التصنيفات
مقالات الضيوف

الشكوى للجميع أمام الجميع

تصرّف لا يعود عليك إلا بالمزيد من المشاكل والاستخفاف وقلة القيمة

الشكوى للناس، فعل الشكوى نفسه، أشبه بكشف العورة.
وكشف العورة لا يكون الا لطبيب قادر ألا يلتفت للعورة نفسها ويعمل على علاج ما وراءها.
أو شخص قريب قادر ألا يلتفت للعورة نفسها ومهتم انه يخفف من آثار الالم الذي تشكوه.

أما الشكوى للجميع، أمام الجميع، بلا تمييز.
فهي مع كونها شيء مريح لصاحبها ، انه بيخرّج طاقة مدفونة بداخله، الا انه في حقيقة الأمر اشبه بشخص يكشف عورته في الشارع، بلا تمييز، ويتوقع شيء ما من الناس.
فلا يجد منهم سوى شفقة، او تقزز او سخرية، أو مزايدة، أو شماتة دفينة او الحمدلله الذي عافانا ، أو ما كلنا بنعاني وساكتين أو صياحك طرب.

الشكوى تكون للي خلقك علطول، بالتوازي مع التحامُل لبناء منهج شخصي يساعدك على التجاوز.
فإن كنت لا بد فاعلاً، فعلى الاقل تخيّر الاشخاص الصحيحين الذي تشكو لهم إن وُجدوا، وفي الاوقات والظروف الصحيحة.

لكن فكرة ان كل ما يزداد عليك الضغط، تزداد شكواك للمحيطين بك بلا تمييز، تعرفهم او لا تعرفهم، هو تصرّف لا يعود عليك إلا بالمزيد من المشاكل والاستخفاف وقلة القيمة واخذ انطباعات سلبية دائمة،
سواءً اتحل ما تشكو منه او استمر.

المصدر