التصنيفات
افيون الشعوب

ليه شهادة المرأة نصف شهادة الرجل؟

يقولك هو كدة!

النهاردة هكتب عن ما أعتبره أكبر عملية ظلم تعرضت لها المرأة في الفقه الإسلامي، وأكبر عملية تحريف حصلت لمعاني القرآن الكريم..

شيء لما اكتشفته صدمني بشكل مرعب!
كلنا اتربينا على كلام الشيوخ إن شهادة المرأة نصف شهادة الرجل في معظم الأمور، زي المعاملات المالية والحدود والزواج والطلاق وخلافه.. عشان الآية اللي بتقول
“فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء”،
وفيه كمان بعض المذاهب الفقهية شايفة إن المرأة ملهاش إنها تشهد في الحدود والقصاص والزواج والطلاق أصلاً،
وإنها تشهد في الأمور المتعلقة بالمرأة وبس زي الحيض والولادة!

طب لو قلت لك إن كلام الفقهاء دول من أولهم لآخرهم غلط.. وإن فيه عملية تحريف لمعنى القران تمت بقصد، أو بدون قصد.. هتصدقني؟!

طب اقرأ واحدة واحدة لحد الآخر!
بداية كدة..
جمع المذكر، والمثني المذكر في اللغة بيقصد بيه دايماً الرجال والنساء.. إلا لو الكلام كان واضح فيه إنه للرجال بس!
يعني لما ربنا يقول مثلاً:
يا أيها الذين آمنوا / وبشر المؤمنين / وأقيموا الصلاة،
فهو بيخاطب الرجال والنساء.

ولما ربنا قال لآدم وحواء وإبليس يهبطوا من الجنة قال بصيغة جمع المذكر: قلنا اهبطوا منها جميعاً.
ليه ده؟
لإن دي قواعد اللغة.. مش معقول كل مرة هيقول: يا أيها الذين آمنوا ويا أيها اللاتي آمن! ده كلام غريب لغوياً.

طيب..في كل آيات الشهادة في القرآن، ربنا دايماً بيستخدم جمع المذكر أو المثنى المذكر..
زي في حالة رمي المحصنات (ثم لم يأتوا بأربعة شهداء)،
أو في حالة الطلاق (وأشهدوا ذوي عدل منكم)..
وبالتالي نفهم إن الشهود يكونوا رجال أو نساء.

إلا في حالة واحدة بس،
وهي حالة المعاملات المادية والديون.. في آية الدين في سورة البقرة.. هنا ربنا حدد جنس الشهود (واستشهدوا شهيدين من رجالكم فإن لم يكونوا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء)..
وقال سبب ده بكل وضوح (أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى).. ومن هنا حصل التحريف!

كلمة “تضل” في اللغة العربية، يعني يختلط عليك الأمر نتيجة لعدم المعرفة والدراية.. لما تقول “ضللت الطريق” يعني تهت لإني مش عارفه كويس! وبالتالي الضلال ده شيء مؤقت.. ينتهي بالمعرفة والخبرة..
ربنا لما قال إن شهادة المرأة في الديون نصف شهادة الرجل، كان لإن المرأة لا تعمل تقريباً في التجارة وقتها.. حالات نادرة فقط زي السيدة خديجة.. لكن المهنة كانت للرجال تماماً.. وبالتالي المرأة مكانش عندها دراية ولا معرفة بالحسابات دي..
متنساش إن المجتمع ده عدد اللي بيقرأوا ويكتبوا فيه كان محدود أصلاً.. ربنا بيقول في نفس الآية (وإن كنتم على سفر ولم تجدوا كاتباً).. يعني عدد اللي بيكتبوا محدودين أصلاً.. وبالتالي شهادة امرأتين عشان يفكروا بعض ويحلوا المسألة مع بعض.. زي لما تجيب مسألة صعبة وتجيب اتنين طلاب من المستوي المتوسط يحلوها.. فيساعدوا بعض إنهم يفهموها!

وبالتالي، لما تقرأ القرآن مع نفسك كدة، وبمجرد معرفة قواعد اللغة، تفهم إن شهادة المرأة زي شهادة الرجل في كل الأمور، ماعدا الديون لو كانت قليلة الخبرة، لكن في زماننا بعد ما المرأة بقت خريجة كلية تجارة واقتصاد وبتدير بنوك، فشهادتها زي شهادة الرجل الخبير!

أمال إيه اللي حصل؟ وليه شهادة المرأة نصف شهادة الرجل في معظم الحاجات لغاية دلوقتي؟
شوف التحريف حصل منين

المفسرين والفقهاء القدامى أجمعوا كدة من نفسهم، ودون خضوع لقواعد اللغة العربية، إن معنى كلمة “تضل” مش يختلط عليها الأمر لنقص الخبرة… لا.. قرروا إن معناها:تنسى!

طب إيه الفرق؟
الفرق إن كلمة تنسى معناها إن فيه مشكلة في العقل.. يعني الست بتنسى لإن عندها عيب خلقي.. فمهما اتعلمت واكتسبت خبرة، ومهما كانت ذكية وشاطرة، هتفضل بتنسى لإن عندها عيب خلقي..
وبالتالي هتفضل شهادتها للأبد وحتى يوم القيامة نصف شهادة الرجل!

وربطوا المعني ده بحديث مكذوب على النبي هو إن النساء أكثر أهل النار وإنهن ناقصات عقل ودين.. مهما قالوا إن الحديث صحيح السند ومهما قالوا إنه في البخاري، فمستحيل النبي يقول كدة.. ده حديث معناه فاسد تماماً، وفيه عشرين غلطة.. بس مش وقته نتكلم عنه.. نبقى نشرح مشاكله في بوست تاني..

المهم.. بعض الباحثين قالوا للمفسرين والفقهاء إن كلمة “تضل” مستحيل يكون معناها “تنسى”… لإن ربنا في آية تانية في القرآن بيقول “قال علمها عند ربي في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى”… فلو يضل معناها ينسى.. يبقى القرآن ركيك لغوياً.. لإن الآية معناها هيكون “لا ينسى ربي ولا ينسى”.. في حين إن الآية معناها الواضح إن ربنا مبيتلغبطش بسبب قلة المعرفة ومبينساش…
إيه كان ردهم؟
تجاهل.. وكلام من نوعية.. إنت مين عشان تتكلم في الدين!
هتفهم أحسن منهم يعني؟!
فقلنا لهم طيب خلاص موافقين… يبقى شهادة المرأة زي شهادة الرجل في الحدود والزواج والطلاق وكل حاجة.. ونصف شهادة الرجل للأبد في حالة واحدة بس هي الديون!
تفتكروا وافقوا؟
أبداً.

دول قرروا إن مادام هي ناقصة عقل يبقي شهادتها نصف شهادة الرجل في كل حاجة مش بس في الديون..
المذاهب الأربعة منعوا المرأة من الشهادة في الحدود والجنايات والقصاص.. يعني متشهدش على جريمة قتل مثلاً…
طب عقلها ناقص في الحسابات المالية وقلنا ماشي…
لكن واحد قتل واحد قدامها..
ايه دخل عقلها في الموضوع؟
هتنسى إيه؟!
يقولك هو كدة!

طب واحد اتجوز واحدة.. متشهدش ليه؟
هتنسى أساميهم يعني؟
يقولك هو كدة..
هي ناقصة العقل والدين والأهلية!

تقول له يا فندم إزاي ده القرآن محددش جنس الشهود في بقية المعاملات.. وجمع المذكر يشمل الرجل والمرأة.. يقولك لأ..
كل ما القرآن يقول شهداء أو أشهدوا يبقى قصده الرجال بس!..

فنقول له: لو ربنا مثلاً كان عاوز الرجال بس هم اللي يشهدوا على الطلاق، كان قال:
وأشهدوا ذوي عدل من رجالكم.. زي ما قال:
(واستشهدوا شهيدين من رجالكم)،
لكنه قال: (وأشهدوا ذوي عدل منكم) يعني محددش..
يعني رجال ونساء..ي
قولك لأ.. جرت العادة إنهم من الرجال بس!
والله ردهم كدة.
بالعافية وبدون مراعاة لأي قواعد لغوية.

مرة واحد منهم حب يدور على مخرج لغوي للموضوع،
فطلع بحل لولبي عجيب،
فقال إن الآية بتقول (ثم لم يأتوا بأربعة شهداء)…
كلمة أربعة مؤنثة.. والعدد يخالف المعدود في التذكير والتأنيث.. يبقي الشهداء مذكر.. يبقى الشهداء رجال!

فإنت لما تسمع الكلام ده في الأول تتصدم.. وبعدين تفهمه بشويش..
يا فندم ده تذكير لغوي.. كلمة الشهداء جمع مذكر، فلازم العدد يكون مؤنث لغوي… لكن جمع المذكر ده يدل على الرجال والنساء في نفس الوقت… يعني لو أنا قدامي دلوقتي ٣ رجال مسلمين و٣ نساء مسلمين، هقول عليهم: ستة مسلمين.. مينفعش أقول ست مسلمين لإن ده لغوياً غلط… ولو قلت ست مسلمات يبقي مفهمش رجالة أصلاً.. فهمت؟!

الحقيقة إحنا قدام كارثة استمرت لمئات السنين من ظلم المرأة والاعتداء على حقها اللي ربنا منحه لها.. زمان مكنتش بفهم الاتهام الموجه للفقه الإسلامي بإنه ذكوري.. لكن الحالة دي خلتني أشوف الظلم الواضح للمرأة.. وشيء مؤسف إن حق المرأة في الشهادة مسلوب منها حتى الآن في كتير من الدول العربية والإسلامية

أنا أخ ل ٣ إخوات بنات، وابن لأم عظيمة…
عمري ما حسيت إنهم ناقصات عقل… عمري ما حسيت إني مميز عنهم… بالعكس.. دايماً كنت بشوفهم أذكى وأقوى..
ودايماً نصايحهم كانت في محلها… ودايماً كانوا أشطر في الحسابات والفواتير!

وفي المدرسة، كنت بطلع التاني على الفصل.. لإن كان فيه بنت بتطلع الأولى دايماً…
وفي الكلية كان أوائل الدفعة معظمهم بنات..
وفي الشغل.. دايما فيه بنات شاطرين وأذكياء وذاكرتهم حديدية..
ربنا يسامح كل اللي ظلمهم… وقالهم إن عقلهم ناقص..
وإن شهادتهم نص شهادة… عشان ربنا مقالش كدة!

الكلام ده مش كلامي… ده كلام باحثين متخصصين بس كلامهم مدفون وصوتهم مش عالي أو بيتم التشويش عليهم من انصار التراث… عشان الناس اللي هتقول: إنت مين عشان تفتي وتفهم أحسن من أهل التراث..

المصدر

بعض التعليقات علي البوست

بعض الناس بتسألني:
انت ازاي بتغلط القدماء ان معنى تضل هو تنسى؟!
طيب.. القران يفسر بعضه بعضه
هل “ولا الضالين” معناها “ولا اللي بينسوا”؟
هل ربنا لما قال للنبي “ووجدك ضالاً فهدى” معناها… ووجدك بتنسى ففكرك؟
الضلال عكس الهداية… والهداية ممكنة لكل انسان… وبالتالي المرأة اذا ضلت لقلة الخبرة ممكن تهتدي بالعلم والمعرفة
ربنا بيقول: ان تضل احداهما فتذكر احداهما الأخرى…
لو تضل معناها تنسى
ازاي ممكن واحدة بتنسى بسبب عيب خلقي تفكر واحدة تانية بتنسى بسيب (نفس) العيب الخلقي
ما هم الاتنين بينسوا
لو جبت عشرين واحدة بتنسى عمرهم ما هيفكروا بعض…
لان كلهم بينسوا
لما ربنا بيقول “تذكر إحداهما الأخرى”… فده مش معناه ابداً ان التذكرة بتكون من النسيان
ربنا لما بيقول: فذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين…
هل التذكرة هنا هي انك تفكر الناس بحاجة ناسينها؟
ولا تقولهم حاجة تمنعهم وتنفعهم وتحميهم من طريق الضلال؟
مش معقول… كلمة تضل في القرآن شديدة الوضوح…
هات كلمة يضل ومشتقاتها في كل القران هتلاقي معناها واحد

طب السؤال: انت بتفهم يعني والعلماء الفطاحل دول كلهم غلط؟
بغض النظر اني مندهش تماماً ازاي هم حرفوا المعنى الواضح ده…
بس الحقيقة ده مش كلامي… انا مجرد ناقل لكلام علماء تانيين… لكن صوتهم واطي ومش مسموع…

وبعدين ايه المشكلة ان القدماء يغلطوا..
ما هم كانوا بينقلوا من بعض اصلاً احيانا بدون تفكير…
دول اثبتوا احاديث بتطلع النبي عاىز يتجوز واحدة مش طايقاه (حديث الجونية) او بيجامع زوجاته كلهم بغسل واحد في خمس ساعات…
او بيشوف واحدة حلوة ماشية في الشارع فبيروح يفرغ شهوته في زوجته عشان يتخلص من خيالاته… واجمعوا انها احاديث صحيحة

ما هم نفسهم اللي قالوا ان النبي اتزوج عائشة وهي طفلة عندها ٩ سنين مع ان ده تاريخياً غلط… لكنهم قالوا كدة عشان يفتحوا باب لزواج الصغيرة مش عارفين نقفله لحد دلوقتي
ايه المشكلة لما يجمعوا على ظلم المرأة…
ما هي طول عمرها مظلومة في الفقه

التحريف تم من المفسرين والفقهاء لاغراض دنيوية واجتماعية وقتها…زي مثلاً ربنا لما يقول “فاسئلوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون” وهو قصده بكل وضوح وفي سياق طبيعي جداً لكفار قريش لما قالوا ان النبي مفروض يكون ملاك مش بشر…
فبيقول لهم اسألوا اي حد من اهل الكتاب هل النبي الذي ارسل لهم كان ملك ولا بشر
“وما أرسلنا من قبلك إلا رجالاً نوحي إليهم فاسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون”
فيحذفوا السياق تماماً… ويقولوا ان “اهل الذكر” هم اهل التخصص… وان فيه ناس بتفهم وناس مبتفهمش… ويخلوا الدين شيء معقد وصعب ومش مفهوم… هم بس اللي يفهموه

مين اللي حرف معنى الاية؟
المفسر والفقيه… لكن معناها في سياقها واضح تماماً

ده ذنب مين؟
ذنبك انت عشان متعلمتش لغة عربية كويس وحاولت تفهم النص كما انزل على النبي متحررا من كل تفسيراتهم اللي حرفت معناه تماما

ليه ربنا متحكمش في فعل الانسان وخلاه زي الملايكة…
مبيغلطش ابداً!

هو ايه تعريف الغلط؟
انك تشوف حاجة واضحة وضوح الشمس وتنكرها وتحرف معناها
هو الانسان كدة… مهما كانت التعليمات واضحة ومحددة من الاله… هيغلط ويبرر

عشان كدة الملايكة سألوه:
ليه تخلق انسان عنده حرية قرار… حريته هتتسبب في القتل والظلم وسفك الدماء… اخلقه زينا بيسمع ويطيع وبس
“قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك”
تعليمات ربنا واضحة..
الانسان هو اللي مش ملاك… هو اللي بيلاقي مبرر دايماً للشر