التصنيفات
مقالات الضيوف

اللي بيحصل في الcouples اللي في سني

أنا مش أخصائية اجتماعية ولا أدعي، بس تروما أخيرة خلتني اتنح وافكر في اللي بيحصل في الcouples اللي في سني – مواليد أواخر الثمانينات وأوائل التسعينات. لو بصينا للذكور المتاعيس، حنلاقي أغلبهم اتربوا على قيم تتمثل في انهم عليهم كل مسئولية الإعالة ومتطلبات الجواز من شقة وشبكة، إلخ… خليني أكرر ان دا اللي “اتربوا” عليه، يعني طلعوا متفرمتين عليه. فبعد ما افتراضيا كبروا وحبوا إنسانة من غير ما يختاروا، لقوا انهم حيدخلوا نفسهم في الحسبة اللي تحت (انظر تحت خالص بعد ما تخلص قراية).

طبعا كل واحد فيهم قلب السيناريو دا في دماغه عدد لا يحصى من المرات. فالمحظوظ منهم بيكون قبل ما ينطس ويحب واحدة، قرر انه مش حيدخل نفسه في الترهات والضغوطات الفارغة دي، وحياخد قرار واعي، انه مش حيسيب لنفسه فرصة انه يحب أي واحدة، ويحرم نفسه بشكل واعي من حقه الطبيعي الشرعي في التزاوج.

أما الهالكين منهم هما اللي يا عيني حبوا واحدة وهي حبتهم. فبعد ما الفراشات تطير من بطنهم والقلوب تقع من حواليهم، بيفاجأوا بواقع الحسبة اللي تحت خالص (انظر بعد ما تخلص قراية). بصيت لنفسي وحواليا، لاقيت ان كثييييير من الولاد اللي “أنا أعرفهم” في سننا اللي أهاليهم ما جابولهمش شقة فجأة ساب البنت اللي بيحبها. لما فكرت لاقيت انها حاجة منطقية جدًا! دا عسكري مهزوم من قبل ما ينزل الميدان. طيرانه كله اتضرب في المطار. حيعمل إيه وهو لسة “صغير” قدام كل المطلوبات منه دي وهي مقوماتها عنده صفر؟! معقولة حيعذب البنت اللي بيحبها كل دا جنبه؟! دا هو الراجل اللي مطلوب منه يعمل كل حاجة. دا اللي فهموهوله. فبقى كل ما يبص في وش البنت تختلط عليه المشاعر بين الذنب للبهدلة اللي حيبهدلهالها معاه، والنقم ان هي اللي عاملة فيه كل دا، ولولاش انه حبها ما كانش زمانه مطالب بكل الكلام الفارغ دا! وطبعا جزء من الفرمتة انه راجل، فهو بالتالي مفروض متحكم تماما في مشاعره، مافيش أي إحساس بيسيطر على أفعاله. فاتعلم يتجاهل المشاعر ما يحللهاش، فبالتالي ما بيعبرش عنها لأنه مش بيميزها أصلا. فيفضل في ضغط وكبت، ساكت ما بيتكلمش عن حاجة. ولما هي يا عيني تسأله مالك، يستحضر خليط المشاعر المذكور أعلاه، وفي الآخر تصبح هي كمان من عوامل الضغط عليه وعلى أعصابه وعلى قولونه وعلى مزاجه العام وكيانه الموجود. نظام اللي هو وكمان بتقوليلي صباح الخير؟! فطبعا لازم يسيبها، ويسبها، بل ويلعن اليوم اللي شافها فيه! لأنه مهما اشتغل ومهما تعب واتفشخ، عمره أبدا ما حيكون كفاية!

على الجانب الآخر، فيه بنات. والبنات المرتبطات ممكن ننتقي منهم العاقلات بس ونتكلم عنهن. ودي إما تكون سعيدة الحظ، وجوزها أهله جابوله الشقة، أو هو أصلا من جيل أكبر وحوش تحويشته زمان وخلصت. أما التعيسات اللي حبوا واحد تعيس شقي، فبيفضلوا جنب تعسائهن، بيحاولوا يساندوهم معنويا وماديا. إنما التعساء سالفين الذكر، اكمنهم إحساسهم بالمسئولية عالي جدا، جزء منهم بيبقى نابذ المساعدة دي، حتى لو بيبقى قابلها ظاهريا. أو بيعتبرها نوع من الإحسان، مش المشاركة. ويبقى إحساس المسئولية دا مفرهده ومفرتكه، لدرجة انه مش قادر يبص في وشها بنفس، لأنه مكسوف من قلة حيلته قدامها، في حين انها مش طالبة منه حاجة أصلًا. إنما مراحل المشاركة والاعتماد على الآخر دي حاجات ما تحلمش بيها أساسًا. وهي تبقى قاعدة تقنعه انها مستعدة بكل أيمانها تساعده لأنها كدا بتساعد نفسها كمان، وانها سعادتها مش بتتلخص في شوية الحاجات اللي حيشتروها، وان الحاجات دي هما مضطرين يشتروها علشان يبقوا مع بعض، فمسموحلهم يenjoy each other’s company meanwhile. لأن كل سعادتها فعلا في إنهم يقعدوا مع بعض على الرصيف بس. وهو طبعا الكلام بالنسبة له منطقي، إنما هو مش مقتنع بيه، غصب عنه. ما هو اتربى على كدا! فالبنت باستمرار حاسة انه بيقفل منها، وإن بيتم إقصاءها من حاجة هي بالضرورة والأصل شريكة أساسية فيها. ومش فاهمة ليه!

فمن الآخر، الولاد اللي في جيلنا اللي أهلهم مش أغنياء يا إما بيقرروا ما يتجوزوش أصلا (ودي حاجة تعيسة جدا)، يا إما بيرتبطوا ويفركشوا (ودي حاجة حزينة جدا)، يا إما ما عندهمش أي إحساس بالمسئولية وماشيين هبلولي (ودي حاجة تعيسة جدا)، يا إما بيتغلبوا على عقدهم (ودي حاجة سعيدة جدا أنا لسة ما قابلتهاش). والبنات اللي في جيلنا يا إما بيتجوزوا واحد غني ما عندوش العقد المتأصلة دي، يا إما بيتسابوا فجأة وهما مش فاهمين ليه (ودي حاجة تعيسة جدا). يا إما يحصل السيناريو المريض اللي في خيالي دا:
اتجوزوا وخلفوا، بعد ما بقى عنده 35 – 40 سنة قضاهم في حاجات أساسية مش رفاهيات. وهو المصاريف بتزيد عليه، وإحساسه بالتقصير والذنب بيزيد عليه، فبيقعد في البيت مدد قصيرة جدا، وبيشتغل طول الوقت مش بس علشان يعمل فلوس؛ كمان علشان يهرب من أحاسيس الجَلد وتثبيط النفس. شكل مراته وولاده بيحسسه بالإهمال والتقصير! فبيسافر كثير جدا –لوحده طبعا- والمدد القصيرة اللي بيقضيها في البيت بيجبر نفسه انه يعوض الوقت اللي قضاه بعيد عنهم، فبيحاول ي”سوشالايز” (يتخانق) و”يتناقش” (يزعق) على قد ما يقدر. وتبقى معاملته ليهم كلها رعب غير مبرر. إلا أنه –آكتشولي- بدافع حبه ليهم وإحساسه الدائم بالذنب تجاههم انه مش قادر يعمللهم كل حاجة في الدنيا، اللي هي في الحقيقة حاجات أساسية جدا ومش رفاهيات. وفي الآخر ولاده حيكبروا بعد ما يكون هو مات، ودي حاجة حزينة جدًا.

———————————————————————————————–
الحسبة:
طبعا لازم الأول يخلصوا الكلية وبعدين يدخلوا الجيش، ودا بياخد على الأقل جدا 5 سنين من عمرهم. يعني بس علشان يبدأوا يعتبروا نفسهم مستقلين عن عائلتهم – ولسة ما ارتبطناش بحد- يكون عمرهم 23 سنة. ثلاثة وعشرين سنة. يكون الواحد منهم ولد سئ الحظ جدًا و مجتهد مثلا، طلع مهندس فقعد 5 سنين في الكلية و3 في الجيش. خلص وهو عنده كام؟ ستة وعشرين سنة. والمطلوب من هذا التعيس إيه؟ خلونا نتفق مبدئيًا ان مساعدة الأهالي دي تعتبر نوع من الbonus، أو الرفاهية اللي موجودة عند عدد قليل جدا من الناس، على الأقل في دوائر معرفتي. فهذا المهندس الشطور، بعدما قطع نفسه مذاكرة وطلع بقدوة حسنة، أول مرتب حياخده حيكون في حدود ال2000 جنيه. وحيفضل في هذا الrange لمدة 2-3 سنين على الأقل. يعني يا دوبك علشان يغطي مصاريفه الشخصية اليومية، ويحوش، حيبقى عنده كام؟ مشيها 28 سنة. متوسط مقدم شقة طبيعية جدا دلوقتي لا يقل عن 100،000 جنيه. يعني لو افترضنا انه بقى مقطع الدنيا وبياخد 5000 جنيه في الشهر، حيقعد لا ياكل ولا يركب مواصلات ويحوش كل مرتبه علشان يدفع المقدم بعد سنتين تقريبا. كدا عنده ثلاثين سنة، وإنجازاته الشخصية تتلخص في: مقدم شقة. لسة الشقة حتتشطب وتتفرش حيجيب شبكة ومهر، وحيكمل دفع اقساط الشقة، والعربية دي رفاهية أصلا أكيد مش حنفكر فيها دلوقتي. فبالتالي مش حينفع نسكن في أي حاجة من إسكان الشباب لأنه عايز على الأقل عربية للزوج وعربية للزوجة، فلازم ندور على شقة affordable وقريبة من وسط المدينة، يعني الكومبو المستحيل. خلينا يا جماعة نعيد التنويه ان بعيدا عن الواقع، دا اللي هما اتفرمتوا على انهم مسئولين عنه، يعني هما فاهمين ان دا مطلوب منهم وتفكيرهم خلاص شكله كدا.

 https://www.facebook.com/mona.s.sabbahy/posts/10158166540515504