التصنيفات
مقالات الضيوف

نقوش على خشب الزان..

– لم يسبق أن تحدث معي شخص بشأن الجنس.. لذلك كان لزاما علي أن أبني كل تصوراتي الخاطئة بنفسي.. وأن أتولى تصحيحها مرات عديدة بنفسي أيضا.. متحملا في أثناء ذلك كل الأضرار الدائمة والمؤقتة..

– أثناء تعلمه المشي، يسقط الطفل على الأرض مئات المرات تقريبا.. لكن لا أحد يسخر من سقطاته.. لأن الكل يعلم أنه في مرحلة تعلم..

وإن كان الأمر كذلك.. فلماذا إذن يجب أن نعير الناس في كل مرة يخطئون فيها أثناء بناء شخصياتهم؟

– لا يؤمن الزواج ضمانة حتمية ضد الشعور بالوحدة.. على العكس، يشكل في أغلب الأحيان حاجزا أمام الاعتراف بها كمشكلة أو الشكوى منها.. أي متزوج ذلك الذي يقبل أن يعترف لنفسه بأنه وحيد؟ عدا عن مشاركة الناس ذلك الشعور..

– بعد سنوات من جلد الذات.. تدرك أنك لست شيطانا كما كنت تعتقد أو يراد لك أن تعتقد.. وأنك لم تكن سوى إنسان طبيعي ارتكب بعض الأخطاء.. وأن ذلك الالتزام الأخلاقي الكامل الذي تم الترويج له كشيء قابل للتطبيق بل وسهل الوصول.. ليس سوى مجرد وهم.. وأن المطلوب كان فقط أن تكون لديك نية صادقة بعدم إيذاء الآخرين.. وأنك تبذل ما في وسعك من أجل ذلك..

– الأنانية هي أكثر مفهوم تعرض للتشويه في التاريخ… ففي الوقت الذي يستخدمه الناس ضدك ويرمونك به كتهمة حين تهتم بنفسك.. يقومون هم بممارسته ليلا ونهارا..

– العلاقات القديمة كالجثث.. تشرح مرة واحدة لمعرفة سبب الوفاة.. ثم تدفن إلى الأبد..
استعادة تفاصيل العلاقات القديمة مرارا وتكرارا ليس إلا نبشا لجثث متعفنة..

– يدرك المهندسون قبل غيرهم أن عملية البناء (أي بناء) هي عملية طويلة ومكلفة ومعقدة ومليئة بالأخطاء والإحباطات.. لكن هذا المسار الصعب هو المسار الوحيد الممكن لإنتاج شيء جميل..

– لو اختفت كلمة البشر من القاموس.. فإن كلمة “الهاربون” ستعوضها بكل سهولة.. لا شيء يجيده البشر أكثر من الهرب.. من ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا.. ومن أنفسنا ومن الآخرين..

– بعد سنوات طويلة من الخيبات المتتالية.. تنظر بحزن إلى خيال شخص ما في الماضي وتلومه عبثا وأنت تقول.. لو لم تفعل أنت ذلك لما كنت قد وصلت أنا إلى هنا.. لو لم ألتق بك لكان كل شيء مختلفا..

– ليس هنالك شيء أقل فائدة من النصيحة… من قالها تعلمها بعد أن خسر.. ومن تقال له، يعتقد أنه يفوز بدونها..

– لعل أكبر عيوب المثالية هي التشويه المتعمد لمفهوم المجاملات.. بحيث تم تقريبه من مفهوم الكذب.. وكأن المطلوب من الناس أن يكونوا دائما صرحاء مع بعضهم البعض.. لكنهم – للأسف- يكذبون..
في الحقيقة، فإن مفهوم المجاملة لديه بعد أخلاقي أكبر بكثير من مفهوم الصراحة.. وما لم يترتب على مسار الأشياء ضياع حقوق أو تغييب حقائق، فإن المجاملة هي الطريقة الأمثل للتعامل بين البشر..

ما هو الأخلاقي في أن نخبر امرأة ما أنها قصيرة؟ أو أن بشرتها جافة؟ أو أن رجلا ما وزنه زائد؟ أو كسول قليلا في عمله؟

– يسامح الإنسان نفسه على الجوع والعطش والعري.. لكنه لا يسامح نفسه لو تسببت أفعاله في أن تمتهن كرامته.. بنفس هذا المنطق ننظر إلى حكامنا.. قد نسامحهم على الفقر، لكن لن نسامحهم أبدا على الذل.

– الحزن لا يزورك عبثا.. بل يأتي ليريك أخطاءك.. قصر نظرك.. سذاجتك .. هو معلم بالدرجة الأولى.. فإن تركته يمر – دون أن يغيرك – كان حزنا بغير طائل.

– سقط الأمويون والعباسيون والأيوبيون والفاطميون والمماليك والعثمانيون ولم يسقط الإسلام.. وذلك أن الدين بطبيعته مفهوم فوق-دولتي.. لذلك دافع عن أصنامك كما شئت.. لكن إياك أن تقول أنّ دفاعك عنهم هو دفاع عن الدين..

– يغير الطائر ريشه مرة كل عام.. قد لا يبدو ذلك جميلا أو محببا لك.. لكنه ضروري لحياته.. كل تغيير تلحظه في الناس حدث لسبب ما.. سبب يتخطى رضاك.

– عندما تؤمن من صميم قلبك بفكرة معينة، فلا يعنيك قبلها الناس أو رفضوها.. لكن إن كان لديك شك, فستحاول نشرها لتحصل على تأكيد المجموعة وقتل الشك

– العالم لم يتغير ولا يتغير ولن يتغير.. ما يتغير فعليا هو أنت.. الطريقة التي ترى بها العالم.. عينك التي تنظر بها إلى الأشياء.. عين الحالم.. عين المجتهد.. الساخط.. الراضي.. الساخط مرة أخرى.. التائه.. الغاضب.. الفرح.. اليائس..

أو المشفق على نفسه وعلى الآخرين..

#ديك_الجن

 https://www.facebook.com/DeekBlog/posts/771360632988729