التصنيفات
مقالات الضيوف

فالحبيب هو من لا تحتاجُ في حضرتِه إلى أن تكون “أنت”

وحين نُحبّ، فنحنُ نحاولُ مدّ ذواتِنا، أي نُضيفُ إلى ذاتِنا مساحةً أخرى، تكمّل فيها نقصا، أو تأمن بها من خوف، أو تخفّف بها من غربة عالَم موحِشٍ وقاسٍ. لا يبحثُ النّاس، غالبا، عن حبيب يُناظِرونه فكريّا، أو يُناقشونه فلسفيّا، أو يخوضوا معه حوارا دينيّا، أي لا يبحثُ النّاس عن “آخَر” أو “موضوع” ليحبّوه. يُحبّ النّاس من لا يرونَ فيه آخَرا تماما، ومن لا تحتاجُ ذواتُهم في حضرتِه إلى أن تتسلّح بدفاعاتِها وأقنعتِها وحِجاجاتِها وحيلِها المعتادة حين تواجهُ العالم.

يشيعُ القولُ بأنّ حبيبَك هو من تستطيعُ في وجودِه أن تكونَ أنت، لكن يُمكِنُنا أن نرى الأمر من زاوية مُقابِلة تماما، فالحبيب هو من لا تحتاجُ في حضرتِه إلى أن تكون “أنت”، ولا تحتاجُ في وجودِه إلى استحضار “أناك”، بل يمكنُك أنت تكونَ حالة مخفّفة جدّا من ذاتك، بلا أقنِعةٍ ودفاعات وحجج وحيل، حالة من “الخفّة الوجوديّة” التي يمكنُ أن تعيشَها مؤقَّتا بلا تبعات.

https://www.facebook.com/hammamyahya/posts/10208502308383594