التصنيفات
افيون الشعوب

احسن طريقة متحضرة لبناء الحمامات حسب مذهبكم

حتفضلوا شغالين بنظام التجربة والخطأ في الامور الصغيرة قبل الكبيرة،
من حقوق الانسان الى دخول الحمام

خلال 13 سنة تقريبا من حياتي في المانيا متناقشتش عن الاسلام مع المان غير مسلمين الا مرتين تلاتة ولا حاجة ..
ودي بصراحة ميزة كبيرة فيهم
انه معظمهم في حالهم وميحبوش يدخلوا في نقاشات مبدئية مع ناس غرب لانهم بيلاقوها مضيعة للوقت
وخاصة انهم معندهمش اهتمام باقناع اي حد باي حاجة (وانا بصراحة واخد منهم الصفة دي برضه بشكل او باخر) ..

في احدى المرات اللي حصل فيها النقاش ده فعلا كان مع زميل لي اشتراكي متعود يناقش ويقنع كل اللي حواليه باقكاره المختلفة والمحسوبة على الليبرالية ..حب الزميل ده يعرف الفرق بين الاسلام وبقية المباديء وخاصة الوضعية اللي الناس مقتنعة بيها عندهم

فأنا قلتله حبينلك الفرق بمثال واحد بس :
احسن طريقة متحضرة لبناء الحمامات حسب مذهبكم الاشتراكي الليبرالي ايه ؟
فالراجل استغرب جدا من السؤال ده ..
انا قلتله معلش اصل الناس – وانا منهم – بيقضوا جزء مهم من يومهم في الحمام
فالطريقة المثلى لبناء الحمامات مهمة لي ومهمة لاي دولة اقتصاديا برضه ..
يعني : هل نعمل في الحمامات قواطع ؟
ولا نسيبها مفتوحة على بعض زي في الجيش او في روسيا الشيوعية مثلا ؟
هل نفصل بين الستات والرجالة ؟ لانه فيه ناس مبتفصلش ..
هل ندخل في الحمامات مية ولا مندخلش؟؟
وقلتله – بخباثة – مخبيش عليك : استقراري في المانيا ممكن يتوقف على عدم وجود مية في الحمامات عندكم ..
هل في مذهبكم الاشتراكي قاعدة لبنى الحمامات مستنبطة من اصول انسانية عامة ومتوافقة مع ايديدولوجيتكم ونظرتكم للدنيا ؟قال لي : لا طبعا ..قلتله اهو احنا عندنا بقى ..
النبي محمد عليه الصلاة والسلام اللي كان مشغول بارساء دعائم دين جديد ..
يعني مش بس ايديولوجية او فلسفة وانما نظرة كاملة جديدة للكون والحياة ونظام علمي وادبي واجتماعي واقتصادي وسياسي وعسكري جديد .. وكان بيحارب في كل الجبهات وكل لحظة من حياته مشغولة ..
كان عنده وقت انه يقلنا ندخل الحمامات ازاي باحسن واكتر طريقة نفعا لنا وللبيئة ..
واقربها للطبيعة وبالتالي للي ربنا امرنا بيه وبيحب يشوفنا بنعمله ..
اما انتو فمعندكوش الا الكلام الرنان الكبير : “الحرية” .. “المساواة” .. “العدالة” ..
اللي حتفضل شعارات فاضية وخالية من المضمون مادامت مش عارفة تنزل الى التفاصيل اليومية لحياة البشر وتقرر فيها الصح من الغلط والاقرب للمضمون من الابعد ..
زي ما بيقول الشاعر ايريش كيستنر بالضبط :
dort reift die freiheit nicht, dort bleibt sie gruen”
هناك لا تنضج الحرية وتظل دائما خضراء”

حتفضلوا شغالين بنظام التجربة والخطأ في الامور الصغيرة قبل الكبيرة …
من حقوق الانسان الى دخول الحمام ..
بينما احنا عندنا لكل التفاصيل دي رؤية وحل ..
فده هو الفرق ..
الراجل قام يجري وهو بيضحك وقالهم لزمايلنا اللي كانوا داخلين علينا :
الراجل ده هو الوحيد اللي مش باخد منه حق ولا باطل ولا بعرف اكل معاه عيش ..
خدوه من هنا قبل ما يغيرلي عقلي …
انا – لما لقيته مسكين كده – مرضتش اقوله على الحتة القاتلة اللي هي اهم ما في الموضوع كله :
انكم بعد ما تجربوا وتغلطوا خمسين مرة ..وبعد ما تمر مئات السنين من الطاقة المهدرة (مرت منها لغاية دلوقت 1400 وشوية) حتشكتفوا انكم كان لازم فعلا تدخلوا المية في الحمامات اذا حبيتم تحافظوا على النظافة الظاهرة والباطنة …
زي ما بيقول الاسلام عندنا بالضبط ..

المصدر

فكرتني بواحد متذاكي دخل عليا بايقونة انتوا لسه بتتخنقوا علي اقول ايه و انا داخل الحمام و اخش بانه رجل اليمين و لا الشمال .. فكان ردي : لا دي حاجات محسومة انت و اللي بتروج لافكارهم اللي عندكوا خناقة الراجل اللي مش راجل و الست اللي مش ست يخشوا انهي حمام