التصنيفات
مقالات الضيوف

All Types of Gender

**مشهد 1**
“ايفيت كورميي” Yvette Cormier الأمريكية من ولاية ميتشجان لما دخلت حمامات السيدات في جيم “بلانيت فيتنس” Planet Fitness اللي جنب بيتها في مارس 2015؛ لم تكن تتخيل إنها هتتصدر عناوين الصحف في اليوم اللي بعديه، فبعد تمرينة حلوة في الجيم؛ دخلت تاخد الشاور بتاعها، فوجئت براجل في وشها واقف عريان في قلب حمام السيدات، صرخت وطلعت تجري على الريسبشن بتاع الجيم اللي عنده 1000 فرع و6 مليون عضو في أمريكا والمشهور بقضية إلغاء عضوية امرأة في 2011 بسبب إنها مصرة تتمرن بالحجاب، ظنت “إيفيت” إن موظف الريسبشن هيحل المشكلة ويوقف التهريج بتاع إن راجل يدخل حمام السيدات، بس المفاجأة إن الموظف نهرها وقالها إنتي كده بتخالفي لوائح “التسامح والتقبل” No Critics في الجيم لأن ده مش راجل، ده “متحول جنسياً” Transgender woman، وهوا من بره راجل بس من جوه ست، وبالتالي من حقه يدخل حمام السيدات كأي امرأة طبيعية.
بس “إيفيت” أصرت على موقفها وكملت في الخناقة لغاية لما اتفاجئت بردوا تاني يوم إن عضويتها اتلغت تماماً من الجيم المشهور ومش من حقها تدخله تاني، فرفعت قضية في المحكمة و بردو خسرتها.
————————————————————————————

**مشهد 2**
بعد لما “ترامب” مسك حكم أمريكا بأقل من شهر ألغى توجيه رئاسي كان “أوباما” أصدره في مايو 2016 بيطلب من كل المدارس عدم منع الطلبة المتحولين جنسياً Transgenders من إنهم يستخدموا الحمام اللي على مزاجهم مهما كانت بنيتهم البيولوجية من بره عاملة إزاي، وربط “أوباما” التوجيه الرئاسي ده بالحرمان من الدعم المالي الحكومي للمدارس دي في حالة المخالفة، وده طبعاً عمل مشكلة في الرأي العام الأمريكي واللي أصلاً كان منقسم ما بين مؤيد ومعارض لتوجيه أوباما وبعض الولايات بالفعل كانت رافضة تطبيق التوجيه ده، والقانون الأمريكي بشكل عام بيجبر الشركات إنها تخصص حمام “عام” لإستخدام شخص واحد مفيش عليه علامة “حمام رجال” أو “حمام سيدات” جوه الشركة ويكون لإستخدام “المتحولين جنسياً” بشكل خاص
————————————————————————————

**مشهد 3**
فبراير 2014 فيسبوك “أخيراً” يقرر فتح مجال إختيار “الجندر” Gender لكل الناس بعدما كان مقصوراً على الإختيار بين “ذكر” Male و “أنثى” Female و”أخرى” Others، من التاريخ ده تقدر تختار بين حوالي 50 “تصنيف جندر” بما يتناسب مع “هويتك الجندرية” Gender Identity، بل وانجلترا طلبت أن يتم اضافة حوالي 22 “تصنيف جندر” للخمسين بتوع العالم كله علشان هيا عندها بعض التسميات المختلفة لبعض “الجندرز” Genders ليصبح فيسبوك “انجلترا” فيه 72 إختيار للجندر، يعني الواحد مننا لما ييجي يفتح أكاونت على الفيسبوك يلاقي “رجل”، “امرأة” وسبعين اختيار تاني جنبهم لو حابب (في أول كومنت شرح بسيط إزاي توصل للموضوع ده على بروفايلك)
————————————————————————————

**مشهد 4**
خناقة كبيرة حصلت على فيلم “الجميلة والوحش” The Beauty and the beast النسخة الواقعية اللي هتطلع بشكل واضح ولأول مرة تقريبا في تاريخها شخصية “مثلية الجنس” Guy character والهجوم والخناقة على الفيلم مش في الوطن العربي بس، بل إن سينما مملوكة لمسيحي ملتزم في ولاة “ألاباما” Alabama الأمريكية قررت إنها هترفض عرض الفيلم لمخالفته لتعاليم الدين المسيحي والإنجيل، وحتى روسيا كان عندها نفس الخناقة على الفيلم وخصوصاً إنه المفترض فيه إنه بيخاطب أطفال، والطريف إن مجتمع “المثليين” وعلى رأسهم الجهة الأشهر اللي بتتكلم بإسمهم LGBT – الحروف الأولى من Lesbian, Gay, Bisexual, Transsexual، الطريف إنهم متضايقين من وجود شخص مثلي في الفيلم لأنه مطلعه في إطار كوميدي وممكن يوصل رسالة مغلوطة عن “المثليين”
————————————————————————————

**مشهد 5**
منذ أقل من شهر تعرضت متحولتين جنسيتين Transgender Females للضرب المبرح و”العض” حتى الموت في السعودية على أيدى الشرطة والأهالي، وفي باكستان مايو 2016 قتلت الناشطة “أليشا” المتحولة جنسياً على يد الأهالي أيضاً، ولكن الحادث الأشهر كان قتل “هاندة كدر” الناشطة التركية المتحولة جنسياً في اسطنبول – تركيا أغسطس 2016، واللي عمل مشكلة كبيرة ومظاهرات كبيرة في تركيا، وخناقة مجتمعة بين المحافظين والعلمانيين في تركيا
————————————————————————————

الخمس مشاهد اللي فوق دول بيقولوا حاجة، بيقولوا إن فيه دوشة بتحصل في العالم الغربي بشكل قوي على موضوع المثلية الجنسية والتحول الجندري، واللي جذبني أكتر إن “ناشيونال جيوجرافيك” National Geographic المجلة العلمية الإنجليزية العريقة؛ خصصت عدد يناير 2017 بالكامل لمناقشة موضوع “الهوية الجندرية” Gender Identity ، وعليه ففهم الموضوع مطلوب جداً من وجهة نظري، وعلشان أفهمه كنت لازم أعرف الفرق بين تلات حاجات “الجنس البيولوجي” Biological Sex و”الميل الجنسي ” Sexual Orientation ، و”الهوية الجندرية” Gender Identity ، وعلشان أفهمهم اعتبرتهم مستويات من بره البني أدم لجواه، يعني المستوى الأول وهوا اللي احنا بنشوفه من بره في البني أدم (الجنس البيولوجي)، المستوى التاني هوا طبيعة علاقاته الجنسية (الميل الجنسي) والمستوى التالت هويته وهوا من أعماق نفسه من جوه شايف نفسه إيه (الهوية الجندرية)

المستوى الأول: الجنس البيولوجي Biological Sex
===============================
وده اللي هوا الأعضاء الجنسية للشخص واللي تحدد بشكل ظاهري هوا رجل ولا امرأة، وطبعا الهرمونات بتاعته وشوية مؤشرات جسدية وسلوكية طالعة منها، وتقسيمة “الجنس البيولوجي” واضحة وسهلة وهما تلات حاجات ملهمش رابع (راجل، امرأة، خنثى) (Male, Female, Intersex)، فببساطة فسيولوجياً إما إن جنسك راجل أو امرأة أو إن الشخص عنده خليط من الأعضاء والهرمونات اللي تخليه راجل وامرأة في نفس الوقت، وفي بعض الأحيان بيعمل عملية بيسموها “تصحيح جنس” وبتبقى تدخل جراحي أوعلاج هرمونات في بعض الأحيان

المستوى الثاني: الميل الجنسي Sexual Orientation
================================
وده اللي بيحدد إنجذاب الشخص العاطفي والجنسي وميله لممارسة العلاقة الجنسية، وده ملوش علاقة بالجنس البيولوجي زي ما هوا معروف ومفهوم، وده تقسيمته أصعب شوية:

– “الإنجذاب للجنس الأخر فقط” Heterosexual ، وده الطبيعي اللي إحنا عارفينه، بس علشان ميبقاش اللي عكسه مش طبيعي أو شاذ فهوا إسمه كده (هيتيروسيكشوال)

– “الإنجذاب لنفس الجنس” Homosexual، وده إن الراجل ينجذب جنسياً لراجل والشخص صاحب الإنجذاب ده بيبقى إسمه Gay أو الست تنجذب لست وصاحبة الإنجذاب ده بيبقى إسمها Lesbian

– “الإنجذاب للجنسين” Bisexual، ده خليط بين Hetero & Homo يعني بينجذب للجنس الأخر بس معندوش مشكلة ينجذب لنفس جنسه بردوا

– ” الإنجذاب الجنسي للجنسين ولغير محددي الجنس” Pansexual/Omnisexual، وده بينجذب لجنسه وللجنس الأخر وكمان لغير محددي الجنس Intersex

– “عدم الإنجذاب الجنسي” Asexual ، وده “مش متابع والله” خالص، مش فارقة معاه أي جنس ولا عنده ميل لأي جنس

المستوى التالت: الهوية الجندرية Gender Identity
===============================
وده هوا اللي عليه الدوشة كلها اليومين دول، يعني العالم الغربي بشكل كبير تجاوز مرحلة “الميل الجنسي” وأقرها بشكل كبير لصالح الميول الجنسية المختلفة من منطلق الحريات ولكنه لازال مزنوق وبيتناقش وبيحلل في المستوى التالت اللي هوا “الهوية الجندرية”، واللي هي ببساطة نظرة الإنسان الداخلية لنفسه واللي مفصولة تمام الإنفصال عن جنسه البيولوجي – سواءً راجل أو امرأة أو خنثى- ومفصولة تماماً عن ميوله الجنسية، فممكن يكون الشخص إحساسه بهويته الجندرية هو إنه امرأة في حين إنه في الظاهر (الجنس البيولوجي) رجل، ولكن ميوله الجنسية هي “المثلية” Homosexuality فبالتالي هتطلع النتيجة بتاعة المعادلة المعقدة دي للناظر من الخارج وبتعريف طبيعي “رجل يمارس الجنس مع امرأة”، بس بتعريف أدق هيبقى “امرأة في جسد راجل تمارس الجنس المثلي مع امرأة”.
فيسبوك بالفعل عليه حوالي 50 تصنيف جندري يشملوا التصنيف اللي كلنا عارفينه راجل وامرأة Male and Female، بس بالتدقيق في التصنيفات دي، هنلاقي إن معظمهم تسميات مختلفة لنفس الحاجة، وبعد شوية دراسة (مش دقيقة أوي) لقيت إنهم ممكن يتحطوا تحت حوالي ستة تصنيفات كالآتي:
1 – “تطابق الهوية الجندرية مع الجنس البيولوجي”
============================

ودي إسمها Cis-Gender، يعني أنا أصنف نفسي Cis-Male/Cis-Man /Cis-Gender Male، التصنيف ده هو تصنيف الغالبية العظمى من البشر، وده تاني ملوش دعوة بميولهم الجنسية، يعني ممكن Cis-Gender Male ويكون “مثلي” Gay
مصطلح Cis-Gender وتصنيف غالبية الناس بيه دي حاجة جديدة مش قديمة، وتحديداً في 1994 لما قررت الدكتورة “دانا ليلاند” Dana Leland استخدام المصطلح كمعكوس لكلمة Trans-Gender، لأن Trans معناها عابر أو متجاوز ، في حين Cis معناها مطابق أو موجود في نفس الجانب، ومن سنتها والمصطلح تم إضافته لقاموس “أوكسفورد”
ودول طبعا زي ما هوا معروف تصنيفين “CisGender Male” و “CisGender Female”

3- “عدم تطابق الهوية الجندرية مع الجنس البيولوجي”
==============================

اللي هيا إسمها Transgender، وده شخص اتولد بتصنيف بيولوجي جنسي معين وتحول بإختياره للجنس المعاكس، يعني هيا اتولدت بتصنيف وأعضاء جنسية لامرأة بس إحساسها الداخلي بهويتها الجندرية إنها رجل، وفي الحالة دي بتتسمى Transgender-Male/ Transgender-Man/ Trans-Man، يعني الصفة المذكرة أو المؤنثة الملحقة بكلمة Transgender بتعبر عن الحالة النهائية اللي الشخص المتحول وصلها، وفي بعض الأحيان بيفضل الشخص المتحول استخدام اختصارات زي FTM أو Female to Male بدلاً من Transgender-Man

تيجي هنا نقطة مهمة وشائكة ومحيرة جداً، هل كل المتحولين جنسياً بيعملوا عملية تحول جنسي ويستبدلوا أعضاؤهم الجنسية الأصلية بأعضاء الجنس اللي هما عاوزين يتحولوا ليه؟ الإجابة لأ، لأسباب كتير أوي منها التكلفة الكبيرة للعملية، أو خطورة العملية في بعض الأحيان أو عدم جدواها، ومنها إن بعض المتحولين أصلاً مشكلته بتبقى في إحساسه الداخلي جداً بهويته الجندرية ومش بيحتاج إنه يصور ده بشكل مادي بتغيير أعضاؤه الجنسية

ده معناه إن عادي جداً إن يكون فيه رجل مكتمل الرجولة وبيعرف نفسه إنه امرأة، بس قانوناً في كتير من الدول حتى الغربية لازم يعمل عملية “تحول جنسي” SRS – Sex Reassignment Surgery علشان يقدر يغير “الجندر” بتاعه في شهادة الميلاد، وإن كان في حاجات زي الباسبور والرخصة ممكن يغيرها بشهادة من “معالج” Physician إنه هذا الشخص بدل “الجندر” بتاعه نتيجة لخلل قد يسببه بقاؤه في تصنيفه الجندري الحالي أو Gender Dysphoria

وتصنيف Transgender هنا هنحسبه بتصنيفين لأن فيه Transgender-Man و Transgender-Woman

5- “عدم وجود هوية جندرية”
================

اللي هو ليه أسماء كتير أوي مع اختلافات طفيفة بينهم Neither/Pangender/Non-binary/Agender وإن كان أشهرهم Genderqueer، وحتى أشهر منظمة دولية معنية بحقوق المثليين والمتحولين LGBT ساعات بيضيفوا Q لإسمهم ليصبح LGBTQ في إشارة للجماعة اللي معندهمش “هوية جندرية”
والتصنيف ده بيطلق على الأشخاص اللي مش شايفين نفسهم وهويتهم بتقع تحت تصنيف الرجالة ولا الستات، وبعضهم بيوصل لحد جنوني غير طبيعي زي إنه يؤمن إنه أصلاً مش بشري وإنه ممكن يكون كائن فضائي لا يتكاثر، فيه واحد صرف 50 ألف دولار (مليون جنيه) علشان يعمل 100 عملية ليتحول لكائن فضائي Alien
الجماعة دول مينفعش لما تيجي تخاطبهم تستخدم ضمائر “هو” و ” هي” زي العادي، دول بتخاطبهم بضمير الجمع “هما” They أو بمصطلحات اخترعوها مخصوص لمخاطبتهم زي “Zie” و “Hir”

6- “التساؤل عن الهوية الجندرية”
===================

اللي إسمه Gender -Questioning ، ودول مش معرفين نفسهم بهوية جندرية زي النوع الرابع Genderqueer، ولكنهم مش مستسلمين للأمر وبيدوروا ويبحثوا عن هويتهم الجندرية

بعد الشرح والتفصيل ده يتبقى شوية أسئلة مهمة ومن ضمنها؛ “إيه أهمية معرفة حاجة زي كده؟” في الغالب إحنا كمجتمع عربي بنشمئز جداً من المواضيع دي سواءً “المثلية الجنسية” أو ” التحول الجنسي”، وبنحيل الموضوع علاطول ومن غير تفكير للأديان مسلمة أو مسيحية علشان نأكد الاشمئزاز ده من صحيح الدين، وفي كتير من المناطق والمحافظات والدول لو واحد “متحول جنسياً” أو “مثلي” اتقتل، الناس مش هيفرق معاها حاجة، بل بالعكس ممكن تشعر بنوع من التشفي واحقاق الحق في موضوع قتله

بل إن بعض الدول زي “السعودية”، “إيران”، “اليمن”، “السودان” بتوقع عقوبة الإعدام على أي شخص يثبت إنه مارس ممارسة مثلية، ومصر عندها عقوبات تصل للمؤبد

الموضوع فعلاً شائك ومعقد ومفاهيم العدل والحق والحرية في المواضيع اللي بتمس المجتمع وشكله اللي اتعودنا عليه بتكون مطاطة جداً ومركبة، وفهم الأمور ومعرفتها في ظني في الوقت الحالي مهمة جداً، لأن موضوع التنوع الجندري والجنسي موجود في الدنيا اللي بنعيشها وموجود في بلادنا وبكثرة، والعالم الغربي مشغول جداً بدراسة الموضوع ده وسن القوانين المنظمة ليه وللعلاقات التي تنشأ منه زي الجواز وما شابه، وخصوصاً في السنين القليلة الأخيرة

على الصعيد القانوني؛ تسع دول منهم فرنسا، الدنمارك ، أيرلندا، النرويج، الأرجنتين، مالطا أقروا قانون ينظم “التحول الجنسي” ويبيحه بشروط في خلال الأربع سنين الماضية فقط، وبعضهم مثل “فرنسا” توسع في الإتاحة بشكل كبير وخفف الشروط تماماً

وعلى المستوى العلمي؛ وبشكل عام المجتمع العلمي الدولي بيتخانق خناقة كبيرة في موضوع التحول ده وهل هوا مرض ولا خلل (فرق كبير)، وفي ديسبمر 2012 “رابطة الأطباء النفسيين الأمريكية” American Psychiatric Association أصدرت نسخة منقحة من “دليل الأمراض النفسية” Diagnostic and Statistical Manual of Mental Disorders بمصطلح جديد للخلل الجندري وخلته Gender Dysphoria بدلاً من Gender Identity Disorder، ومعناها “خلل أو عدم وضوح” بدلاً من “مرض نفسي”
وفيه مدارس علمية بتحاول تثبت إن الموضوع “جيني” Genetic وإنه مش نفسي خالص (في المصادر بتاعت البوست تقرير عظيم بيناقش النقطة دي بإستفاضة وبيثبت خطأ الكلام ده)، وفيه مدارس علمية وحقوقية تانية بتصنف الموضوع إنه مش فارقة إيه سبب الرغبة في التحول الجنسي، وإنها “حرية شخصية” كاملة لا يجوز الإشراف عليها.

على الصعيد السياسي فالخناقة حاضرة بردوا وبقوة في بلد زي أمريكا مثلاً ، وأغلب السياسيين بيستخدموا الموضوع ده في صالح دعايتهم الإنتخابية وماشابه، وعلي الصعيد المجتمعي فلأول مرة يطلع مسلسل تليفزيوني على “أمازون برايم” Amazon Prime بيناقش بجرأة شديدة وجود “أب” Father ، متحول جنسياً لإمرأة، ولكنه مازال “أب” وبيمارس دوره في الأسرة وفي عمله، والمسلسل عمل حالة نقاش مجتمعية عظيمة في أمريكا، المسلسل إسمه Transparent وأخد جايزتين في “الجولدن جلوب” Golden Globe
في عالمنا العربي النقاش محرم كالعادة والموضوع مقفول تماماً ، وإن كان في الوقت القريب جداً (الشهور الماضية)، تزايدت استضافة برامج التوك شو للمتحولين جنسياً، بس طبعاً بمحتوى رديء ونقاش ساذج، لا يرقى لمستوى النقاش المجتمعي والمعرفة أكتر عن الموضوع ده، وده بعد عشر سنين من المسلسل الوحيد يمكن “صرخة أنثى” اللي إتكلم عن قصة “سالي عبد الله” اللي تعتبر أول رجل يتحول لامرأة ويواجه المجتمع في عالمنا العربي (العملية تمت 1998 والمسلسل 2007)، ومجرد إعلانك لهويتك الجندرية في العالم العربي فرصة قتلك هتزيد بنسبة 90% والمجتمع لن يتقبلك بشكل عظيم، في حين إن “مارتن روزبلات” Martine Rothblatt اللي بتصنف أعلى امرأة أجراً في إدارة شركة في أمريكا، بتتصدر عناوين الأخبار هناك لنجاحها في حياتها العملية على الرغم من إنها Transgender Woman، وعلى صعيد الميول الجنسية فالأخ “تيم كوك” Tim Cook ومدير “آبل” Apple بيعلن بأريحية شديدة إنه “مثلي” والموضوع شغال وتمام وكلنا بنستخدم “Apple ” ومحدش مشمئز.
هختم بقصتين ودعوة للتفكير:

الأولى عن “مثلي” ألماني استضاف في بيته 24 لاجي من سوريا وأفغانستان والعراق وبعديها كتب بوست على الفيسبوك بيوصف إزاي إن المسلمين بشكل عام غير ما كان هوا شخصياً فاكر من حيث إحترام الآخر وإحترام الاختلاف وانتشر البوست في كتير من الصحف الألمانية من سنة ونصف (البوست في المصادر)، وأنا مـتأكد إن الناس اللي قعدوا عنده دول بعد ما تعاملوا معاه ومع موقفه الإنساني قرروا إنهم يتغاضوا ويقللوا من أهمية كونه زيهم أو “مثلي”
التانية: يحكيها ليها صديق عزيز وراجل كريم عن صديق عزيز ورجل كريم بردوا عايش في أمريكا ومسئول عن مركز إسلامي هناك بيحكيله من شهر على المظاهرات اللي طلعت ضد قرار “ترامب” بمنع بعض الجنسيات من دخول أمريكا، وإزاي إن أكتر ناس وقفوا معاهم وكانوا بيقضوا معاهم فوق التمانية عشر ساعة متواصلة في اعتصامات في المطارات هما LGBT واللي هيا أكبر منظمة لحقوق المحتولين جنسياً والمثليين في العالم، وإزاي إنه لو الناس دي طلبته في رفع ظلم وقع عليها هيساندهم هوا وأهل المركز الإسلامي هناك بما أوتوا من قوة حتى لو مش موافقين أو متفقين على ما يفعلونه، وإزاي إنه قبل الموقف ده لو كان شاف حد فيهم في الشارع وأتيحت ليه الفرضة دون عقوبة إنه يقتله كان هيقتله………

*إضافة*: هوا الحقيقة مفيش خلاصة محددة بحاول أوصلها من خلال البوست أو “زتونة” بالمعنى الدارج، هدف البوست معرفي بحت بموضوع كنت أجهله، ومحاولة لمناقشة وتحريك مفاهيم راسخة عن الموضوع ده في مجتمعاتنا

https://www.facebook.com/ahmed.rahmy.90/posts/10155080538390883