التصنيفات
مقالات الضيوف

مبارك لخريجي الجامعات

هذا هو الدواء على المدى البعيد

لكن وجب التنويه لنقطة بسيطة..
التعليم الجامعي هو بالتعريف الأساسي عبارة عن تدريب لتصبح مؤهلاً للعمل في سوق العمل..
ومع جهد هذا التدريب وتكاليفه، وأهميّته بالنسبة لك ولعائلتك،
فهو -لدى الآخرين- ليس إنجازاً يستحق أن يكافئك عليه أحد..

أي بشكل أكثر وضوحاً، ليس هنالك جهة في العالم (حكومة أو غيرها) يجب عليها توظيفك مقابل أنّك تعبت ودرست..
لا تعمل الأمور بهذه الطريقة، وهذه ليست مسؤولية أحد..

ليس هنالك شخص في العالم سيقلق ويقول،
هذا الشاب تعبَ كثيراً في الدراسة يجب أن نعطيه وظيفة كتعويض لأن هذا حقّه! هذا لن يحدث..

مكافئ الدراسة في العصر الحجري هو أن تكون قد تدرّبت جيداً على الصيد، برفقة أبيك أو وحدك..
والخطوة التالية هنا هي أن تحاول (أنت) الانضمام لجماعة يصيدون فتصيد معهم وتأكل.. لن يدعوك أحد للاصطياد معه، ويكافئك فقط لأنّك تدربت!!

بالنسبة للرواتب، لا أحد يحدّدها.. ولا أحد يهتم إن كانت عادلة أم لا.. وتكفي شرابك وطعامك أم لا.. هذه ليست وظيفة صاحب العمل..
صاحب العمل يهمّه تقليل التكلفة إلى أقصى حدّ..
ولو عرضت عليه أن تعمل مقابل طعامك وشرابك فقط،
فسيطلب منك – كما في التراث- أن تصوم الاثنين والخميس..
فلا تشتكي من الظلم وتبحث عن العدالة هنا.. ليس هنالك عدالة،
هذا سوق وعرض وطلب.. ومعدّل الرواتب مرتبط بسعر السلع،
وجشع أصحاب العمل..

فابحث أنت بنفسك مراراً وتكراراً عن فرصة عمل تحسّ (أنت) أنها مجزية بالنسبة لك.. عن جماعة صيد تعتقد أنّك يصيدون جيّداً لتصيد وتأكل معهم..
وانزل من علياء وهم الكلمات..
لتصطدم بأرض الواقع بكلّ قوتك..
فهذا هو الدواء على المدى البعيد وإن كان مؤلماً الآن، وبالتوفيق..

المصدر