التصنيفات
افيون الشعوب

عن يأجوح ومأجوج

يأجوج ومأجوج مش شخصين زي ما الاسم بيوحي , ولا كائنات فضائية زي ما البعض بيزعُم دي اسامي قبيلتين من نسل يافث بن نوح

يأجوج ومأجوج ما كانوش شخصين زي ما الاسم بيوحي، ولا كائنات فضائية زي ما البعض بيزعُم ، دي أسماء قبيلتين من نسل يافث بن نوح
أسماؤهم مأخوذة من أجيج النار يعني التهابها بشدة، شُبِهوا بها بسبب كثرتهم وشدتهم! ، أو من الماء الأجاج وهو شديد الملوحة لدرجة إنه بيحرق من شدة ملوحته.. أو يُقال مأخوذ من ماج الماء يعني تقلّب واضطرب .
فنلاقي أسماؤهم لوحدها خير دليل على غلظتهم وشدتهم
أقوياء جداً ومفسدين جداً وأعدادهم كبيرة جداً
فتخيّل كمية الفساد اللي ممكن تحصل من قوم هم أضعاف أضعافنا عدداً وقوةً وبأساً.

اللي حصل إنهم كانوا أقوام مفسدة في الأرض أشد الفساد، بيئذوا كل القبائل اللي جنبهم،
يهاجموهم مرة كل سنة ياخدوا كل خيرات البلد ويتسببوا في قتل الناس وإصابتهم ويمشوا،
يسيبوهم سنة يعوّضوا اللي خسروه وعقبال ما يبدأوا يزرعوا تاني ويكوّنوا خيرات جديدة ينزلوا عليهم من جديد يسرقوهم وينهبوا خيراتهم ويسيبوهم.

كان في الوقت ده في ملك صالح يُلقب بـ”ذي القرنين”،
ربنا ميّزه بالتمكين في الأرض {إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ} يعني وهبه الإمكانيات اللي تخليه يقدر يتصرف بالشكل الأنسب من وجهة نظره..
كان عنده كل شيء ممكن يكون عند ملوك زمانه، من الجنود والمعدات وآلات الحرب والحصار وحتى اللغات، لدرجة إنه قيل كان لا يغزو قوماً إلا كلمهم بلسانهم.

ونلاحظ الفرق بين التمكين بمنح الإمكانيات والأسباب، وبين المعجزات والكرامات.

ذو القرنين ما كانش نبي ولا من الأولياء؛
وبالتالي التمكين اللي عنده ماكانش معجزات ولا كرامات،
إنما ربنا ملّكه مفاتيح العلم،
فبقى في ايديه علوم الهندسة والجغرافيا والفيزيا وغيرها وكان عليه كيفية التصرف بها.

بتعبير آخر ربنا وهبه الأسباب اللي يقدر من خلالها يوصل لأي حاجة هو عايزها وينفذها {وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا} يعني الطرق والوسائل إلى فتح البلاد وخضوع العباد وكبت الملوك وإذلال أهل الشرك،
فـ كان يتّبع الأسباب ويمشي في الطريق اللي ربنا سمح له به فيوصل في الآخر لـ مُراده {فَأَتْبَعَ سَبَبًا} .

كان بيمشي بـ جيشه في شرق الأرض ومغاربها يُرسي حِكمة الله في أرضه ويُقيم العدل والصلاح في كل مكان يروحه.

من ضمن رحلته انه اتجه غرباً حتى وصل لمغرب الشمس،
بمعنى إنه وصل لآخــر أرض معمورة بالسكان -في زمانه- من جهة الغرب،
فلاقى الشمس بتغرب على أرض زراعية مليئة بعيون الماء {حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ}
الحمئة دي الرماد،
والمقصود بيها إن انعكاس الطين اللي في الأرض الزراعية على العيون اللي في الأرض خلّى لون العيون كأنها سوداء،

فبقى شكل الشمس وهي بتغرب كأنها داخلة جوا عيون المياه السوداء ،
أو يكون المقصود بحر، مش مجرد عيون من الماء،
بشكل عام اللي بيشوف الغروب على البحر بيشوف الشمس كأنها بتدخل جوا البحر،
فتم التعبير عن البحر بالعين، مأخوذة من عين الماء
وحَمِئَةٍ دلالة على ظُلمة مياه البحر بسبب الغروب.

المهم إن أهل الأرض المذكورة كانوا ظالمين،
فربنا خيّر ذي القرنين وحكّمه فيهم،
إن شاء عذّب وإن شاء أحسن وعفا {وَوَجَدَ عِندَهَا قَوْمًا ۗ قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَن تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَن تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا} .

الظالمين يستحقوا العذاب وده شيء منطقي إنما إيه وجه الإحسان اللي ممكن يكون مع ناس ظالمة؟! .
الإحسان إنه يعظهم ويوّعيهم يمكن يكونوا من أهل الغفلة ولما يلاقوا اللي يفهمّهم ويذكّرهم يتعظوا ويرجعوا عن ظلمهم .
فكان قرار ذي القرنين إن {قَالَ أَمَّا مَن ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَىٰ رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُّكْرًا}

ولاحظ قال فسوف، وده دليل إنه مش هيحاسب حد بأثر رجعي،
لا ده هيدعوهم لله الأول وبعد كده يديهم مهلة واللي يصمم على الكفر والظلم بعدها هو اللي هيتم قتله وتعذيبه،

أما {مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَىٰ ۖ وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا} .

ومن هنا بدأ يُرسي العدل في القرية ويبدّل دولة الظلَمة بدولة جديدة على أُسس مُنصفة.

كان بيمشي من الغرب للشرق بهدف الإصلاح في الأرض،
وقد يكون ده سبب تسميته ذو القرنين [لأنه بلغ قرني الأرض، أي مغرب الشمس ومشرقها]
ويُقال لأنه كان لابس خوذة عليها قرنين مثل المغول،
ويُقال لأنه وازن بين قرن العلم وقرن الإيمان و طبّق الاتنين مع بعض .
اختلفت الأقاويل والنتيجة واحدة ..
إن مش هيفرق معانا أصلاً سبب التسمية لكنها اجتهادات من باب العلم بالشيء لا أكثر .

المهم إنه اتجه لمشرق الأرض أو زي ما قولنا لآخـر أرض معمورة من جهة الشرق لاقى فيها ناس ما فيش بينهم وبين الشمس أي ساتر لا مباني ولا شجر ولا أي حاجز {حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَىٰ قَوْمٍ لَّمْ نَجْعَل لَّهُم مِّن دُونِهَا سِتْرًا} ..
أغلب الظن إن الأرض نفسها ما كانش بيثبت عليها بناء؛ فكانوا متعرضين لشمس مميتة طول النهار،
وكانوا بيهربوا منها بالاختباء في الماء أو يُقال في الأسراب،
ولما تغيب يطلعوا يعيشوا وياكلوا ..
ما نعرفش ذو القرنين عمل معاهم إيه أو ساعدهم إزاي لأن القرآن ماذكرش تفاصيل أكتر من كده عن القصة دي .
بس أعقب بقوله تعالى {كَذَٰلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا} .. فـ ربنا وحده العالم باللي حصل معاه في القصة دي وفي غيرها ..
وقيل في معنى (كذلك) إنه حكم فيهم زي ما حكم في أهل الغرب.

كمل ذو القرنين مسيرته لحد ما وصل عند قوم عايشين عند سدين
{حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِن دُونِهِمَا قَوْمًا}
والمقصود بالسد هنا الجبل،
يعني عايشين أمام جبلين .. [ووراء الجبلين كان مسكن يأجوج ومأجوج، فهم أقرب الأقوام ليأجوج ومأجوج من حيث المسافة]
كانوا بيتكلموا لغة غريبة وصعبة،
فلا غيرهم بيفهمهم ولا هم بيفهموا غيرهم { لَّا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا} .
من الواضح إنهم كانوا عارفين ذي القرنين وده يبيّن مدى شهرته وانتشار خبره في الأرض شرقاً وغرباً،
أو يكونوا توسّموا فيه الصلاح والقوة،
وده يبيّن مدى ظهور آثار رحمة الله على شكله وهيئته لدرجة إن اللي مايعرفوش يستشعر فيه الخير والقُدرة والقوة.

عرضوا عليه أي شيء يطلبه في مقابل إنه يبني سد بينهم وبين يأجوج ومأجوج
{فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجاً عَلى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا} .
[الخرج: اسم لما يخرجه الإنسان من ماله لغيره.
والخطاب بصيغة الاستفهام دليل على تفويض الأمر للمُخاطب،
كأنهم بيسألوه عن التصرف الأصح من وجهة نظره وموكلين الاختيار له من شدة ثقتهم فيه.] .
وافق على مساعدتهم ورفض أي مقابل،
بمنتهى التعفف والتدين والصلاح رد عليهم بإن اللي ربنا أنعم عليه به من المُلك والتمكين أفضل وأعظم من أي مقابل ممكن تدفعوه فوفّروا عليكم أموالكم وساعدوني بأجسادكم
{قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ}
كان مستغني عن أموالهم لكن كان محتاج منهم عملهم،
محتاج آلات للبناء وعمالة تشتغل معاه لإنجاز المهمة الشاقة
{فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا}
ومن بلاغة القرآن إنه صحح لهم المطلوب بإنهم هيبنوا ردم بدل سد
والفرق من وجهة نظر هندسية إن السد بناء حي به ثغرات “أبواب” يمكن فتحها وقتما شاء أصحابه لتمرير الماء،
أما الردم فـ بناء ميت لا ثغرة فيه.
فالسد له عمر افتراضي بيمتد لعشرات السنين ولما يفنى ويُهدم بيتحوّل لـ بناء ميت
أما الردم هو من الأصل بناء ميت،
فبيعيش ما شاء الله له من السنين من غير ما يفنى ..

بدأوا فعلاً يبنوا الردم وكانت المهمة كالتالي
طلب منهم قطع كتيرة وكبيرة من الحديد {آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ}
رصّها بين الجبلين وملأ بها الفراغ تماماً من الأرض إلى رأسي الجبلين
{حَتَّىٰ إِذَا سَاوَىٰ بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ}
[الصَّدَفَيْنِ مقصود بهما الجبلين، لأنهما مقابلان ومحاذيان لبعضهما البعض،
مأخوذة من قولك “صادفت فلان” بمعنى قابلته ولقيته،
ولذلك لا يُقال للمفرد “صدف” حتى يصادفه الآخر.]
فلما تم سد الفراغ بين الجبلين بالحديد،
طلب منهم يشعلوا النار وينفخوها على الحديد لحد ما يحمر زي النار من شدة السخونة
{حَتَّىٰ إِذَا سَاوَىٰ بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا حَتَّىٰ إِذَا جَعَلَهُ نَارًا}
في اللحظة دي طلب منهم يصبوا على الحديد المحمر ده نحاس مذاب
{حَتَّىٰ إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا}
[يسمى النحاس المذاب “قِطْرًا” لأن النحاس إذا أذيب أصبح يقطر كما يقطر الماء.]
تفاعل النحاس مع الحديد عمل حاجتين:
• صنع سد منيع وقوي صعب جداً إن حد يكسره
• جعل الردم أملس فبقى استحالة حد يتسلّقه ..(
فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا).
– لغوياً في قاعدة بتقول “الزيادة في المبنى هي زيادة في المعنى”
وبناءً عليه فرّق علماء اللغة بين تسطع، وتستطع..
استخدام الأولى بيكون في الحاجات الأهون أو الأقل مشقة..
أما لو زادت المشقة بتزوّد ” تاء الثقل” في مبنى الكلمة دلالة على زيادة معنى المشقة.
لما نرجع للآية نلاقي إنها بتوصف حال يأجوج ومأجوج لما حاولوا يتجاوزوا الردمعندهم حل من اتنين..
-يا إما انهم يتسلّقوه ويصعدوا عليه من فوق (يَظْهَرُوهُ) ..
-أو يصنعوا فيه ثقب، يثقبوا الحديد نفسه!
(ينقبوه)عملياً التسلّق أسهل ولا ثقب الحديد؟ ..
أكيد التسلق. عشان كده ربنا عبّر عن الأولى بـ اللفظ المُخفف “اسطاعوا”،
وعبّر عن التانية باللفط الأكثر بناءاً وبالتالي أقوى في المعنى وهو “استطاعوا”.

فمن الطبيعي إن يأجوج ومأجوج لما يحاولوا يخرجوا من الردم ويكتشفوا مدى قوته وعجزهم أمامه يضطربوا ويحتاروا ويتخبّطوا فيما بينهم {وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ}
[“يَمُوجُ” يعني يضطرب ويدخل بعضهم على بعض كموج الماء،
ويختلط بعضهم ببعض لكثرتهم.”يَوْمَئِذٍ”، لها 3 تفسيرات:
يوم اكتمال بناء السد، فيضطربوا ويتخبطوا من شدة الحيرة لعجزهم عن الخروج.
أو يوم خروجهم منه في آخر الزمان، فيضطربوا ويتخبطوا من شدة التزاحم على الخروج والانتشار.
أو يوم القيامة، فيكون المعنى إن جميع الإنس والجن بيضطربوا ويتداخلوا بعضهم في بعض من هول الموقف.]

بعد الإنجاز العظيم اللي حمى الناس كلها من شر يأجوج ومأجوج، وقف ذو القرنين أمام الردم بمنتهى التواضع وإنكار الذات وإظهار الشكر والامتنان لصاحب الفضل الحقيقي في الإنجاز ده {قَالَ هَٰذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي} .

في كل يوم وكل ساعة من ساعتها لحد اقتراب الساعة يأجوج ومأجوج بيحاولوا يغلبوا الردم بكل الطرق،
شغلهم الشاغل بشكل يومي هو محاولة الخروج،
وفي كل يوم بيقرّبوا من هدفهم جداً، بيهدموا جزء كبير من الردم لدرجة إنهم يفتحوا فتحة تعدّي ضوء الشمس من الناحية التانية.. لكن في اللحظة دي ربنا يسلّط عليهم حد منهم يقترح إنهم يكتفوا باللي وصلوا له ويرتاحوا ويكملوا اليوم اللي بعده
فيروحوا ويرجعوا يلاقوا السد – بقُدرة ربنا- رجع زي الأول!

يضطروا يبدأوا من نقطة الصفر ويعيشوا يوم بيتكرر كل يوم
لحد ما يوصلوا لليوم الموعود اللي ربنا هيلهم واحد فيهم يقدّم المشيئة فيقترح الاكتفاء من عمل اليوم على أساس استكماله في اليوم التالي – إن شاء الله -فجُملة إن شاء الله دي لوحدها تكون سبب – بإذن الله ومشيئته- في عدم رجوعهم لنقطة الصفر،

وبالفعل يرجعوا اليوم اللي بعده يلاقوا الردم زي ما سابوه، قرّب يتهد فيهدّوه
{فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ ۖ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا}.. [آية 98: سورة الكهف]
جَعَلَهُ دَكَّاءَ يعني جعله مدكوكاً مساوياً للأرض. يخرجوا ساعتها من حبسهم بشكل مرعب،
أعداد ضخمة سريعة منتشرة جاية من كل الأماكن المرتفعة بمنتهى السرعة
{حَتَّىٰ إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُم مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ} [آية 96: سورة الأنبياء] .
فيفسدوا في الأرض فساد عظيم لا ينتهي إلا أن يأمر الله “النغف” فيُسلطه عليهم فيُقضى عليهم.
النغف هو نوع من الديدان وقيل هو اسم الحشرات اللي بتبقى في أنف الجمل.

بعد كل الجبروت والقوة اللي كانوا فيها ربنا جعل نهايتهم على أهون سبب
لعلّنا لا نُعظّم الأسباب ونعظّم المُسبب سبحانه وتعالى.

وفي الأول و في الاخر دي كلها اجتهادات العلماء في محاولة تفسير كتاب الله وربنا وحده الأعلى والأعلم بمايصيب ويخطئ منها قال تعالى “وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون امنا به كل من عند ربنا”

المصادر :
• كتاب معالم التنزيل في تفسير القرآن للبغوي
• كتاب تفسير القرآن العظيم لابن كثير
• كتاب التفسير الوسيط لطنطاوي
• كتاب الجامع لأحكام القرآن للقرطبي

https://www.facebook.com/heba.ahmad.94/posts/913097595395691