التصنيفات
افيون الشعوب

الحياة أعقد من أن توضع في معادلات نهائية واضحة محسومة

فيبقى الإنسان في حيرة في كل حدث يلم به ، ماذا من هذه القوانين هو الذي يعمل الآن


الحياة أعقد من أن توضع في معادلات نهائية واضحة محسومة ! 
فنزول البلاء بالعبد – مثلا – قد يكون للثواب وقد يكون لتكفير الذنب ، قد يكون للتعرف على الله ابتداء وقد يكون للتنبيه من الغفلة وقد يكون للاختبار والفتنة ، وقد يكون لدفع بلاء أعظم… ومن طلب الدليل على كل معنى من هذا وجده.
فيبقى الإنسان في حيرة في كل حدث يلم به ، ماذا من هذه القوانين هو الذي يعمل الآن ..هل يعمل واحد أم أكثر ، أم أن كل هذه السنن الإلهية تعمل في نفس اللحظة … عادة لن تعرف.
فسنن الله في كونه وُضعت لتطلبها وتعمل بها لا لتحكم بها !!
وبالمثال يتضح الكلام : 
فكما في عالمنا : إن أردت ترقيق قلب شخص – مثلا – فإنك تهدي إليه هدية وتبتسم في وجهه وتساعده .
ولكن إن ابتسم لك : هل يعني هذا أن قلبه رق ولان لك؟!
كلا ، فقد يكون ابتسامه مجاملة لك ، وقد يكون فرحا باهتمامك ثم ينسى الأمر برمته ، وقد يكون عن حب صادق ، والعكس صحيح : فعدم تبسمه قد يكون لألم أو لانشغاله بأمر آخر أو لأن هديتك ذكرته بعزيز فقده أوغير ذلك .. في كثير من الأحيان يكون الجزم بدلالة أمر ما على نتيجة ما غرور زائد.
ولكن هذا لن يجعلك تطلب سعادة صاحبك إلا بما تعلمه من أسباب السعادة التي ذكرناها ، ولكن كلامنا في الحكم لا في الطلب .
هذا ما أردت التمثيل به .. فعند نزول البلاء نطلب رفعه بمقتضى ما أعلمنا الله من أسباب ، فنستغفر للذنب ، ونلجأ لله تعالى ، ونطلب أسباب الدنيا لرفعه ، ونتعرف على الله في المحنة ونبحث عن خفي لطفه … هذا هو الطلب الذي نملكه على وفق ما أعلمنا من سننه في كونه.
ولكن لا نجزم ولا نحكم بما أراد بنا – إلا الخير إجمالا – وهذا معنى أن سنن الله تعالى في كونه تُطلب ليُعمل بها.. لا لنحكم بها.
نعم ، قد يحصل الفهم ويقع التفهيم ، وينير الله بصيرة العبد فينكشف له الستر عن الحكمة التي طواها الله عن خلقه، ولكن لا يتم هذا إلا بعد سكون تحت الأقدار، وتسليم لإرادة العزيز القهار.

https://www.facebook.com/Alaa.m.abdelhameed/posts/1460003334025595