التصنيفات
افيون الشعوب مقالات الضيوف

كنتوا فين من أول رمضان؟

الناس مبيفتكروش ربنا غير ليلة ٢٧!

في الليلة المباركة بتاعة النهاردة، فيه مرَض قلبي بيتعرض إليه بعض المتدينين، وهو إنه لما يلاقي الناس كلها راحت على المساجد تصلي ممكن يقول في نفسه (كنتوا فين من أول رمضان؟) أو يقول: (الناس مبيفتكروش ربنا غير ليلة ٢٧!)، أو يشوف نفسه أولى بالقبول عند ربنا، أو يستنكف إنه يتساوى بالناس اللي مراحتش المسجد غير النهاردة.

وكأنه مستكتر على الناس يتعرضوا لكرم الكريم ورحمة الرحيم، وكأنه بيصرف من جيبه عليهم أو بيرزقهم أو هو اللي بيستجيب دعاءهم وبيغفر ذنوبهم، (قل لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربي إذًا لأمسكتم خشية الإنفاق وكان الإنسان قتورًا).

والإخوة عمار المساجد لما يشوفوا وجوه جديدة ماشية في طريق ربنا، الأولى إنهم يغبطوهم على إن الإيمان لسة متجدد في قلوبهم، ويقتدوا بسيدنا أبو بكر الصديق في ما نُسِب إليه، لما مرة شاف بعض المسلمين الجدد بيسمعوا القرآن ورقّت قلوبهم وبكوا، فقال: (كنا كذلك قبل أن تقسو القلوب)، شاف إن حداثة إسلامهم ده شيء يخلي قلبهم صاحي وأكثر تأثرا بالقرآن، مع إنه رضي الله عنه بلا شك هو أطهرهم وأنقاهم قلبا وأكثرهم إيمانا.

ودي تذكرة بسيطة إن ذنوب الباطن زيها زي ذنوب الظاهر وأحيانا بتكون أشد، وزي ما الظاهر بتلحقه بعض الكبائر زي شرب الخمر والزنا والقتل فكذلك الباطن بتلحقه بعض الكبائر زي الكبر وسوء الظن والخيانة، والعاقل يفتش في نفسه علشان يتحرز عن تلك الموبقات الباطنة زي ما بيأنف ويبتعد عن الموبقات الظاهرة في الليالي المباركة.

اللهم إنك عفو، تحب العفو، فاعف عنا.

المصدر