التصنيفات
مقالات الضيوف

هل تم صناعة الخيال؟

أحلامنا هي طموحنا، هي الواقع الذي نتمنى أن نعيش فيه ونعجز أن نحققه.
ولكن من أين تأتي الأحلام والآمال؟


أحلامنا هي طموحنا، هي الواقع الذي نتمنى أن نعيش فيه ونعجز أن نحققه.
ولكن من أين تأتي الأحلام والآمال؟ إنها تأتي من الخيال أو المثال.
فالمثال: كرجل عرفنا سيرته العظيمة وتمنينا أن نكون مثله، أما الخيال فهو ما يفعله الوهم في هذا المثال فيزيده جمالًا وبهاء وأسطورية.
ربما لو عشنا مع هذا العظيم وعلمنا تفاصيل حياته لانطفئت الأسطورة وشعرنا به أقرب إلى إنسان مجتهد منه إلى مثال أسطوري.
فمن الذي يُغذي الخيال بالمثال، ويُسّمنه ويعظمه حتى تأتي منه أحلامنا وآمالنا؟
إنه الأدب والفن والخطابة، يصوروا لك الشيء بصورة مثالية نقيّة، تحبها النفس وتتأثر بها.
تسمع قصص العلماء الشجعان الذين صالوا وجالوا في التاريخ، فتتمثل صورة العالم كمثالهم.
ترى السياسي الذي يخطب خطبة عصماء تحرك الجموع وتبّشر بالمباديء العليا والسعادة الإنسانية فتظن أن الحياة يمكنها أن تمنحك ذلك.
ترى في الأفلام البشرية تتحد لمواجهة خطر ما من كوكب آخر، فتحلم باجتماع البشر ومجيء البطل من وسطهم، فتحلم بسلام عام، أو بعبقري يُنقذ البشرية ويفكر لها.
وهكذا تتمادى الخيالات بقدر ما يقدمه الفن -الذي هو ابن الخيال- من قيم نقية ومُثُل مُلهِمة.
فالخيال يصنع خيالك، وأحرى بك وأجدر أن تجعل من الواقع ميدانك، فلا تطالبه إلا بما يطيق ولا تحلم إلا بما به يليق.
نعم لا بدّ من الخيال ليُلهمنا، ولا بدّ من المثال ليُرشدنا، ولكن شتان بين مثال يعطينا الوجهة، وبين مثال يأسرنا في عالم الخيال، فنسخط على واقعنا دوما، ونحمّله ما لا يطيق، وننتظر ما لا يأتي… ولكل زمان أبناء.

https://www.facebook.com/Alaa.m.abdelhameed/posts/3815299621829276