماحدش هايدفع فلوس مش هاترجعله لو اتنططوا وقلبتوا قرود. ماحدش هايستثمر في محتوى (سواء أونلاين أو تليفزيون) عشان قلبه طيب ومثقف وخايف على وعي الناس وذوقهم. مافيش. وماحدش عارف يكتب وينفذ محتوى نضيف وبجودة عالية في الجو المرعب اللي احنا عايشينه إلا قلائل.
فاحنا، ما إن تغيّرت العوامل المؤسسة للوضع الحالي، هانفضل نشتكي من الخرا. واللي بيعمل الخرا هايفضل عارف الملّيم جاي منين وهايتنطط بيه علينا، وفي الآخر هو بقى ناجح وانت بقيت فاشل وفيه ملايين بتسقف وتضحك عالخرا ده ومصدقة انه فعلاً بيجرب المنتجات اللي بتمطر على باب بيته وبتحس بالنقص وتشتري. وهايفضل الباب مقفول قدام صحاب الأفكار اللي بجد والمواهب المحبوسة في المكاتب وفي أشغالها المرهقة وفي بيوتها من الاكتئاب عشان، ببساطة، مالهمش مكان في السوق اليومين دول.
تحديث: للأصدقاء اللي كانوا بيناقشوا شراكات فيسبوك الجديدة. مشكلة الشراكات دي إنها بتستثمر في الظاهرة دي من المحتوى. ثبّت الدخل بشكل أو بآخر للناس اللي باينة على الساحة من بدري، فعايز يشوف هايقدر يكسب منهم مبيعات إعلانات قد إيه، وده مش مخلي الشراكة محل منافسة، مخليها باختيار حصري للّي بيعرف يكسب من فيديوهاته.

https://www.facebook.com/Fo2ElSotoo7/posts/10154390237553045