التصنيفات
مقالات الضيوف

متى نعتاد الصمت؟

كل منا يبحث عن

متى نعتاد الصمت؟
عندما نفتح قلوبنا فلا نجد مستمعا،
وعندما نقترب من حبيب فيبتعد،
عندما نشعر أن كلامنا لا يُفهم،
وإن فُهم لا يُصدّق.

كل منا يبحث عن مساحة أمان يتعرى فيها ويبث فيها أسراره،
فإن وجدها ثم فقدها عاد أشد صمتا وأكثر حذرا.

كل منا يبحث عمن يفهمه عند صمته،
ويراه بعين المحب عند ضعفه،
فيفهم ما لم يقل ويحب ما قال،
فإن احتجنا للتجمل واحتاجت معانينا للبيان،
عدنا أكثر صمتا وأشد كتمانا.

كل منا يبحث عن مساحة لا يعمل فيها سوى قلبه،
لا يحتاج لحساب في فعله فيكون على أريحيته،
لا يتكلف كلمة ولا يختار عبارة ولا ينتقي تعبيرا،
فعندما نشعر أن كلماتنا صارت محسوبة واختيارتنا صارت معدودة فإننا نؤثر الصمت.

نؤثر الصمت كلما يأسنا،
ونعتاد الصمت كلما كبرنا.
وبين كلام لم نبح به،
ومعان زويت في جدار القلب،
تفتر المعاني ويبتعد القريب وتدب الوحدة ونؤثر العزلة…
وفي العزلة، نعتاد أكثر على الصمت.

المصدر